ترجمة ((صدى الإعلام))- صراع بين أوروبا والحكومة الإسرائيلية في سوسيا

29 أغسطس 2016آخر تحديث :
ترجمة ((صدى الإعلام))- صراع بين أوروبا والحكومة الإسرائيلية في سوسيا

خاص- ترجمة صدى الإعلام

نائب رئيس بعثة السفارة البريطانية في تل أبيب (توني كاي): عدد تصاريح البناء الخاصة بالفلسطينيين في المنطقة (ج) صفر من الناحية العملية.

نائب القنصل البريطاني في القدس: يجب ان يمنحوني المواطنة الفخرية في سوسيا

 

أصبحت القرية الصغيرة في تلال جنوب الخليل جزء من الحرب الباردة بين المستوطنين اليهود والحكومة الإسرائيلية من جهة، ودبلوماسيين غربيين ونشطاء سلام و340 من الرعاة العرب يعيشون هناك في خيام بسيطة من جهة أخرى.

السلطات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية تريد هدم المجتمع الفلسطيني، معتبرة أن الهياكل المتداعية المصنوعة من إطارات السيارات القديمة والقماش بنيت بدون تصاريح، ويجب هدمها. لكن السكان الفلسطينيون يصرون على أنهم ورثة الأرض ويمتلكون هذه المراعي منذ العهد العثماني. ويقولون إن إسرائيل تريد إخلاء المنطقة من العرب واستبدالهم باليهود.

علق ناصر نواجا من سكان القرية على الموضوع قائلا: “إنه تطهير عرقي”، وقد تم استخدام هذا الوصف أيضا من قبل منظمة الصحة العالمية ومجموعة حقوق الإنسان الاسرائيلية بتسيلم، التي تعارض عملية الهدم. أما جوش هاستن مدير منظمة دولية مؤيدة للمستوطنين فعلق على الموضوع بطريقة أخرى: هذا هراء، هذه الأرض وضعوا عليها أيديهم بطريقة غير مشروعة”. ووصف سوسيا بأنها زائفة وجزء من مؤامرة بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبدعم من السلطة الفلسطينية لتأكيد حقوق لا وجود لها ذلك، وخلق “حكم الأمر الواقع لدولة فلسطينية” على الأرض.

إدارة أوباما حذرت إسرائيل هذا الشهر ووصفت الإخلاء المقترح “بالمقلق للغاية”. في يوليو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي إن هدم سوسيا “سيؤدي إلى نزوح الكثيرين ومصادرة الأراضي، ولا سيما بالنظر إلى النشاط في المنطقة المتصلة بالمستوطنات.”

وما هو أبعد من الولايات المتحدة، سوسيا تقف في مركز العلاقات المتقلبة بين إسرائيل وأوروبا، التي تقدم الدعم للقرية.

لوحات الطاقة الشمسية في سوسيا جاءت بتبرع من ألمانيا، والمدرسة من قبل إسبانيا، ومضخات المياه عن طريق أيرلندا. دول مثل بلجيكا، إيطاليا والنرويج وغيرها ساهمت في بناء الملعب.

وعلى الرغم من ذلك، سوسيا مكان يرثى له؛ فهي قرية تعاني من عدم وجود مياه جارية أو كهرباء من الشبكة، برغم وجودها في مكان يقع على بعد بضعة مئات الياردات من خطوط كهرباء ومياه إسرائيلية مخصصة لخدمة مستوطنة يهودية قريبة تحمل الاسم ذاته.

الائتلاف اليميني المكون من نتنياهو ووزراء في الحكومة رفعوا صوتهم وطالبوا أوروبا بالبقاء بعيدا عن الشؤون الداخلية لإسرائيل.  لكن على ما يبدو أن هذا لن يحدث. هذا الشهر، زار اثنين من كبار الدبلوماسيين البريطانيين سوسيا للاستماع للسكان المحليين.

توني كاي، نائب رئيس بعثة السفارة البريطانية في تل أبيب، جعل سوسيا المحطة الأولى له بعد أسابيع فقط من وصوله إلى البلاد. وعلق كاي على الموضوع: “الإسرائيليون ينتقدون الفلسطينيين بسبب البناء بدون تصاريح، ولكن عدد من التصاريح التي تصدر للفلسطينيين في المنطقة (ج) هو (صفر) من الناحية العملية “.

قالت بتسيلم نقلا عن أرقام حكومية وتقارير إن السلطات الإسرائيلية أصدرت عام 2014 تصريح واحد في المنطقة (ج) من أصل 242 طلب للحصول على تصاريح لبناء تقدم بها فلسطينيون في تلك المنطقة. بين عامي 2009 و2012، تم تقديم ما مجموعه 1640 طلبا. فقط 37 طليا – نحو 2.3 % – تمت الموافقة عليها، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان التي قالت إن معظم الفلسطينيين لا يقدمون الأوراق إلا إذا واجهوا أوامر “بوقف العمل”.

يتناول جيمس داونر، نائب القنصل العام البريطاني في القدس، القهوة مع عشيرة نواجا، ويقول: “أنا مغرم جدا بسوسيا”. وأضاف مازحا أنه زارها مرات كافية ليصبح مواطنا فخريا. وأضاف: “وعدت السكان المحليين بأننا سنفعل ما في وسعنا لمعارضة الهدم هنا وفي أماكن أخرى.”

عن صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية

الاخبار العاجلة