نصر بحجم شعب يستحق أن يكون بحجم أمة

13 يوليو 2019آخر تحديث :
نصر بحجم شعب يستحق أن يكون بحجم أمة

بقلم  يحيى رباح

النصر المؤزر الكبير الخارق، الذي حققه الرئيس ابو مازن،  رأس الشرعية الفلسطينية والوطنية الفلسطينية بهزيمة صفقة القرن وورشة المنامة باعتراف اهلهما والمراهنين عليهما، هو نصر تاريخي بالمعنى الكامل للكلمة، هو انتصار لمفاهيمنا على المفاهيم المعادية، سواء المفهوم الاسرائيلي بقيادة نتنياهو الذي حاول ويحاول ان يقفز عن التاريخ وعن تجليات الحق، ويتجاهل عظمة المعرفة والوعي، وتراكمات التجربة، عبر خرافات مؤسس لها حبكتها من منظومات الاستعمار القديم ومنظومات الامبريالية الحالية، او المفهوم الاميركي بقيادة ترامب الرئيس الاميركي الحالي، المنتمي الى مجموعات المسيحياتية اليهودية، الذي حشد حوله ربما أسوأ إدارات أميركا على الإطلاق، مزيدا من اليهود المتصهينين، الافانجيكين، ومزيدا من السماسرة، الذين فتحوا عدة معارك كبرى مع العالم اجمع، من الصين وابعد الى المكسيك الجار القريب، ومن القوى الصاعدة بحكم حجم مصالحها، وتاثيراتها الى الحلفاء القدامي، لم يتركوا احدا ولم ينقلبوا عليه، ولم يستهدفوه، ولكن المعارك التي مازالت مفتوحة وجدت خصوما اندادا، وكان بينهم واشدهم شهرة بحجم قضيتة العريقة الشعب الفلسطيني وعلى راسه قيادته، ولذلك فان الانتصار الفلسطيني اعتبر بشارة من بشارات العالم، واعتبر ايحاء بقدسية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لان هذا الانتصار الفلسطيني جاء في الوقت المناسب،  في الاوان المطلوب،  ابو مازن لا يحرك حاملات طائرات، ولا مدمرات، ولا يهدد باسلحة نووية، بل يقول لا، فقط كلمة لا… فتتحول الكلمة الى فشل اسرائيلي بحجم الهاجس، وهو يقول لا… فيعلن كوشنر فشل ورشة المنامة بسبب هذه اللا الفلسطينية، ويعلن توقعاته بموت صفقة القرن اذا لم يقل لها الفلسطينيون نعم، والفلسطينيون قالوا لا، وقدموا البديل، ليس لا في الفراغ بل في قلب العمل وفي قلب الامل.

فعلا… ان انتصارا خارقا بحجم شعب شجاع خارق، ونريد هذا الانتصار ان يصبح بحجم امة،  بتعميقه عبر اليات جديدة للعمل العربي المشترك بمرجعيات جديدة لاحترام القرار العربي، وعدم قتل الوقت والفرص المتاحة في التشاور مع اعداء القرار العربي والناقمين عليه، او الترجمة الحرفية لأقوال خائرة،  والضعف نعمة، والضعف قوة او الترجمة الحرفية التي جاءت مع الربيع العربي الزائف في اوائل 2011 “احبوا اعداكم واكرهوا انفسكم”.

كل مواطن عربي من الشرق الى الغرب، ومن الشمال الى الجنوب من مصلحته ان يفخر بهذا الانتصار الفلسطيني، وان يتبناه وان ينتمي اليه،  هذا انتصار عظيم لشعب القضية، والامم لا تحيا بدون قضايا، فكيف بشعب يعطي لقضيته اعظم الامثلة في قوة الحق، وقوة الوعي والمعرفة، وقوة النموذج.

يا ايها العرب، فلسطين تناديكم من قلب الاشتباك العظيم الخارق، لا تلتفتوا الى المهزومين بدون هزيمة، والهاربين حتى بدون ابواب للهروب، فلسطين بقيادتها وشعبها تناديكم وتضرب لكم المثل العظيم.

المصدر الحياة الجديدة
الاخبار العاجلة