على عكس الصيف الماضي.. لماذا امتنع ليفربول عن عقد الصفقات الكبرى بالميركاتو؟

4 أغسطس 2019آخر تحديث :
على عكس الصيف الماضي.. لماذا امتنع ليفربول عن عقد الصفقات الكبرى بالميركاتو؟

صدى الاعلام، رام الله : في كل سوق انتقالات صيفية تبحث إدارات الأندية والمدربون عن تدعيم قائمة فرقهم بأبرز النجوم المتاحة واللامعة، من أجل الاستمرار في النجاح وحصد الألقاب أو بحثاً عنها، ومعروف عن ميركاتو البريميرليغ أنه الأكثر إنفاقاً في أغلب السنوات الماضية نظراً لزخم الأندية وصرف ملايين اليوروهات في تلك العملية للقوة الشرائية المهولة أيضاً في إنجلترا، ولكن هذا الأمر لم يحدث في ليفربول بطل أوروبا ووصيف الدوري هذا الميركاتو.

فبات ليفربول هو الأقل إنفاقاً حتى الآن بالسوق برصيد 1.9 مليون يورو، ويتخلف النادي المُنتمي إلى مقاطعة «ميرسيسايد» عن أستون فيلا، وهو أحد الفرق المتأهلة حديثاً إلى الدوري الممتاز، بفارق 146.8 مليون يورو، ما يُدلل على سياسة غامضة بعض الشيء، قررت إدارة «أنفيلد» والمدرب الألماني يورغن كلوب اتباعها.

ليفربول بدا مؤخراً وكأنه ممتنع عن دخول سوق الانتقالات، على النقيض من جل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أن التتويج باللقب الموسم المقبل هو هدفه الأكبر بعد عقود من الغياب عن الفوز به.

ولذلك نرصد 4 أسباب دفعت ليفربول للتنحي جانباً عن صراعات سوق الانتقالات، هذا الصيف.

عمق كبير في قائمة الفريق

يمتاز ليفربول بكون قائمته الحالية عميقة، تحتوي على الكثير من اللاعبين المميزين في مختلف المراكز، بداية من حراسة المرمى وحتى خط المقدمة، ويظهر جلياً تنوع الخيارات المُتاحة أمام المدرب الألماني يورغن كلوب، خاصة مع استعادة الفريق لجهود أليكس أوكسليد-تشامبرلين، جو جوميز، ريان بروستر وآدم لالانا، وهو الرباعي الذي غاب عن أجزاء كبيرة من الموسم الماضي، بداعي الإصابة.

وتبدو عودة المصابين بمثابة الصفقات الجديدة لكلوب، والذي كشف النقاب عن سعادته الكبيرة إزاء وصول اللاعبين الأربعة إلى درجة الجاهزية المطلوبة، قبل بدء غمار منافسات الموسم القادم.

عن ذلك يقول كلوب: «أوكسليد-تشامبرلين.. هو لائق. إذا لم يكن ذلك تعاقداً جديداً لنا، فأنا لا أعرف، لكن شراء بطاقته، بعد المستوى المبهر الذي قدمه حينما شارك معنا، كم كان سيكلفنا في اعتقادكم. بروستر، جوميز ولالانا، الأمور واضحة، نحن نملك هؤلاء اللاعبين، ويجب علينا استخدامهم في الوقت الراهن».

ليفربول لم يتوقف عند حد استعادة مصابيه، تصعيد اللاعبين الشبان على غرار هاري ويلسون، أو استرجاع مُعارية المميزين على شاكلة ريان كينت، بل مضت إدراة النادي قدماً في التوقيع مع عناصر يافعة، تبدو قادرة على زيادة عمق تشكيلة فريقه القائم بالفعل، ما يتضح في انتداب كل من الجناح الإنجليزي هيرفي إليوت (16 عاماً) وقلب الدفاع الهولندي سيب فان دين بيرج (17 عاماً).

انتهاج مسار زيدان

ليفربول هو بطل أوروبا، كما أنه الوصيف الأفضل في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، قائمة الفريق يمكن وصفها بالعميقة، وقد زادت تعداداً وقوة بعودة المصابين، والتعاقد مع بعض المواهب الشابة، كل شيء بدا ويبدو إيجابياً، فلماذا إذًا جذرية التغيير؟.

التغيير في حد ذاته يظل أمراً ضرورياً، ومطلباً لا غنى عنه في كرة القدم، لكن الثورة لا يجب وأن تصنع كل يوم، لا يجب وأن تحدث في كل سوق للانتقالات.

ليفربول خلال الميركاتو الصيفي الفائت أنفق ما مجموعه 182.2 مليون يورو، لينجح الفريق في تدعيم صفوفه بأسماء مميزة، كان في حاجة ماسة لوصولها، على غرار الحارس البرازيلي أليسون بيكر، الجناح السويسري شيردان شاكيري، وثنائي خط الوسط البرازيلي فابينيو والغيني نابي كيتا.

ليفربول احتاج آنذاك عمل ثورة حقيقية في بعض مراكز الملعب، وقد فعل، أما الآن فما الحاجة إلى تغييرات جذرية جديدة؟ لا شيء.

ليفربول يبدو راغباً في اتباع مسار زين الدين زيدان مع ريال مدريد، والذي فضل العمل مع مجموعة ناجحة بعينها، وامتنع عن عقد أي صفقات كبيرة، لينجح المدرب الفرنسي في قيادة اللوس بلانكوس للتتويج بكافة الألقاب الممكنة في حقبته الأولى مع الميرينغي.

تجربة توتنهام

اضُطر توتنهام لعدم عقد أية صفقات، كبيرة كانت أو صغيرة، على مدار عام ونصف العام (يناير 2018 – يوليو 2019)، بسبب حاجة النادي لأمواله كافة من أجل تشييد الملعب الجديد «استاد توتنهام هوتسبير».

الكثيرون توقعوا أن يجد توتنهام المعضلات الكبيرة، في سبيل استمراره كأحد كبار القوم في إنجلترا، بيد أن الفريق، وبقيادة مُحكمة من مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، قد تمكن من إنهاء الموسمين المنوط بنا الحديث حيالهما في مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، كما نجح في التأهل إلى نهائي البطولة القارية العام 2019، في إنجاز صفق له النائي والقريب، العدو قبل الصديق.

ويبدو ليفربول مُتسلحاً بقائمته العميقة، وبمسار زيدان في حقبته الأولى مع ريال مدريد، مستنداً في ذلك كله إلى إمكانية الاستمرار في التطور والمضي للأمام، حتى دون عقده للصفقات، مثلما فعل توتنهام.

فلسفة كلوب والصفقات الكبيرة

كلوب يظل من نوعية المدربين غير المحبين لعقد الصفقات الكبيرة، وباستثناء الصيف الماضي وصفقة استقدام ليفربول للمدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، شتاء 2018، يظهر الألماني في دور المكافح، الذي يعمل على اكتشاف اللاعبين وتطويرهم، ومن ثم تحقيق نجاحه الشخصي معهم.

ويتضح ذلك في إحصائية مفادها أن النادي وعلى مدار الموسم الكامل الأول للرجل صاحب 51 عاماً 2016/17 أنفق 79.9 مليون يورو، وهو معدل متوسط، وليس بعالٍ في كرة القدم الإنجليزية.

حتى مع دورتموند، وقبل وصوله إلى ليفربول، لم يشتهر كلوب يوماً بأنه مدرب محب لعقد الصفقات المدوية، كعادته، أسماء شابة مميزة، تصنع نجوميتها معه، وتتحول إلى نجوم لامعة في عالم كرة القدم، ما حصل بشكل واضح رفقة ماركو رويس، روبيرت ليفاندوفسكي وإلكاي غوندوغان.

الاخبار العاجلة