‘الاقتصاد’: الاحتلال يهدف لضرب أسواقنا خلال فترة العيد

7 أغسطس 2019آخر تحديث :
‘الاقتصاد’: الاحتلال يهدف لضرب أسواقنا خلال فترة العيد

صدى الإعلام – رام الله:  حذر مدير السياسات في وزارة الاقتصاد عزمي عبد الرحمن، من مساعي حكومة الاحتلال وراء منحها ما اسمتها ” بالتسهيلات ” للفلسطينيين خاصة في فترة الأعياد، موضحاً أنها تسعى إلى ضرب السوق الفلسطيني وتدمير قاعدته والحيلولة دون التنمية الاقتصادية لشعبنا.

وقال عبد الرحمن في حديث لبرنامج ” لبرنامج ملف اليوم” عبر تلفزيون فلسطين:” إن سماح حكومة الاحتلال بدخول الفلسطنيين إلى داخل الخط الأخضر في فترة الأعياد، موقف حق يراد به باطل ، والهدف الاساس هو ضرب الاقتصاد الفلسطيني الذي يعاني الأمرين بسبب قرصنة  اسرائيل أموال المقاصة”

ونوه عبد الرحمن أن حجم الناتج المحلي في الاقتصاد الفلسطيني لا يتعدى 13 مليار دولار، محذراً من أن  أي إعاقة اقتصادية في الأسواق أو في المسيرة التنموية تؤثر سلبا على الاقتصاد الفلسطيني، موضحاً أنها وبفعل الاجراءات الاسرائيلية الأخيرة، فإن نسب النمو بعد العام 2013 أصبحت متدنية وبطيئة، وقد بلغت في العام الحالي أقل من 1%،  كما ارتفعت نسبة البطالة من 25% إلى 31%، وبالتالي اسرائيل تسعى لضرب الاقتصاد الفلسطيني قبل دعم اقتصادها بشكل أكبر.

وبين أنه وحسب الدراسات فإن زيادة انتاجنا الوطني بما يقارب المليار دولار، من شأنه خلق ما بين 70- 100 ألف فرصة عمل وتقليل نسبة البطالة، واستمرار هذا النمو لأعوام قادمة سيؤدي إلى الارتقاء بالاقتصاد الفلسطيني، داعياً المستهلك الفلسطيني لإدراك حقيقة “التسهيلات الاسرئيلية”  وبأنها ليست منة منه، وإنما إعاقة لأي مسيرة تنموية اقتصادية فلسطينية.

ولفت عبد الرحمن إلى إجراء وزارة الاقتصاد دراسة لكافة السلع التي ممكن الاستغناء عنها من الجانب الاسرائيلي والتوجه إلى المنتج الوطني البديل لها في حال توفره، إذ تم تنظيم ما يقارب الــــ200 سلعة يوجد لها بديل في الانتاج الوطني، موضحاً أنه في حال عدم توفر البديل سيتم التوجه إلى العمق العربي ومن ثم العمق الدولي.

وكشف عبد الرحمن إلى أن الاقتصاد الاسرائيلي الذي ينتج أكثر من 360 مليار دولار في العام،  مستوى متوسط  دخل الفرد فيه يزيد عن 38 ألف دولار، مقارنة مع 13 مليار دولار للاقتصاد الفلسطيني وبمتوسط دخل الفرد لا يتعدى الـــ3 ألاف دولار، وقال :” المقارنة كبيرة ورغم ذلك في وقت الاعياد بشكل خاص تباع السلع الاسرائيلية بأقل أو بسعر مثيلتها بالاسواق الفلسطينية، وهنا يتضح الهدف الاسرائيلي باستغلال حاجة المواطن الفلسطيني، وشح دخله لجذبه للاستهلاك للسلع الاسرائيلية بديلا عن السوق الفلسطيني ولضرب القاعدة الاقتصادية الفلسطينية”.

وأشار عبد الرحمن أنه وضمن المساعي الأخيرة، توجه رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية برفقة مجموعة من الوزراء من ضمنهم  وزير الاقتصاد خالد العسيلي إلى الأردن، وتم توقيع مذكرات تبادل تجاري من شأنها تنمية العلاقة التجارية مع الأردن وتقويتها بدلاً من العلاقة التجارية مع اسرائيل.

وفيما يتعلق بجودة المنتج الفلسطيني أكد عبد الرحمن أنها أصبحت اليوم أعلى من مثيلها الاسرائيلي والمستوردة، من حيث المواد الحافظة والمالحة والكيماوية، فالمنتج الفلسطيني لا يحتوي على هذه المواد الحافظة والكيماوية والتي خضعت لاختبارات أجريت على كافة المنتجات الفلسطينية، وتتم الرقابة على المواد الخام وعمليات الانتاج والمنتج النهائي.

من جهته أكد الباحث الاقتصادي في معهد ماس مسيف جميل ، على أهمية استبدال مصادر الاستيراد من الجانب الاسرائيلي ، مشيراً إلى إجراء معهد ماس سلسلة دراسات قطاعية وأخرى لها علاقة بالسياسات الاقتصادية.

 وأوضح أن الفائدة الأولى من استبدال المصادر سوف تعود على المستهلك، فالأسعار سوف تكون أقل منها من الجانب الاسرائيلي، والفائدة الثانية من حيث الايرادات، فمعضلة الاقتصاد الفلسطيني مع اسرائيل هي الاستيراد غير المباشر، بحيث تقوم اسرائيل باستيراد بضائع ويتم بيعها للسوق الاسرائيلي، وبالتالي عملية الاستيراد المباشر وعدم استهلاك سلع اسرائيلية يعني أن كافة ضرائب الاستيراد ستحول مباشرة للخزينة الفلسطينية، أما الثالث متعلق بالمقاطعة الشعبية والمؤسساتية والمجتمع المدني، فالمقاطعة وعدم استهلاك سلع اسرائيلية سيخلق توجها نحو البديل الوطني ونحو الاستيراد المباشر.

ولفت جميل إلى أن نسبة استهلاك الفلسطينيين للمياه المعدنية من السوق الاسرائيلي، تمبلغ 60 مليون دولار، 137 مليون دولار استيراد أعلاف من السوق الاسرائيلي رغم توفر منتج وطني بديل لكليهما، مشيراً إلى استيراد كم هائل من الأدوية رغم أن صناعة الأدوية الفلسطينية تطورت بشكل كبير.

وأكد على أن المقاطعة التجارية لاسرائيل سوف تؤثر على شركات عديدة فيها قد تصل حد الافلاس، مثل شركات الاسمنت، وشركة “تنوفا” للألبان التي قد تعتمد بشكل كبير على الاستهلاك الفلسطيني، مشيراً إلى وجود حالة وعي فلسطيني في الأعوام الأخيرة بالدور الاقتصادي في مواجهة الاحتلال.

الاخبار العاجلة