الناشطة الإسرائيلية غولدستين توجه رسالة خاصة إلى كوشنير، تطالبه بتلبية الحقوق الفلسطينية وانتقاد الاحتلال

18 أغسطس 2019آخر تحديث :
الناشطة الإسرائيلية غولدستين توجه رسالة خاصة إلى كوشنير، تطالبه بتلبية الحقوق الفلسطينية وانتقاد الاحتلال

“يا كوشنير: أنت تدفع إسرائيل نحو الانتحار عبر مشروعك الحالي”

كتبت ناشطة السلام الإسرائيلية “انجيلا غودفري غولدستين” مقالة في مجلة “كومون دريمز” الأمريكية، أوردت فيها نص رسالة خاصة أرسلتها إلى جاريد كوشنير عبر بريده الإلكتروني، هاجمت فيها “الإنكار الإسرائيلي – الأمريكي للحقوق الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى مسار مأساوي فظيع”. وقد كتبت “غولدستين” مقالتها في المجلة الأمريكية تحت عنوان “من القدس، رسالة إلى جاريد كوشنير“.

وقالت “غولدستين” في نص رسالتها الموجهة إلى كوشنير:

“أنا ناشطة سلام إسرائيلية، وأرى بأن النهج الأمريكي – الإسرائيلي تجاه حجب حقوق الفلسطينيين بمثابة مسار مأساوي فظيع . وجهتم لي دعوة من أجل حضور الاحتفالات في السفارة الأمريكية بالقدس في الرابع من يوليو هذا العام، إلى جانب العديد من منظمات المجتمع المدني وممثلين عن منظمات غير حكومية، لكنني فضلت الابتعاد عن ذلك لأن المشاركة في هذا الحدث يعني تأييد السياسات الإسرائيلية – الأمريكية التي تناقض جهود السلام الحقيقية .. لقد أجريت مقابلات مع مسؤولين كبار آنذاك وأوضحت بأن الحقوق الأساسية الفلسطينية أو توفير مقومات العيش بسلام لم تكن أبدا على قائمة أولويات العقل الأمريكي في ظل الإدارة الحالية. المسؤولون الأمريكيون لم يستخدموا مطلقا أي كلمة قابلة للحياة عندما يتعلق الأمر بفلسطين”.

“وبصفتي ناشطة سلام، اعتقد أننا الإسرائيليون لن نحصل على الحرية التي نتوق إليها بسبب الفظاعة التي نرتكبها شأن إنكارنا للحقوق الفلسطينية . كما ولن نلبي القيم اليهودية الجوهرية لأننا لا نعطي الآخرين ما يجب أن نعطيه ولأننا نواصل هذا الطريق من الدمار الأخلاقي”.

“يا كوشنير، أنت تعتقد أنك تدعم إسرائيل عبر مواقفك المعلنة، وعبر تصريحاتك وأفعالك، لكن جميع أقوالك وأفعالك خاطئة جدا بالنسبة لي ولغيري من الذين يقاتلون من أجل السلام لسنين طوال. بنظرنا، أنت تدفع إسرائيل نحو الانتحار. وكما يقول المثل، الصديق لا يسمح لصديقه بالقيادة ثملا، لكنك تفعل ذلك تجاه إسرائيل. إسرائيل مدمنة جدا على المخدرات السياسية وأنت لا تساعدها في هذا الشأن”.

“أنت وزميلك جاسون غرينبلات دائما ما تنتقدان الفلسطينيين بسبب المفاوضات الفاشلة، وهذا يناقض الواقع مئة وثمانين درجة. نحن لا زلنا نتذكر أكاذيب الحملة الانتخابية لإيهود باراك عام 2000، التي قيل فيها أن عرفات رفض عرضا سخيا للسلام. قيل حينها أن الإسرائيليين يفتقدون لشريك فلسطيني للسلام، وأن الفلسطينيين يرفضون السلام، ونرى هذا يتكرر اليوم تماما”.

“في الحقيقة، إسرائيل تعرض مستقبلها للخطر بنفسها، والاستيطان أصبح السمة المميزة للسياسة الإسرائيلية في التعامل مع الأراضي الفلسطينية، وقد تحول عدد المستوطنين من 220,000 مستوطن عام 1999 إلى أكثر من 600,000 مستوطن اليوم. وليس فهذا فحسب، عملت الحكومات الإسرائيلية على إضعاف الاقتصاد الفلسطيني عبر سياسات احتلالية مقيتة”.

“لقد أصبح ضم الأراضي بحكم الأمر الواقع حقيقة على الأرض، لكن الأفظع من ذلك هو أن مسؤولي اليمين الإسرائيلي باتوا يطالبون رسميا بضم الأراضي الفلسطينية إلى السيادة الإسرائيلية بشكل علني وصريح. عليك يا كوشنير أن تعلم مع ترامب أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تهدف فقط إلى منع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة”.

“وبصفتي إسرائيلية، أجد أن من المؤسف أن إسرائيل لم تعترف بحقوق الفلسطينيين، ولم تفعل من أجل خدمة الحيوية الفلسطينية التي من شأنها أن تذهب كل حافز وراء الإرهاب. لقد خلقت إسرائيل ظروفا خصبة لتكاثر الإرهاب .. هل قرأت عن عمليات هدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية في المناطق “أ” و “ب”؟ بحسب اتفاقات أوسلو، فإن هاتين المنطقتين ستكونان خاضعتان للسيطرة الفلسطينية الإدارية، بينما المنطقة “سي” ستكون خاضعة بشكل مؤقت للسيطرة الإسرائيلية ..

يا كوشنير، مشروعك لن يجلب السلام، بل هو خلطة من أجل المزيد من التوتر والاحتقان في المناطق المحتلة”.

الاخبار العاجلة