انتهاكات الاحتلال لن تحبط من عزيمة شعبنا

6 سبتمبر 2016آخر تحديث :
انتهاكات الاحتلال لن تحبط من عزيمة شعبنا

بقلم: حديث القدس – القدس

في كل مرة يستشهد فيها شاب او فتاة او مواطن فلسطيني برصاص قوات الاحتلال تبدأ هذه القوات بتلفيق التهم والمزاعم بأن هذا الشاب او الفتاة او المواطن حاول دهس جنود اسرائيليين بالسيارة التي يقودها او انه حاول طعن جندي او جندية اسرائيلية بسكين.

فجر امس، قتلت قوات الاحتلال بدم بارد الشاب مصطفى نمر وأصابت صديقه بجروح بادعاء انه حاول دهس قوات الاحتلال لدى اقتحامها مخيم شعفاط ورأس خميس، بصورة استفزازية لا مبرر لها رغم ان المخيم ورأس خميس تابعان لبلدية القدس وان سكانهما من حملة الهوية الزرقاء.

وحسب شهود العيان فان رواية جنود الاحتلال كاذبة وملفقة وان هذه القوات التي اقتحمت المخيم ورأس خميس فجرا والناس نيام أطلقت النار بدم بارد على السيارة التي كان يقودها الشاب مصطفى وبجانبه صديقه مما ادى الى استشهاده على الفور وإصابة صديقه بجروح بالغة.

ان هذه السياسة الاسرائيلية المدعومة من قبل حكومة الاحتلال ووزير الدفاع ،هدفها النيل من الشبان الفلسطينيين وجعلهم يستسلمون ويرضخون للاحتلال وصولا الى تهجيرهم من ديارهم.

ولو افترضنا جدلا، وهذا الافتراض لتبيان مزاعم وأكاذيب القوة العسكرية الاسرائيلية التي قتلت مصطفى نمر بدم بارد، فان هذه القوة كان باستطاعتها تحييد الشهيد وصديقه من خلال إطلاق النار على دواليب السيارة او اعتراضها، إلا أن إطلاق النار عليهما بهذه السرعة والسهولة يؤكد بأن تعليمات إطلاق النار الفوري على الفلسطينيين ما زالت قائمة لمجرد الاشتباه او حتى بدون ذلك.

هذه التعليمات صدرت لهذه القوات على لسان أكثر من مسؤول في حكومة الاحتلال الاسرائيلي لدرجة جعلت دماء الفلسطينيين مستباحة في كل الأوقات، وهذه التعليمات هي نتيجة التحريض سواء من قبل المسؤولين الاسرائيليين او من قبل مناهج التعليم فيها وفي مقدمتها التعليم الديني التوراتي، حيث أعلن أكثر من حاخام بأن دماء الأغيار مباحة وهنا يقصد دماء الفلسطينيين.

هذا من جانب، ومن الجانب الآخر فان اقتحامات قوات الاحتلال اليومية للمدن والبلدات والقرى والمخيمات بصورة استفزازية وإطلاق الرصاص والقنابل الغازية السامة وعدم مراعاة وجود مرضى وأطفال تدفع الشبان الى التصدي لهذه القوات المحتلة.

وهذا يعني انه حتى في حالات الطعن او محاولات الطعن والدهس فان السبب الرئيس وراء ذلك هو جنود الاحتلال واستفزازاتهم وتوجيه الإهانات للمواطنين وخاصة الشبان، الأمر الذي يجعلهم ينتصرون لكرامتهم المهدورة على الحواجز وأثناء الاقتحامات غير المبررة والتي هدفها القتل بدم بارد وترويع النساء والأطفال والشيوخ.

ان جميع هذه الاجراءات والانتهاكات لا يمكنها ان تثني شعبنا عن مواصلة مسيرته الوطنية حتى إحقاق كامل حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما ان هذه الانتهاكات تزيد من صمود شعبنا فوق أرضه وأرض آبائه وأجداده، وعلى العالم الذي يشاهد يوميا ممارسات سلطات الاحتلال وجنوده وضع حد لهذا الاحتلال الغاشم لأن شعبنا مصمم على مواصلة نضاله مهما بلغت التضحيات، ولن تحبط عزيمته مثل هذه الانتهاكات لأن الاحتلال مصيره الزوال.

الاخبار العاجلة