ميناء بنغازي ينشط مجددًا رغم انقسامات ليبيا‎

2 سبتمبر 2019آخر تحديث :
ميناء بنغازي ينشط مجددًا رغم انقسامات ليبيا‎

يعمل الميناء التجاري في بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، على مدار الساعة بعد ثلاث سنوات من إعادة فتحه، سعيًا لجمع الإيرادات من أجل إصلاح الميناء وتوسعته.

ويقع الميناء في مرمى النيران، إذ تقاتلت فصائل متنافسة للسيطرة على بنغازي منذ عام 2014، في صراع دمر أجزاء من المدينة الواقعة في شرق ليبيا. وعلق الميناء العمليات مع تعرض البوابة الرئيسية وبعض المباني لأضرار، بينما تناثرت القذائف على الطرقات.

وأعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، في نهاية المطاف، النصر في بنغازي في عام 2017، لكن الإصلاحات وعمليات إعادة الإعمار محدودة، إذ ما زال ثلثا قوارب السحب المعطوبة خارج الخدمة.

لكن الميناء يشهد نشاطًا تجاريًا قويًا في الوقت الحالي، ويُمكن مشاهدة الشاحنات المُحملة بالسيارات والحاويات المحملة بالمواد الغذائية وزيوت المحركات وسلع أخرى تتدفق عبر البوابة الرئيسية قرب مركز المدينة.

ويقول يزيد بوزريدة، مدير الميناء: إن ”الإيرادات الشهرية كانت تجاوز السبعة ملايين دينار ليبي (4.9 مليون دولار) قبل الحرب، لكن الدخل لم يُستخدم لتطوير الميناء“.

وقال بوزريدة: ”لم نصل إلى المعدل السابق بعد… لكن كل شهر أفضل من الشهر السابق، نسعى لجمع أكثر من 7.8 مليون دينار (شهريًا)، مددنا أوقات العمل إلى 24 ساعة“. وأضاف: ”كل الخطوط البحرية رجعت، آخر خط بدأ بسبع حاويات، وآخر شحنة له كانت قرابة 400 حاوية“.

وقال إنه قبل الحرب كانت الإيرادات تُودع في الإدارة العامة للموانئ بمدينة مصراتة، لكن إدارة ميناء بنغازي منفصلة حاليًا، في وضع يرجع إلى الانقسامات التي تعيشها البلاد.

أمل

ومنذ إعادة فتح الميناء، يستقبل ميناء بنغازي أكثر من 400 ألف طن من الحبوب في 18 رصيفًا، بما يعادل مثلي ما كان الميناء يستقبله قبل 2014.

ويدفع الميناء رواتب بقيمة 2.25 مليون دينار ليبي إلى 1400 موظف، وهو لا يُصدر النفط، لكنه يستورد الغاز وبعض المنتجات البترولية إلى جانب الشحنات العامة.

وتراجعت مستويات المعيشة بشكل حاد خلال الصراع، وتظل الأوضاع صعبة في سائر ليبيا، ولم تفعل الحكومات سوى القليل لرفع المعاناة الاقتصادية.

لكن ميناء بنغازي في وضع جيد لإمداد المدينة والمناطق البعيدة عن الساحل، كما أن انتعاشه يمنح الموظفين هناك الأمل.

وقال ناصر بوزيد، الموظف بالميناء: ”العمل عاد لهذا المرفق الحيوي الذي سينعش الاقتصاد بالمدينة… يُعتبر مصدر رزق لنا“.

كما قال صبري أمراجع، رئيس شركة للتوكيلات الملاحية: إن ”الميناء يشهد تحميل مزيد من الحاويات مقارنة بما كان عليه قبل 2011“. وأضاف: ”علينا الآن تحميل 1500 حاوية أسبوعيًا، قبل عام 2011 كانت 400“.

الاخبار العاجلة