تهرب نتانياهو .. وأوهام حكومته !

10 سبتمبر 2016آخر تحديث :
تهرب نتانياهو .. وأوهام حكومته !

بقلم: حديث القدس – القدس

بعد ان انكشفت مجددا حقيقة نوايا ومواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في موقفه البائس من اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقد لقاء مع الرئيس محمود عباس في موسكو ليتأكد مجددا رفضه للسلام او لاي جهد للدفع باتجاه هذا السلام ومحاولاته التهرب دوما بذرائع مختلفة، طلعت علينا الآله الاعلامية الاسرائيلية بحملة تحريض وتشويه سافرة ضد الرئيس ابو مازن ومطلقة العنان لتقديرات أمنية اسرائيلية بان تصعيدا خطيرا سيطرأ على الاوضاع في الاراضي المحتلة هذا الشهر وان الاحتلال الاسرائيلي يستعد لهذا الاحتمال وهو ما يطرح السؤال: ما الذي يريده نتانياهو بعد ان سد الطريق امام جهود السلام فرفض المبادرة العربية والمبادرة الفرنسية وتهرب من الاقتراح الروسي ؟

ان محاولة نتانياهو تبرير تهربه هذا بما يسميه “الشروط” الفلسطينية ما هي الا محاولة ذر للرماد في العيون، فالجانب الفلسطيني لم يطرح شروطا بقدر ما طرح التزامات يتوجب على الحكومة الاسرائيلية الوفاء بها منذ وقت طويل مثل اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى وهو ما تعهدت به اسرائيل ووافقت عليه سابقا.

كما ان تأكيد الجانب الفلسطيني على المرجعيات الاساسية لاي عملية سلام وضرورة التزام اسرائيل بها ليس شرطا بقدر ما هو ضمانة لنجاح اي لقاء وهو ما ينطبق ايضا على ضرورة وقف الاستيطان حيث لا يعقل ان تجري مفاوضات ولقاءات بهدف تطبيق حل الدولتين وفق المرجعيات التي يفترض ان تلتزم بها اسرائيل، وفي نفس الوقت تواصل اسرائيل الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والتدمير المنهجي للحل الذي اجمع عليه المجتمع الدولي.

والسؤال الآخر الذي يطرح بشأن التقديرات الاسرائيلية الخاصة بهذا الشهر هو: هل تريد اسرائيل حقا تصعيد التوتر لادخال المنطقة في دوامة جديدة من المواجهة حتى يتسنى لها التستر وراء ذريعة اخرى لتبرير تهربها من جهود السلام؟ وهل تتوهم اسرائيل انها من خلال اطلاق حملات للتشويه والتحريض ضد القيادة الفلسطينية سوف تستطيع صرف انظار الفلسطينيين عن حقيقة ما ترتكبه من انتهاكات جسيمة في الاراضي المحتلة وعن حقيقة نوايا تكريس الاحتلال والاستيطان؟!

هذه الهستيريا التي تميز النهج الاسرائيلي في مواجهة المواقف الحكيمة والشجاعة للقيادة الفلسطينية والانجازات الدبلوماسية والسياسية المتراكمة للجانب الفلسطيني على الساحة الدولية إنما تكشف ايضا عن حقيقة تطرف الحكومة الاسرائيلية اليمينية ورفضها للسلام فهي تنزعج من أي انجاز فلسطيني تماما كما تنزعج من تأكد المجتمع الدولي ان الفلسطينيين يتصرفون بحكمة ويتمسكون بخيار السلام وانهم ليسوا كما تحاول هذه الحكومة الاسرائيلية تصوير نضالهم المشروع وثباتهم على حقوقهم على انه ارهاب.

واخيرا فان اسرائيل تكون واهمة اذا ما اعتقدت ان بامكانها الاستمرار في الرهان على ان عامل الوقت يعمل لصالحها بعد ان تكشفت نواياها للعالم اجمع بعد ان اثبت الجانب الفلسطيني جدارته وقدرته على الصمود في مواجهة حملات التضليل والتحريض والتشويه الاسرائيلية – فشعبنا وقيادته لن يتخليا عن الحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة وبالتأكيد لن يقفا مكتوفي الايدي ازاء استمرار اسرائيل في انتهاكاتها الجسيمة وان ما يجب ان تدركه هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة ان شعبنا فان على الدفاع عن وجوده وحقوقه ولن يسلم يوما بالاحتلال والاستيطان غير المشروعين.

 

 

الاخبار العاجلة