فلسطين تشارك في أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة في المغرب

4 أكتوبر 2019آخر تحديث :
فلسطين تشارك في أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة في المغرب

شاركت دولة فلسطين، ممثلة برئيس سلطة جودة البيئة عدالة الاتيرة، في أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة، المنعقد في مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو في العاصمة المغربية “الرباط “، بحضور وزراء البيئة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وممثلو المنظمات الدولية والإقليمية المعنية.

ويأتي المؤتمر، حسب بيان لسلطة البيئة اليوم الجمعة، تحت شعار “دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة والتنمية المستدامة”، برعاية عاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس وبرئاسة الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وبإشراف من الإيسيسكو بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية.

وقالت الاتيرة في كلمة لها بالمؤتمر، أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها دولة فلسطين لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية واستدامتها، إلا أنها تواجه تحديا تغيب فيه العدالة ويتوغل فيه الظلم مرتفعا على صوت الحق والقانون، فلا تزال القوة القائمة بالاحتلال مستمرة بانتهاك البيئة الفلسطينية وسرقة الموارد واستنزاف ثرواتها الطبيعية، وتستمر في بناء المستوطنات وشن حروب متكررة على قطاع غزة منذ سنوات، في مخالفة جسيمة للقانون الدولي البيئي والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

وشددت على أن دولة فلسطين تتعرض لظلم بيئي وغياب للعدالة البيئية، من خلال ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجرائم بحق البيئة بشكل ممنهج وواسعة الانتشار في رفض واضح صريح لكافة القرارات الدولية، التي تدعوها للالتزام بواجباتها كدولة احتلال التي يفرضها عليها القانون الدولي الإنساني.

ودعت الأتيرة المؤتمر إلى تحميل دولة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية لارتكابها انتهاكا ممنهجا وجسيما وواسع الانتشار للبيئة في فلسطين، مطالبة بمواصلة دعم الشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال الغاشم ومساعدته في نيل حقوقه في تقرير المصير والاستقلال والحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضافت: إن ما يقوم به الاحتلال في مدينة القدس ليس فقط تزويرا للتاريخ والحقيقة، وإنما هو تهويد للمدينة بكاملها يستهدف سرقة تاريخ وتراث وحضارة وبيئة شعب وتحويلها لصالح شعب آخر غريب عنها وطارئ عليها، في أغرب وأبشع وأخطر عملية تدمير بيئي يعرفها العالم، منتهكا بذلك كل المبادئ والأعراف والقوانين الدولية الإنسانية والبيئية والقرارات والإعلانات التي تدعو وتلزم الاحتلال بعدم المساس بالوضع السياسي والديني والقانوني والبيئي للمدينة المقدسة، مطالبة المؤتمر الإعلان عن المدينة المقدسة عاصمة للبيئة في العالم الإسلامي أسوة بشقيقاتها من المدن الأخرى.

وعقبت على شعار المؤتمر، مشيرة إلى أن ديننا الحنيف وشواهد الحضارة الإسلامية الممتدة هو الرائد في مسألة الحفاظ على الموارد والطليعة وإدارتها بشكل مستدام، وهو السباق في حفظ حقوق الأجيال المتتابعة.

وقالت الاتيرة، إن حماية الكوكب والمشاركة في العمل به، وتقاسم الوظائف والأدوار بين مكونات المجتمع المختلفة، سواء القطاع العام والخاص والأهلي، يعتبر من ركائز الحوكمة السليمة التي تعزز تحقيق التنمية المستدامة وتحمي البيئة، وهي واحدة من الممارسات والثقافة التي لا بد من ترسيخها والعمل بموجبها وإيجاد البيئة الممكنة لها من خلال الأطر المؤسسية والقانونية.

وأضحت أنه منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية نقوم بمسؤوليتنا للمشاركة في الجهد الدولي لحماية البيئة، والالتحاق في ركب التنمية من خلال أعداد الخطط والسياسات وتطوير المنظومة القانونية لتعزيز صمود الفلسطيني، وتبني سياسات وأهداف استراتيجية محددة، والنهوض بالعملية التعليمية والتي أدمج في مناهجها مفاهيم ومبادئ تجاه حماية البيئة والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى الانضمام للعديد من الاتفاقيات الدولية والبيئية منها خاصة، إذ تترأس دولة فلسطين قيادة مجموعة 77 والصين في ملفات تغير المناخ والتنمية المستدامة وغيرها.

وشكرت الاتيرة المملكة المغربية الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) وإدارتها العامة على ترتيب وإنجاح أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة.

ويتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة عدد من التقارير ومشاريع الوثائق ذات الصلة بقضايا البيئة والتنمية المستدامة في العالم الإسلامي، ومناقشة مشروع إنشاء لجنة مشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي من أجل التنمية المستدامة، ومشروع استراتيجية تفعيل دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في العالم الإسلامي، ومشروع وثيقة توجيهية بشأن تعزيز دور الشباب والمجتمع المدني في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

يذكر بأنه في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تم تسليم جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي (دورة 2018-2019) للفائزين بها، الذين يبلغ عددهم 17 فائزا من 13 دولة إسلامية.

الاخبار العاجلة