أول مصنع لإنتاج المناديل الورقية من سعف النخيل في فلسطين

15 أكتوبر 2019آخر تحديث :
أول مصنع لإنتاج المناديل الورقية من سعف النخيل في فلسطين

لن يكون مصير مخلفات سعف النخيل في مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة، حاويات النفايات أو الحرق، فالفلسطيني طارق سعادة، نجح في تحويلها إلى منتجات مختلفة من المناديل الورقية.

ويعتمد الأربعيني “سعادة” على طرق ابتكرها بنفسه لاستخلاص مادة “السيللوز” من سعف ومخلفات النخيل واستخدامها في صناعة المناديل الورقية بعد أن تدخل في سلسلة عمليات تتطلب وقتا وجهدا كبيرا.

ويقع المصنع الذي يقول مالكه إنه “الوحيد في العالم الذي ينتج الورق من سعف النخيل”، في مدينة أريحا التي تشتهر بزراعة النخيل ويوجد في مزارعها نحو 300 ألف نخلة.

وينتج عن عمليات تقليم أشجار النخيل آلاف الأطنان من المخلفات الورقية والألياف النباتية سنويا، بحسب ما يقول الرجل.

بداية الفكرة

فكرة صناعة المناديل الورقية من مخلفات أشجار النخيل، بدأت عام 2012، عندما أعد “سعادة” دراسة عملية حول ذلك. ولم يكن الأمر في البداية مجديا لأن الدراسات توصلت إلى أن نسبة “السيللوز” التي سيتم استخراجها من مخلفات النخيل قليلة مقارنة بتكلفة استخراجها.

إلا أن دراسة أخرى أجراها “سعادة” عام 2014، أظهرت أن نسبة “السيللوز” ستكون عالية، الأمر الذي شجعه على المضي قدما في مشروعه.

وسجل “سعادة” براءة اختراع لدى الجهات الفلسطينية المختصة عن مشروعه الذي بدأ فعليا بإنتاج الورق عام 2014.

وبإمكان مصنع الفلسطيني “سعادة” استخلاص مادة “السيللوز” من مخلفات وسعف النخيل بنسبة 76% حاليا.

ومنذ عام 2010 حتى 2014 كان مصنع “سعادة” في أريحا يعتمد في صناعة المناديل الورقية على إعادة تدوير مخلفات الأوراق فقط، قبل أن يبدأ باستخدام سعف ومخلفات أشجار النخيل بصناعته.

ويعمل عشرات العمال على جمع سعف ومخلفات النخيل من مزارع أريحا بدلا من حرقها وإتلافها، حيث يشتري “سعادة” الطن الواحد منها بمبلغ 100 دولار أمريكي من المزارعين.

19 مرحلة صناعية

وتخضع مخلفات النخيل لـ19 مرحلة صناعية، أهمها معالجتها تحت درجة حرارة عالية بواسطة جهاز طرد مركزي لاستخراج مادة “السيللوز” منها، قبل استخدام هذه المادة بصناعة المناديل الورقية في صورتها النهائية.

ويقول محمد حميدان، مدير الإنتاج بمصنع المناديل، الذي يحمل اسم “بيبريال”، إن “عملية الإنتاج تأخذ جهدا ووقتا كبيرا، ويتم خلالها غسل مخلفات النخيل وطحنها ومعالجتها تحت درجات حرارة عالية قبل أن تصبح عجينة ورقية”.

ويضيف حميدان: “ما يميّز الإنتاج في مصنعنا أننا لا نستخدم أية مواد كيميائية في مراحل الصناعة المختلفة”.

ولا ينتج عن عمليات صناعة المناديل أي مخلفات صلبة أو سائلة، حيث يعاد تدوير كل المخلفات، بحسب “حميدان”.

ووفق مدير الإنتاج بالمصنع، فإن الطن الواحد من مخلفات النخيل ينتج 700 كيلوغرام من عجينة الورق.

ويشير إلى أن سعف النخيل يمتاز بصلابته وجفافه، الأمر الذي يشكل صعوبة في إنتاج المناديل الورقية.

ووفر المصنع، الذي ينتج نحو ألفي طن من الورق سنويا، فرص عمل للعشرات من الفلسطينيين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

يستهلك ثلث مخلفات النخيل

ويستهلك المصنع 30% من مخلفات النخيل في المدينة، ويأمل القائمون عليه أن يتم توسيع الإنتاج ليتم استيعاب جميع المخلفات.

ويسوّق المصنع منتجاته في الأسواق الفلسطينية، ويواجه صعوبات تتعلق بتوفير الطاقة والمياه، وبالمنافسة الكبيرة من المنتجات الإسرائيلية.

ويستورد الفلسطينيون غالبية حاجتهم من المياه من إسرائيل التي تسيطر على 90% من مصادر المياه الجوفية، وتمنع السكان في مناطق أريحا والأغوار شرقي الضفة الغربية المحتلة، من حفر آبار مياه، دون إعطاء أسباب للمنع.

ويطالب المزارعون في أريحا القيادة الفلسطينية والمؤسسات المعنية بالضغط على السلطات الإسرائيلية للسماح بحفر آبار جديدة لتطوير القطاع الزراعي.

وتُعد أراضي مدينة أريحا ومنطقة الأغوار من أكثر الأراضي الفلسطينية خصوبة، وتصلح لزراعة النخيل، وعلى طول الحدود الفلسطينية الأردنية، تنتشر آلاف بساتين النخيل بعضها يخضع للسيطرة الإسرائيلية.

 

الاخبار العاجلة