قمة عدم الانحياز رسالة أمل .. وصفعة لمزاعم نتنياهو

19 سبتمبر 2016آخر تحديث :
قمة عدم الانحياز رسالة أمل .. وصفعة لمزاعم نتنياهو

بقلم: حديث القدس – القدس

«قمة عدم الانحياز كانت قمة فلسطين بامتياز» بهذه الكلمات لخص نبيل ابو درينة المتحدث باسم الرئاسة نتائج قمة كراكاس التي أيدت ودعمت حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال واعتبرت قضية شعبنا انها كانت وستظل على رأس أولوياتها واعتمدت إعلان فلسطين والاعلان عن العام ٢٠١٧ عاما لانهاء الاحتلال ، وهو موقف يثير الارتياح والتقدير لحركة عدم الانحياز التي تأسست في باندونغ عام ١٩٥٥ بمبادرة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الهندي الأسبق جواهر لال نهرو والرئيس اليوغسلافي الأسبق جوزيف تيتو والتي عقدت اول مؤتمر عام ١٩٦١ بحضور ٢٥ دولة ليصل عدد أعضائها عام ٢٠١٢ الى ١١٨ دولة إضافة الى منظمات فاعلة وفرق رقابة من ١٨ دولة.

ومما لا شك فيه ان هذا الانجاز الدبلوماسي المعنوي الفلسطيني الذي تحقق في قمة كراكاس إنما يؤكد على عدالة القضية الفلسطينية وان هذه القضية لم تمت او تتلاشى من عقول وضمائر شعوب ودول العالم وقادتها من جهة كما تؤكد على الجهد المتواصل والمميز للقيادة وللدبلوماسية الفلسطينية التي تسعى الى حشد أكبر قدر ممكن من الدعم لشعبنا وحقوقه.

ومما لا شك فيه ان هذه الارادة الجماعية لدول عدم الانحياز التي تشكل جزءا هاما من الارادة الدولية، التي تدعم العدالة والحرية واستقلال فلسطين تصطدم منذ عقود بالموقف الرافض للاحتلال الاسرائيلي ، والذي يحظى بدعم وتأييد وتسليح وحماية دول متنفذة كالولايات المتحدة فيما تتخذ دول غربية أخرى مواقف أقل ما يقال عنها انها تستهدف ذر الرماد في العيون وتشجع عمليا استمرار الاحتلال الاسرائيلي وإمعانه في انتهاك القانون الدولي.

والسؤال الذي يطرح ازاء الموقف الايجابي الواضح لدول عدم الانحياز هو كيف يمكن ان يشكل هذا الموقف رافعة حقيقية للضغط على الاحتلال الاسرائيلي وحلفائه للرضوخ لإرادة المجتمع الدولي ؟ والحقيقة أن دول عدم الانحياز رغم تجانسها والتداخلات الدولية لعلاقاتها بالقوى العظمى، الاّ ان موقفها من فلسطين شكل قاسما مشتركا واضحا كما انها تمتلك الكثير من الأدوات للتحرك على الساحة الدولية لتكون عامل ضغط باتجاه فرض المزيد من العزلة على الاحتلال الاسرائيلي والضغط على حلفاء اسرائيل ونقل رسالة واضحة لهم بأن مصالحهم الحقيقية تكمن في الانحياز لمبادىء الحرية والعدالة ورفض الاحتلال غير الشرعي لفلسطين ورفض الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها دولة الاحتلال.

ولهذا لا يمكن التقليل من أهمية القرارات التي اتخذتها قمة عدم الانحياز لصالح فلسطين وشعبها ونتائجها تشكل رسالة واضحة لنتنياهو الذي زعم ان اسرائيل غير معزولة دوليا وتفاخر باتصالات سرية مع هذه الدولة او تلك لتأتي قمة عدم الانحياز وتوجه صفعة قوية لهذه المزاعم.

وهي رسالة أمل لشعبنا وسط هذه الظروف الحالكة والمرحلة الحرجة بأن إرادة هذه الشعوب وضمائرها وعقولها ما زالت تولي فلسطين الأهمية التي تستحق، في وقت توهمت فيه اسرائيل وغيرها ان القضية الفلسطينية قد طمست وأن تصفيتها باتت قاب قوسين أو أدنى.

الاخبار العاجلة