نادر عمرو
ما زالت تفاصيل جريمة قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي للشهيدة هديل الهشلمون (18 عاما) أثناء مرورها عبر أحد الحواجز العسكرية التي تطوق البلدة القديمة بمدينة الخليل قابعة في أذهان أبناء شعبنا، فالشهيدة واحدة من بين 38 شهيدا أعدموا منذ العام 2015 في المنطقة ذاتها.
كما أصاب الاحتلال عشرات المواطنين على تلك الحواجز، كان آخرها إطلاق النار على المواطنة سهير إسليميه (38 عاما) وإصابتها بجروح خطيرة، إلى جانب حملات الاعتقال التي ينفذها بحقهم، والتي لم يسلم منها الأطفال والنساء، بهدف إفراغ البلدة من سكانها وإحلال المستوطنين مكانهم.
الناشط في مؤسسة الحق هشام الشرباتي قال: إن الاحتلال يتعمد إطلاق النار على أماكن قاتلة في الجسد، مثلما حصل مع الشهيدة هديل الهشلمون، بادعاءات كاذبة وتلفيق التهم لهم.
وأشار إلى أن ما يقوم به الاحتلال مناف لمعايير القانون الدولي والإنساني، ومبدأ التناسبية في حالة الحرب، وفي كثير من الحالات هو عبارة عن اختلاق خطر وهمي، تبريرا للجرائم التي يقومون بها ضد المواطنين العزل.
وأضاف ان ممارسات الاحتلال الوحشية على الحواجز تحظى بدعم من المستويين السياسي والعسكري، على اعتبار أن إطلاق النار يدخل في إطار الدفاع عن النفس كما يدعون، كما أن الجندي ليس مكلفا بالرجوع لمسؤوله حول إطلاق النار، وهذا يعد ضوءا أخضر له.
وتابع الشرباتي: ما يقوم به الاحتلال يأتي ضمن سياسات التطهير العرقي ومحاربة الوجود الفلسطيني من خلال عمليات اعتقال الاطفال والنساء، والتضييق على السكان خلال تنقلهم عبر تلك الحواجز، وإعاقة الحركة التعليمية، وإخضاع الأهالي بمن فيهم الاطفال وطلبة المدارس لعمليات تفتيش مهينة، بالإضافة الى عدم السماح بتوفير مواصلات تسهل حركة التنقل ووصول المواطنين لمنازلهم، وعدم قدرة سيارات الاسعاف الوصول للحالات المرضية الطارئة.
واعتبر أن هذه الاجراءات تعد تطبيقا لما قاله رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عندما اقتحم الخليل في أيلول الماضي، وحديثه عما يسمى بـ”الحي اليهودي” في المدينة، والذي يهدف لتهجير أكبر عدد ممكن من المواطنين، وخلق تواصل جغرافي بين البؤر الاستيطانية في قلب المدينة ومستوطنة “كريات أربع” المقامة عنوة شرقها في محاولة لطمس المدينة الفلسطينية.
وطالب الشرباتي بوضع استراتيجية رادعة بمشاركة المؤسسات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني كافة، وسكان المنطقة للتصدي لكل تلك المحاولات، وعدم الاعتماد على النشاطات الفردية، وتحفيز المواطنين على زيارة المنطقة أفرادا ومجموعات.
إلى ذلك قال الناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الانسان بديع دويك، إن المنطقة تتعرض لسياسة تطهير عرقي ومحاولة تهويد كاملة وتطهيرها من الوجود الفلسطيني من خلال تطبيق سياسة العقاب الجماعي، وترهيب الناس والتضييق عليهم.
وأكد أن “هذه السياسة هدفها ترحيل شعبنا من أرضه في صراع وجودي بحت”.
وشدد الدويك على ضرورة توثيق انتهاكات الاحتلال في المنطقة، وإيصال الصورة للمجتمع الدولي لإجبار حكومة الاحتلال على الحد من ممارساتها التعسفية بحق المدنيين الفلسطينيين.
وقال “انتهاكات الاحتلال طالت أيضا الحرم الإبراهيمي الشريف، حيث يتم إغلاقه واقتحام باحاته وإفراغه من الزائرين والمصلين”.
من جانبه أشار مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو اسنينة، إلى أن هذه الاعتداءات والتي كان آخرها منع الأذان في الحرم الإبراهيمي هي اعتداءات يومية ومتكررة في محاولة لفرض الاحتلال هيمنته عليه وتهويد المنطقة وإفراغها من أهلها.