عساف: المقاومة الشعبية عمل متواصل لمنع عزل القدس ولإزالة البؤر الاستيطانية

12 نوفمبر 2019آخر تحديث :
عساف: المقاومة الشعبية عمل متواصل لمنع عزل القدس ولإزالة البؤر الاستيطانية

صدى الإعلام – رام الله: لم تكن مسيرة ترمسعيا الحاشدة في الـ17 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي استمرت المواجهة العنيفة فيها لأكثر من أربع ساعات، بين مئات المواطنين والعشرات من جنود الاحتلال والمستوطنين، إلا نموذجا وبداية للحشد الجماهيري والتعبئة الشعبية لمواجهة اعتداءات المستوطنين البؤر الاستيطانية العشوائية التي تتحول رويدا رويدا لمستوطنات كبيرة أو رابط ما بين المستوطنات الأم.

منعت مسيرة ترمسعيا إقامة بؤرة في المنطقة تربط وتعزز مستوطنات “عادي عاد، وشيفوت راحيل، وشيلو” ببعضها البعض، وتقوي الاستيطان في شمال رام الله وجنوب نابلس.

حول المقاومة الشعبية، أهدافها وآليات عملها والمناطق التي تستهدفها، حاورت “وفا” رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف.

وقال عساف إن الفترة الأخيرة شهدت عقد مؤتمرين للمقاومة الشعبية في إطار تفعيلها، هذه الأداة التي أقرتها المجالس المركزية والمجلس الوطني ومؤتمري حركة فتح السادس والسابع، سعينا إلى تطويرها بحيث يتم تفعيلها أكثر، ويتم إحداث شراكة جماعية لتمكينها من تحقيق أهدافها في مواجهة المشروع الاستعماري الاسرائيلي.

وتابع: “تم التنسيق الكامل مع كافة الأقاليم واللجان التي تعمل في اطار المقاومة الشعبية من اجل ان يصبح هذا البرنامج، البرنامج الأول في اولويات الأقاليم والمناطق دفاعا عن اراضيها ومحاولات المصادرة وهدم المنازل وغيره، ثم تبع ذلك ذهابنا إلى المؤتمر الوطني الذي عقد في الفارعة وشاركت فيه كل الفصائل وعدد كبير من لجان التضامن الدولية من اسبانيا وبريطانيا وايطاليا وفرنسا، وكان يهدف لخلق شراكة وتوحيد الجهود، ثم تفعيل مشاركة الفصائل في المقاومة الشعبية وتحديد الاولويات في برنامج المقاومة الشعبية، ثم كسر كل الحساسيات والاختلافات وجسرها باتجاه برنامج مشترك”.

وأضاف عساف “بحضور لجان التضامن الدولية تم بحث كيفية تفعيل التضامن الدولي المساند للقضية الفلسطينية، وتفعيل لجان المقاطعة على المستويين المحلي والدولي لإلزام الاحتلال إنهاء استيطانه وسيطرته على أراضينا الفلسطينية ومقاطعة المستوطنات وزيادة التضامن، وبحث قضية لجان الحراسة وكيفية توفير الحماية لأبناء شعبنا في المناطق المهددة باعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال، وبحث عمليات التوثيق بشكل قانوني لانتهاكات الاحتلال والاستفادة منها في فضح الاحتلال وملاحقته قانونيا في المحاكم الدولية”.

وبين أن المقاومة الشعبية بعد عقد المؤتمرين خطت خطوة للأمام، “فبعد انتصار تجربة الخان الأحمر، أصبحت لدى الهيئة والمقاومة الشعبية ذخيرة للاستفادة منها للحشد الشعبي وعملية تطوير وتطويع الصعوبات لصالحنا، لذلك ذهبنا الى فعاليات لإزالة البؤر الاستيطانية ونجحنا في اكثر من مكان، بؤرة بيتا في جبل ابو صبيح، وبؤرة تياسير شرق طوباس، وبؤرة اللبن الشرقية، وبؤر في قريوت وقصرة والمزرعة الغربية والمغير، وأخيرا في ترمسعيا، حيث كانت هناك انتفاضة، المئات شاركوا في هذه المسيرة والمواجهات استمرت لعدة ساعات، وحجم الضغط الشعبي على المستوطنين وجنود الاحتلال كان كبيرا لمنع انشاء بؤرة، كما كانت هناك مسيرة للمستوطنين في نفس الوقت وتم افشالها”.

وأضاف ان “اقتحام بؤرة الحمة قبل عدة أسابيع دق ناقوس الخطر لدى المستوطنين، فقاموا بخطوة غير مسبوقة وهي عمل حواجز يبحثون فيها عن نشطاء المقاومة الشعبية ونشطاء هيئة الجدار والاستيطان، حيث يحملون صورا بالقرب من معسكر ميخولا في الاغوار، وهذا حاجز المستوطنين وهو بمعرفة ومساندة الجيش، وهي محاولة لتكريس سيطرة المستوطنين على الضفة الغربية، كما قال الجيش لأهالي بورين قبل عدة ايام خلال قطفهم الزيتون في أراضيهم، اذا لم تغادروا سنرسل لكم المستوطنين، والمستوطنون هم أداة إرهابية يستخدمها الجيش في الاعتداء على الفلسطينيين وهم لا يقومون بأعمالهم بشكل عشوائي انما بشكل منظم”.

ووصف عساف “الموقف بالخطير جدا. هذه دولة مستوطنين داخل دولة الاحتلال. سلطة مستقلة للمستوطنين بقرار من الحكومة والجيش الإسرائيلي”.

وبين عساف أن “خطتنا في المقاومة الشعبية ترتكز على أربع رؤى أساسية، أولا: مواجهة البؤر الاستيطانية وازالتها اذا تم انشاؤها، وهي مهمة كبيرة، وشعبنا يستطيع انجاز هذه المهمة، ولدينا سوابق جيدة، أينما تحركنا نجحنا وأينما تقاعسنا تتحول هذه البؤر الى مستوطنات، وذلك يعتمد بشكل اساسي على المجتمع المحلي والفصائل والفعاليات. وهذا يعتمد على الاستمرارية وليس الهبة لمرة الواحدة”.

أما الخطوة الثانية حسب عساف فكانت “منع عزل مدينة القدس، وهو ما يجري في خمسة مواقع الآن، ففي منطقة وادي الحمص، يتم الهدم هناك لإبعاد صور باهر عن دار صلاح والتجمعات الفلسطينية في بيت لحم، وتوسيع المنطقة المحاذية للجدار. ومنطقة المنطار الواقعة شرق السواحرة بإغلاق الحزام الاستيطاني الخارجي في منطقة شرق القدس وعزل التجمعات السكانية الكبرى السواحرة وابو ديس والعيزرية ومنعها عن الامتداد شرقا تجاه البحر الميت، ثم ثغرة طريق اريحا وهي منطقة الخان الأحمر وفيها وقعت أعنف المواجهات ونجحنا في ابقاء الاهالي في مكانهم الاصلي، ثم منطقة جبع ومحاولة عزل القدس وهناك تشكيل عازل وربط مستوطنة النبي يعقوب داخل الجدار مع مستوطنة ادم الواقعة خلف الجدار لإغلاق طريق جبع – حزما أمام الفلسطينيين”.

وبالإضافة لهذه المواقع حسب عساف، “منطقة قلنديا البلد ومفرق قلنديا، وفي هذا المكان عمليات هدم واسعة تتم في محيط مطار قلنديا سواء داخل كفر عقب أو قلنديا المخيم أو قلنديا البلد حيث هدمت31 شقة مرة واحدة قبل عامين ويجري الآن الإعداد لعمليات هدم أخرى في المكان ومحيطه”.

أما الهدف الثالث فهو مواجهة عمليات التهجير القسري، وهنا، حسب عساف، “تتم مراقبة الإجراءات في كل القرى الفلسطينية الواقعة في منطقة السفوح الشرقية والأغوار مثل سوسيا، ومسافر يطا، وأبو نوار وجبل البابا والخان الاحمر والحديدية والفارسية وخربة مكحول والمالح شرق طوباس، بتعزيز صمود المواطنين ومواجهة اي تهديد من قبل الاحتلال لتهجيرهم”.

ويكمن الهدف الرابع في مواجهة اعتداءات المستوطنين وتشكيل لجان الحماية لمنع تكرار حادثة قرية دوما التي أحرقت فيها عائلة دوابشة.

وحول ما يجري من تكثيف للاستيطان في جنوب نابلس، قال عساف: “يتم منذ زمن طويل بناء طوق استعماري في محيط نابلس، وهو مخطط لتطويق المدن في كل الضفة الغربية”.

وأضاف: “نابلس بدأت منذ ألون موريه عام 1976، ثم ايتمار ثم براخا، فيتسهار، وامتدت غربا في الطريق الدائري باتجاه مستوطنة حفاد جلعاد قرب قرية جيت، وكدوميم والمنطقة الصناعية التي تقع قرب قرية قوصين، ثم شافي شمرون، والآن تتجه الانظار للسيطرة على جزء من الجبل الشمالي (جبل عيبال) بحجة أن هناك مذبح تاريخي وديني لليهود، وبالتالي انشاء مستوطنة جديدة عليه واستكمال الطوق الكامل حول نابلس، وفي هذا الاطار انشأت الطرق الالتفافية، ومنها الطريق الالتفافي الرابط بين نادي المدينة وقرية جيت، ثم الطريق الالتفافي الرابط بين مفرق جيت ومفرق حوارة، ثم ما بين حاجز حوارة ومعسكر حوارة ثم الى ايتمار ثم الون موريه، هذه الشبكة تطوق المدينة وتربط المستوطنات المحيطة بها في حزام استيطاني، ولتحقيق ذلك تجري عمليات التهجير للسكان والضغط على المزارعين الذين تقع أراضيهم في هذا الطوق”.

وبين أن “نابلس تشكل جوهرة الشمال وهي جبل النار والاحتياط السكاني الاكبر في شمال الضفة، لذلك يتم عزلها والتحكم بها، وذلك للبدء بعملية الطرد الناعم للسكان للخارج، ثم فصل شمال الضفة عن جنوبها وعزل وسطها، حيث يتم ربط مستوطنة ارائيل قرب سلفيت مع مستوطنة رحاليم قرب يتما وقبلان مع عيلي الواقعة على سبعة جبال جنوب نابلس ثم تمتد شرقا وجنوبا باتجاه شيلو شمال رام الله، وهناك 7 بؤر كبيرة وبالتالي يتم ربطها ببعضها، كما انشأت مستوطنة جديدة في المنطقة وهي عميحاي لسد ثغرات الربط بين المستوطنات وفصل التجمعات الفلسطينية.

وبين أن الاحتلال يسعى لبناء كتلة استيطانية ممتدة من “الخط الأخضر” إلى نهر الأردن لفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها، وتثبيت “الكانتونات” لمنع قيام دولة فلسطينية مترابطة.

الاخبار العاجلة