مجلس الأمن ينهي جلسته دون اتفاق بشأن استمرار الهدنة في سوريا

22 سبتمبر 2016آخر تحديث :
مجلس الأمن ينهي جلسته دون اتفاق بشأن استمرار الهدنة في سوريا

انتهت جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الأربعاء 21 أيلول) بشأن سوريا، دون أن يصدر عنها أي بيان يوضح إلى أين تسير الأمور بالنسبة لـ “الهدنة” التي انتهت عملياً الاثنين، بعد أن كانت أعلنت الحكومة السورية بأنها في حل منها، بسبب الخروقات المتعددة التي اقترفتها فصائل المعارضة المسلحة.

وقال مبعوث الأمين العام لسورية، ستيفان دي ميستورا، إنه قدم مشروع إطار يشكل نقطة انطلاق وبداية لمفاوضات يقودها السوريون نحو المرحلة الانتقالية، وذلك خلال الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمن في نيويورك على مستوى وزاري ورئاسي بدعوة من نيوزيلاندا التي تترأس مجلس الأمن لهذا الشهر، وقادها رئيس وزرائها، جون كي.

وقال ديمستورا للصحفيين بعد انتهاء الجلسة أن الاجتماعات كانت جيدة وركزت على استكشاف وسائل العودة للمفاوضات السورية السورية.

وقدم دي ميستورا بعض الملاحظات في ذلك الشأن، قائلاً إنه “حتى لو كان هناك تباعد في المواقف المبدئية لكل الأطراف، فقد انخرطت الأمم المتحدة رغم ذلك في الحديث مع الأطراف جميعها، واستخدمنا كل الطرق الدبلوماسية الممكنة، بما فيها منظمات المجتمع الدولي و18 طرفاً في مجموعة الدول الداعمة لسوريا”.

وقال، إن جميع أطراف النزاع متفقة على النقاط التالية “أن يكون هناك دولة مدنيّة علمانية تتميز بالتعددية، وتحترم فيها الحقوق والحريات الأساسية، ولها دستور جديد، ويوجد اتفاق شفوي بهذا الجانب”.

وحث المبعوث الأممي كافة الأطراف للتوصل لإطار يسمح بالتوصل لمرحلة انتقالية فعلية، مؤكّداً أن كافة الأطراف تدرك أن هناك حاجة لمرحلة انتقالية.

وأضاف “في 26 تموز طلب الفريق الدولي لدعم سورية اقتراحات، وفور العودة للمحادثات سأقدم اقتراحات مبدئية يمكن أن نتفاوض بشأنها، ومن ثم سيتم الانتقال للاتفاق على المفاوضات المباشرة، وكل هذا يستند إلى أن الحل في سورية لا يمكن إلا أن يكون سياسياً وليس عسكرياً. كما ومن المفترض أن تفضي المرحلة الانتقالية إلى انتخابات”.

ورأى أنّ الاتّفاق الروسي ــ الأميركي يمكن أن يمثّل رافعة للحوار، داعياً، في هذا السياق، إلى “العودة إلى اتفاق سبتمبر كأساس لمتابعة المفاوضات”.

بدوره، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لتوحيد الصفوف من أجل حل الصراع في سورية، متّهماً الحكومة السورية بخرق القانون الدولي والقانون الإنساني.

ورأى أن “الاتفاق بين روسيا وواشنطن فرصة يجب أن نغتنمها، والهجوم الذي تعرضت له القافلة غير مقبول، وأجبر الأمم المتحدة على تعليق المساعدات”، وطالب بالتحقيق في الموضوع. وفي ما يخص غارة الولايات المتحدة على دير الزور، فقد أعلنت الولايات المتحدة مسؤوليتها عن ذلك، وقال “أنا أنتظر تقريرها في هذا السياق”.

وبخصوص المفاوضات السورية، أشار بان إلى أنه “عند بدء جولة جديدة من المفاوضات، فهذا سيؤدي إلى إمكانية التوصل إلى المرحلة الانتقالية التي يمكن التعويل عليها، وينبغي أن يستخدم المجتمع الدولي نفوذه وسلطاته لقيام الحكومة الانتقالية” كما دعا كل الأطراف للتوصل إلى اتفاق إطار لمرحلة سياسية حقيقة وفعلية.

وقال “لا يمكن أن يتوقف مصير دولة على شخص واحد، ومن الصعب التوصل إلى تسوية إذا أصر طرف على بقائه والآخر على رحيله قبل البدء بالمفاوضات، وهذا لن يمكّننا من التوصل إلى حل انتقالي”.

وتابع “لقد داست الحكومة السورية على حقوق الإنسان وفعلت المعارضة ما هو شبيه به”، مشدداً على ضرورة منح “السوريين العدالة وإمكانية التوصل للمصالحة والتعافي”.

وناشد مجلسَ الأمن بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشيرا الى أن التوصل لتسوية دائمة لا يمكن أن يتم إلا بالحل السياسي، داعياً الجميع لاستخدام نفوذهم للعودة إلى طاولة المفاوضات.

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أمام المجلس “نحن نعلم أنه لا بديل عن عملية سياسية تقوم على حوار دون شروط مسبقة، والتصدي للإرهاب، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية”.

وأضاف “روسيا وأميركا توصلتا لاتفاق بخصوص القضايا الرئيسية والمبدئية لتوفير الظروف المناسبة، ويؤسفني أن أتحدث عن وثيقة لم يرها أحد بالقاعة، كان الاتحاد الروسي مستعداً لتعميمها” في إشارة منه إلى السجال الذي دار بين البلدين، الأسبوع الماضي، حول نشر بنود الاتفاق.

واعتبر الوزير الروسي أن “الأولوية الأولى تتمثل في تحديد ملامح المعارضة، وتمييزها عن جبهة النصرة وداعش، والتصدي بنجاح لمحاولات الإرهابيين وأعمالهم، خصوصاً هؤلاء الذي يتسترون برداء الاعتدال”.

وفي المقابل، رد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمام المجلس، بالقول “لقد استمعت إلى نظيري الروسي، وبدا لي كأنني أعيش في عالم مواز للعالم الذي يعيش فيه، حينما قال، إنه لا يجب لأي كان أن يفرض شروطاً مسبقة”.

وأضاف “التقينا في عدة أماكن، ووافق مجلس الأمن على وقف إطلاق النار دون شرط مسبق، وتم التوصل إليه أربع مرات، وذهب ذلك أدراج الرياح، بسبب أطراف لا تريد وقف إطلاق النار. هذا ليس شرطاً مسبقاً. كيف يمكن لأناس أن يجلسوا على نفس الطاولة مع نظام يقصف مدنهم ويلقي غاز الكلور عل شعبهم؟ أين مصداقيتكم مع شعبكم؟”.

وحول الوثيقة الروسية الأميركية، قال كيري “لا يسعني القول إلا أن الوثيقة كان من المفترض أن تصدر، ولا يوجد حاجة لقراءة الوثيقة لتعلموا أن قصف المستشفيات واستخدام البراميل المتفجرة مخالف للقانون الدولي”.

وتابع “الجميع يجلس ويقول؛ نريد سورية متحدة وعلمانية، ويمكن لشعب سورية أن يختار قادته، ونحن نثبت عجزنا بشكل واضح”.

“إن الحقائق عنيدة، ولا يمكن أن نحرف تلك الحقائق حول سورية. في الليلة الماضية بلغتنا تقارير تفيد بقصف مرفق صحي ووقوع الضحايا، ليس هناك سوى بلدين تحلق طائراتهما هناك، وهما روسيا وسورية”. كما لفت كيري إلى أن بلاده لم تتستر على قصفها بالخطأ مواقع تابعة للنظام السوري.

واتهم روسيا بقصف قافلة المساعدات الإنسانية قائلاً “إن قاذفة الصواريخ المزعومة لم يكن من الممكن لها أن تحدث هذا الضرر. كل ما قلته معلومات واستنتاجات من الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وشهود عيان قالوا، إن الموقع تحول إلى جحيم بعد مرور مروحيات في السماء”.

كما اعتبر كيري أن “بشار الأسد مخرب ولا يؤمن بوقف إطلاق النار كما جبهة النصرة وداعش”. وحذّر من تفاقم الأزمة السورية، مؤكّداً أن الحل العسكري غير ممكن في سورية، ولا بديل عن المفاوضات والمضي قدماً لمنع الطائرات من التحليق فوق مناطق رئيسية من أجل التهدئة، وإعادة بعض المصداقية لعملية التفاوض.

وفند المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري الاتهامات الأميركية بأن الطيران السوري أو الروسي هو من قصف القافلة قائلا “أخذوا ادعاًء من شخص واحد بأنه رأى طائرة محلقة بالسماء دون أن يراها الآلاف من الآخرين”.

وحول عودة المفاوضات قال الجعفري “يجب أن يكون الحوار سوريا سورياً دون تدخل الآخرين”.

الاخبار العاجلة