الولايات المتحدة مستعدة لتحديث صواريخها النووية العابرة للقارات

27 سبتمبر 2016
الولايات المتحدة مستعدة لتحديث صواريخها النووية العابرة للقارات

تستعد الولايات المتحدة لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات لتحديث صواريخها البالستية النووية العابرة للقارات، والتي يبلغ عددها 400 صاروخ، مع ان البعض يعتبرها من البقايا غير المجدية للحرب الباردة.

ودافع وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الاثنين عن هذا الخيار، قائلا: “نبدأ الآن تصحيح عقود من الاستثمار غير الكافي في الردع النووي”. وجاءت تصريحات اشتون خلال زيارة لمينوت في ولاية داكوتا الشمالية، احد ثلاثة مواقع تتمركز فيها الصواريخ الـ400 النووية العابرة للقارات التي اطلق عليها اسم “مينيوتمان 3”.

وذكر الوزير الاميركي بأن الولايات المتحدة ستقوم بالاستثمار في السنوات المقبلة في غواصات جديدة قاذفة، وفي تحديث القنبلة النووية “بي-61” او تصميم صاروخ عابر جديد.

وقال كارتر ان الولايات المتحدة لا تريد خفض الردع النووي، على الرغم من الآمال الكبيرة التي اثارها الرئيس باراك اوباما في خطاب شهير في براغ في 2009، حيث اكد حرصه على تحقيق هدف عالم خالٍ من الاسلحة النووية.

فالأعداء المحتملون للولايات المتحدة ما زالوا يستثمرون في ترساناتهم النووية. وقال كارتر: “لم نصمم شيئا جديدا في السنوات الخمسين الاخيرة، لكن آخرين فعلوا ذلك من بينهم روسيا وكوريا الشمالية والصين والهند وباكستان ولبعض الوقت ايران”.

وتثير موسكو بشكل خاص قلق خبراء الاستراتيجيا في وزارة الدفاع الاميركية. وصرح كارتر انه من الممكن ألا يكون لدى القادة الروس حاليا القدرة نفسها على “ضبط النفس” التي كان يتمتع بها اسلافهم السوفيات عندما يتعلق الامر “بإشهار الاسلحة النووية”.

وبعد ضم شبه جزيرة القرم، صرح الرئيس فلاديمير بوتين علنا انه مستعد لاستخدام الاسلحة النووية في العمليات.

ويرى خبراء ان كلفة عملية تحديث كاملة للترسانة النووية الاميركية في العقود المقبلة ستبلغ آلاف المليارات من الدولارات.

وهذه كلفة لا يمكن احتمالها، بينما يترتب على الولايات المتحدة ان توظف اموالا هائلة في تحديث اسلحتها التقليدية ايضا، التي تستخدمها حاليا.

لذلك يجب الاختيار والتخلي عن بعض مكونات الدرع النووي، مثل الصاروخ البالستي العابر للقارات.

وكان النائب الديموقراطي آدم سميث صرح الاسبوع الماضي: “بكل بساطة، لا يمكننا ان نغطي نفقات ذلك”، مؤكدا ان السلاح البري هو الاقل فائدة بين المكونات الثلاثة للردع الاميركي.

وأضاف ان الصين القوة العسكرية الكبرى الناشئة تعتز بقدرتها “المذهلة” على الردع، بعدد اقل بكثير من الاسلحة النووية.

لكن سلاح الجو الاميركي الذي يتحمل مسؤولية صواريخ “مينيوتمان 3” يؤكد من جهته ضرورة امتلاك صاروخ جديد عابر للقارات ربما لأنه من الصعب العثور على قطع لهذه الصواريخ، التي صممت اول نماذج منها في ستينات القرن الماضي.

وتقادم المعدات ليس المشكلة الوحيدة التي تعاني منها قوات الردع البرية الاميركية.

فقد اضطر سلاح الجو الاميركي في السنوات الاخيرة لاتخاذ اجراءات حاسمة لرفع معنويات الطواقم المكلفة الصواريخ الاستراتيجية التي تشعر بالملل وبتراجع مكانة وظيفتها مع انتهاء الحرب الباردة.

وضبط عشرات من عسكريي هذه الوحدات وهم يقومون بالغش في اختبارات التقييم، بينما اتهم آخرون بتعاطي المخدرات.

وقال وزير الدفاع الاميركي الاثنين: “اعرف ان لديكم انطباعا بأن الناس لا يفكرون في عملكم غالبا”.

وأضاف: “لكن يمكنكم ان تكونوا فخورين بما تفعلونه كل يوم لبلدكم”، مذكرا بالاجراءات التي اتخذت لتحسين الظروف المعيشية للطواقم المكلفة الصواريخ مثل منح مكافآت جديدة وإقامة مراكز رياضية تعمل طوال اليوم.

وصواريخ “مينيوتمان 3” موزعة على ثلاثة مواقع في الولايات المتحدة هي قواعد مينوت في داكوتا الشمالية، ومالمستروم في مونتانا، ووارن في وايومينغ.

Breaking News