وكالات – يعود نشيد دوري الأبطال ليعزف اليوم من جديد، وسط حالة من التساؤل عما ستؤول إليه أمور البطولات الأوروبية في نهاية المطاف، مع تذكر سيطرة اسبانيا مؤخراً على البطولات القارية منذ 2014.
حالة الاحتلال الإسباني لأوروبا حالياً ليست جديدة على القارة، فقد شهد الماضي عدة حالات احتلال مطلق، أطولها كانت حالة الاحتلال الإنجليزي، ومن قبلها كانت حالة احتلال ريال مدريد.
برشلونة يوقف ريال مدريد
منذ أن انطلقت البطولة عام 1955، لم يكن أحد قادراً على إيقاف ريال مدريد، فالفريق الملكي حقق 5 بطولات متتالية، وظهر كمن لا يمكن إيقافه.
انطلقت بطولة 1960-1961 والخواف من تواصل سيطرة اللون الأبيض، الأمر الذي بات يهدد مستقبل البطولة، لأن فريقاً واحداً يكسب دوماً يجعل الأمر مملاً.
برشلونة تأهل بموجب حمله للقب الدوري في الموسم السابق، وريال مدريد تأهل بموجب فوزه باللقب، وكانت المواجهة بين الطرفين في دور الستة عشر، وهذه المرة امتلك برشلونة عظماء مثل لويس سواريز وكوبالا، في حين كان العظماء دي سيتفانو وخينتو وبوشكاش مستمرين مع الملكي.
تعادل برشلونة ذهاباً في مدريد 2-2، وكان لويس سواريز قد سجل هدف التعادل الثاني في الدقيقة 87 من ركلة جزاء، في حين كانت الأمور أسهل على البرسا إياباً حيث تقدم 2-0 ولم يسجل مدريد هدفه إلا متأخراً، ليتأهل العملاق الكتلوني إلى دور الثمانية ويمضي إلى المباراة النهائية، التي خسرها أمام بنفيكا 2-3.
أوقف برشلونة الزحف الأبيض، وتحررت أوروبا من حاكمها في البداية، لكن المسألة عادت لاحقاً.
احتلال هولندا وبايرن ميونخ ..من أوقفه؟
لمدة 4 سنوات متتالية، سيطر الهولنديون على لقب دوري الأبطال، حصد فينورد اللقب قبل غيره، ثم فاز أياكس بثلاث بطولات متتالية.
المفاجأة كانت في نسخة 1973-1974 التي دخلها أياكس بطلاً، حيث تم الإطاحة به مبكراً عبر سسكا صوفيا البلغاري، وذلك في أول موسم غاب فيه يوهان كرويف عن العملاق الهولندي لرحيله إلى برشلونة.
بايرن ورث السيطرة لثلاث سنوات متتالية، فشارك بنسخة 1976-1977 رفقة القوي جداً آنذاك بروسيا مونشنجلادباخ، والعين كلها على إبقاء اللقب ألمانياً ما بين الطرفين.
لكن بايرن ميونخ سقط في دور الثمانية على يد دينامو كييف، في حين انتقم له بروسيا مونشنجلادباخ في نصف النهائي وصعد ليخسر النهائي أمام ليفربول 3-1.
أطول احتلال في التاريخ .. الاحتلال الإنجليزي
لم يعرف تاريخ دوري الأبطال هيمنة مطلقة عليه من قبل بلد واحد مثلما فعل الإنجليز ما بين 1976-1982، حيث سيطروا على اللقب 6 مرات متتالية.
ليفربول حقق 3 بطولات، ونوتنجهام فورست بطولتين وأستون فيلا بطولة واحدة، وظهرت الفرق البدنية القوية متفوقة على جمال الكرة اللاتينية والتقنية الألمانية والتكتيك الإيطالي.
في بطولة 1982-1983 التي انتهت بتتويج هامبورج، شارك أستون فيلا وليفربول في البطولة ممثلين للإنجليز، ومضا الاثنان معا إلى دور الثمانية، وهناك تم الإطاحة بالطرفين بضربة واحدة.
يوفنتوس أطاح بأستون فيلا هازماً إياه ذهاباً وإياباً، في حين فجر ويدزو لودز البولندي مفاجأة كبرى بالفوز على ليفربول ذهاباً 2-0 والخسارة إياباً 3-2، ليصعد إلى نصف النهائي.
في تلك البطولة، صعد اليوفي للنهائي، وخسر مع هامبورج بهدف المدرب الحالي فيلكس ماجاث.
الاحتلال بالوراثة .. من التالي؟
منذ ذلك الحين ،لم تعرف أوروبا احتلال متواصلاً مثلما يفعل الإسبان الآن، بل لم يعرف نظام الأبطال الحديث أي دولة حافظت على اللقب إلا ما فعله ريال مدريد وبرشلونة مؤخراً.
لكن التاريخ يقول كلما طالت فترة الاحتلال لدوري الأبطال، قامت قوة أخرى ببناء نفسها لترث الاحتلال وتفرض السيطرة هي لفترة طويلة، باستثناء ما جرى في عام 1983.
فهل هناك من يستطيع وراثة الإسبان الآن ويهيمن على القارة لسنوات وحده؟
الإنجليز يقومون بصناعة قوة رهيبة، والألمان يتربصون ويأملون بواقعية أنشيلوتي وجنون دورتموند، والطليان يراهنون على الجرينتا والفكر وإن كان الأمر يبدو صعباً، أما الفرنسيون فليس لهم إلا سان جيرمان الذي يبدو أنه بحاجة للمساعدة هذه الأيام.
منطقياً، يبدو الإنجليز الأكثر قدرة على خطف العرش في السنوات المقبلة، لكنه صراع مجنون بالنجوم والأموال والعقول والجمهور .. ونحن علينا فقط المشاهدة والاستمتاع.
