انحناء قادة “حماس”… تقزيم لصورة الفلسطيني الثائر

13 يناير 2020آخر تحديث :
انحناء قادة “حماس”… تقزيم لصورة الفلسطيني الثائر

صدى الاعلام _ رام الله :

علاء حنتش

بات جليا محاولات “حماس” الاختباء خلف شعاراتها وأن انتماءها لغير فلسطين أصبح يتكشف شيئا فشيئا، وفضحت مساعيها لاختطاف التمثيل من منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ورهانها على بيع الموقف الفلسطيني المستقل.

مواقف قيادة “حماس” المتقلبة وتقزيم صورة الفلسطيني الثائر الذي يقاتل بكبرياء إلى متسول يُقبّل الأيادي، لن تقف عند حدود المكان، بل ستمتد إلى أذهان ملايين الأحرار حول العالم باعتبارها إهانة للوطنية الفلسطينية، وانعكاسا للخضوع والتبعية وإعطاء ولاءات لتمثيل مزعوم لشعبنا، وزجا لقضيتنا في محاور وتناقضات إقليمية على حساب القضية الفلسطينية.

في الوقت نفسه، تواصل “حماس” على الأرض بعث رسائل إيجابية إلى إسرائيل وأميركا من جهة وإيران من جهة أخرى، بينما تمارس الإقصاء ورفض الشراكة السياسية وتواصل مساعيها لسلخ قطاع غزة عن الضفة.

الناطق باسم حركة “فتح” حسين حمايل، قال إن ما تقوم به “حماس” لرهن القرار الفلسطيني لأجندات ومصالح حزبية خاصة على حساب قضيتنا وشعبنا، محاولة منها لإدامة الانقسام، الأمر الذي سيلحق أضرارا فادحة بالمصالح الوطنية الفلسطينية.

وبيّن أن هذا السلوك يلحق الضرر الكبير باستقلالية القرار الفلسطيني الذي ارتكز دائما على ثوابت قضيتنا الفلسطينية، إضافة إلى أن هذا الأمر يكلف شعبنا الكثير من الخسائر على المستويين الإقليمي والعالمي نحن بغنى عنها، مذكرا بسياسة القيادة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والارتكاز إلى الحيادية، بما يخدم مشروعنا الوطني.

 من جهته، اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم، أن ما تقوم به “حماس” بالمقاييس السياسية والاستراتيجية الفلسطينية لعب بالنار، لأن القرار الفلسطيني المستقل أحد سمات الفلسطينيين في قدرتهم على حمل مشروعهم الوطني والمضي به قدما في مواجهة الأخطار المحدقة به.

وشدد على “أن تواجد الفلسطيني في أي محور معناه أن يرتهن المشروع الوطني ويرتبط مصيره بالمصير والمآل الذي سينتهي إليه هذا المحور أو ذاك، في حين أن المطلوب هو العكس تماما، بمعنى أن تكون فلسطين المركز الذي ينصب حوله الدعم والإسناد كمشروع فلسطيني وطني مستقل”.

 وبين أن “التجاذبات الإقليمية والدولية خطر على وحدة المشروع الوطني وقدرته على استقطاب الدعم من كل الاطراف، التي يمكن أن تقدم له مثل هذا الدعم، فنحن لا نستطيع أن نرهن مشروعنا الوطني خارج إطار مصالح شعبنا العليا”.

وقال سويلم “إن حماس من خلال انخراطها في المشروع الإيراني، تهدد وحدة ومسار مشروعنا الوطني، فتقبيل الأيادي يعكس حالة من الخضوع، وربما يعكس أيضا حالة من الولاء غير المحمود والانتماء غير الصحي، وهو مسيء لنا لأن نضال شعبنا على أعلى درجات القدسية حتى في ذهن العالم، وتضحيات شعبنا على هذا القدر من الأهمية والمكانة، بحيث لا يليق أن تصور هذه التضحيات على أنها تنتمي إلى أجندات ومرجعيات خارج الإطار الفلسطيني”.

وأضاف: “تقبيل الأيادي يتنكر لقدسية المشروع الوطني وتضحيات الشعب الفلسطيني بكل المقاييس، ويجعل من الفلسطينيين جزءا من الصراع بين المذاهب والطوائف، والشعب الفلسطيني ليس جزءا من هذا الصراع ولا يريد أن يكون جزءا منه، لذا يرفض شعبنا أن يقحم نفسه في برامج وأجندات ليست في صلب النضال الوطني والديمقراطي والمشروع التحرري” .

من جهته، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت عبد الرحمن الحاج إبراهيم، أن من أكثر الأشياء خطورة التي تقوم بها “حماس” تنقلها بين المنابر الإقليمية، كممثل عن جزء من الوطن وهو قطاع غزة، وأنه محصور بها، وهي تقرر فيه وتمثل شعبنا هناك.

وأضاف أن “حماس” تستخدم قطاع غزة ورقة للمساومة والمزايدة، وتطرح نفسها بديلا عن منظمة التحرير، لأنها لا تعترف بالمنظمة، وهذا أمر خطير والجميع سيخسر بذلك، فيجب ألا نكون ضمن أي اصطفاف، لاننا سندفع ثمن ذلك.

ما قامت به “حماس” من الارتماء في أحضان بعض الانظمة وتقبيل الأيادي صاغرة، سلوك غريب أثار موجة غضب عارمة لدى أبناء شعبنا، الذين لم تنحن جباههم يوما إلا لله، ولم يقبلوا إلا أيادي ورؤوس أمهات الشهداء والجرحى، كما كان يفعل الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، ومن بعده رفيق دربه الرئيس محمود عباس.

الاخبار العاجلة