إهداء من والدة الشهيد ياسر في يوم استشهاده

1 أكتوبر 2016آخر تحديث :
إهداء من والدة الشهيد ياسر في يوم استشهاده

بقلم: راغب أبو دياك – القدس

انها الأم الفلسطينية، خنساء فلسطين ،أم ياسر لم تبكِ فلذة كبدها ولن ترثيه ولكنها آمنت بالقدر المحتوم بإيمان عميق بأن ياسر لا زال حيا فينا، حقا فهم عند ربهم يرزقون. في العين دمعة وفي القلب غصة وفي الروح عناء ، لا امتدح تلك الأسطورة ، ولكنني ضعيف أمام ذلك العنفوان والعزة الكبيرين بامتياز وإنما اهدي تلك الإرادة والإيمان إلى كل أم فلسطينية، كيف لا وهي تحتضن طائر النورس وعنوان الشهادة والوفاء ولسان حالها يقول: بأي اتجاه قتلوك ياسر ومن أي جزء من جسدك الطاهر سال الدم منه ليقتلوا غصن اللوز والزيتون الأخضر..

ولكن خاب ظنهم فلن يقتلوا الأمل فينا وما زال رفاقك صانعو مجد الغد ولو بعد حين .

كم أنت عظيمة أيتها الأم الفلسطينية بامتياز ، أمنا جميعا ، يا من جددتي عهد الفداء لياسر بروحك وجسدك والاستمرار بحمل وصية الشهداء والأسرى.

كم هي صعبة تلك الكلمات عندما تخرج في حضرة الشهداء وخصوصا عندما يكون الشهيد فلذة كبد، ولكننا أمام صخرة لسان حالها يقول: عهدا لك يا ياسر من القلب إلى القلب ومن الشوق إلى الشوق ومن حرقة الشوق الملتهب في البقاء على عهدك ورفاقك الشهداء والأسرى بالاستمرار على نهجكم ورسالتكم وما ارتقيتم من اجله شهداء ما حييت.

تعيش ذكريات ياسر كل لحظة والدموع في عينيها ولكنها تصر على الاستمرار بنهجه ووعده، تتذكر كل العطاء الذي فيه، تستحضر روحه وهي تدرك ان الوفاء يكون في الاستمرار بحمل الراية لا بالتباكي على الزمن القريب ، تترجل من صمتها وترفع صوتها عاليا لتقول: سلام عليك ياسر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.

الاخبار العاجلة