طموحات أوروبا الفضائية تصطدم بعقبات العسكرة وقيود الميزانية‎

23 يناير 2020آخر تحديث :
طموحات أوروبا الفضائية تصطدم بعقبات العسكرة وقيود الميزانية‎

تسود مخاوف من عسكرة متزايدة للفضاء؛ ما يجعل الأقمار الاصطناعية الأوروبية أهدافا سهلة نسبيا؛ بسبب نقص الحماية، بحسب تحذيرات المشاركين في المؤتمر الفضائي الأوروبي الثاني عشر في بروكسل، وسط مخاوف من أثر سلبي للاقتطاعات المرتقبة في مشروع ميزانية الاتحاد الأوروبي.

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في افتتاح هذا المؤتمر الذي جمع للمرة الأولى في عنوانه مجالي الفضاء والدفاع، إن ”تصاعد التوترات الجيوسياسية التي نلاحظها على الأرض تتمدد وتنعكس على الفضاء“.

وأكد الجنرال الفرنسي، ميشال فريدلينغ، رئيس وحدة الفضاء التي أنشأتها السلطات الفرنسية، أن ثمة ”نشاطات رمادية تجري حاليا“ في الفضاء.

لكنه أشار إلى أن ”كل القوى الفضائية تطور قدرات وأنظمة قادرة على التجسس وتحييد الخطر وحتى التدمير“.

وقد أطلقت الهند صواريخ قادرة على ضرب قمر اصطناعي، فيما ضُبطت روسيا بالجرم المشهود وهي تمارس نشاطات تجسس، أما الولايات المتحدة فهي ”مع الرئيس دونالد ترامب لم تعط القيمة عينها لمفهوم التحالف“، على ما قالت الوزيرة الفرنسية السابقة ناتالي لوازو، رئيسة اللجنة الدفاعية الفرعية في البرلمان الأوروبي.

وزمن الغزو الفضائي ببطولاته وإنجازاته لم ينته بعد، غير أن الفضاء استحال مكانا خطرا، والطموحات العسكرية ليست مصدر التهديد الوحيد.

وينضم عدد متزايد من اللاعبين المحليين إلى سوق إطلاق الصواريخ، وقد بات الفضاء مكتظا، بحسب تحذيرات جوزيب بوريل.

فمن أصل خمسة آلاف قمر اصطناعي موضوع في المدار حاليا، هناك ألفا قمر في وضعية تشغيل، كما أن بقايا المنتجات الفضائية تفاقم خطر حالات الاصطدام.

من هنا يشدد المسؤولون الأوروبيون على ضرورة ”حماية“ الأقمار الاصطناعية الأوروبية لأنظمة ”غاليليو“ و“إيغنوس“ و“كوبرنيكوس“، خصوصا لكونها ”في وضع هش“ في ظل استخداماتها المدنية والعسكرية على السواء.

وقال الجنرال فريدلينغ، إن فرنسا مستعدة لمواجهة تحديات الفضاء وهي ”تبحث عن شركاء يتمتعون بالقدرة والطموح“.

كذلك تسعى إيطاليا لأن تلحق بهذا الركب، وهي استحدثت بدورها وحدة خاصة بالفضاء، على ما أعلن نائب وزير الدفاع الإيطالي أنجيلو توفالو، خلال مداخلة له في مؤتمر بروكسل.

إلا أن عسكرة الفضاء ليست موضع إجماع في الاتحاد الأوروبي، إذ إن ”بلجيكا تعارض“ هذا المنحى، بحسب وزير الخارجية والدفاع في البلاد فيليب غوفان.

لا استسلام

يعمل الاتحاد الأوروبي على تنمية آفاق كبيرة لشركاته العاملة في مجال الفضاء والدفاع، غير أن اقتطاعات تقرب قيمتها من مئتي مليار يورو أجرتها فنلندا بطلب من كبار المساهمين، في مشروع الميزانية المقدم من المفوضية الأوروبية للفترة الممتدة بين 2021 و2027، أثارت حالة اضطراب، فقد تراجعت الحصة المخصصة للصندوق الأوروبي للدفاع من 13 مليار يورو إلى سبعة مليارات، كما أن البرامج الفضائية فقدت 20 % من مخصصاتها.

ورفض الصناعيون الذين شاركوا في المؤتمر الفضائي في بروكسل هذه الاقتطاعات.

وقال الفنلندي تيمو بيسونن، رئيس المديرية العامة للدفاع في المفوضية الأوروبية: ”لا أعلم ماذا دار في رؤوس القادة الفنلنديين“.

من ناحيته، قال العضو المحافظ في البرلمان الأوروبي الروماني كريستيان سيلفيو بووسي، رئيس مفوضية الصناعة في هذا البرلمان، إن ”هذه الاقتطاعات ستقوض برنامجي غاليليو وكوبرنيكوس، وستجعل خصوصا من المستحيل إطلاق أي مبادرة جديدة“.

وأكدت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون التنافسية والقطاع الرقمي، ماغريته فيستاغر، أنه ”لا يمكن القيام بأي شيء من دون مال“.

وأضافت: ”آمل بأن تكون الميزانية المقبلة المتعددة السنوات قادرة على تمويل استثمارات“.

وجرى تكليف رئيس المجلس الأوروبي البلجيكي، شارل ميشال، بإيجاد اتفاق.

 ويبدو أن مهمته ستكون شاقة، إذ يتعين عليه ردم هوة الـ237 مليار يورو، بين اقتراح الميزانية المقدم من فنلندا ومتطلبات البرلمان الأوروبي.

ويؤكد كريستيان سيلفيو بووسي وناتالي لوازو، إصرارهما على مواقفهما، مؤكدين أن ”لا مجال للاستسلام“.

الاخبار العاجلة