بريطاني يقهر السرطان دون علاج

25 يناير 2020آخر تحديث :
بريطاني يقهر السرطان دون علاج

تحدى طبيب الأسنان البريطاني، جيمس هال، البالغ من العمر 59 عاما، توقعات الأطباء بوفاته قبل سنوات، بعد تشخيصه بسرطان الأمعاء في المرحلة الثالثة وسرطان البنكرياس وسرطان الكبد وسرطان الجلد.

كان أولاده الثلاثة لا يزالون أطفالا عندما تم إبلاغه في 2010 أنه من غير المرجح أن يجتاز العملية الجراحية التي استمرت 9 ساعات لإزالة الورم الشاسع من أمعائه، وفقا لصحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، وفي 2011، تم اكتشاف ورم كبير آخر في البنكرياس، وتم إخباره مرة أخرى بترتيب شؤونه وتوديع عائلته؛ نظرا لأن معدل وفيات سرطان البنكرياس تبلغ 94 في المائة خلال خمس سنوات من التشخيص.

ورغم تعرضه للعلاج الكيميائي عن طريق الوريد والفم لسرطان الأمعاء، إلا أنه لم يتعرض لأي آثار جانبية على الإطلاق، وقال: ”لم أشعر بالمرض، لم أفقد شعري!“، عندما تم تشخيص إصابته بورم خبيث في البنكرياس، اكتشف الأطباء أنه موجود بالفعل لأكثر من عام.

لكن يبدو أن القدر كان له كلمة أخرى، فبعد سبع سنوات من المعافاة تم العثور على أورام ثانوية في كبده، إلا أنه رفض إجراء عملية زرع رغم أن الأطباء أخبروه أنها أفضل فرصة لإنقاذ حياته، وقال: ”لم أستطع مواجهة أي عملية جراحية مرة أخرى، وكنت أشعر أنني بحالة جيدة، لذلك قررت أن أدعم نفسي للتغلب عليها“.

وكان ذلك رهانا جيدا، فاليوم أصبح جيمس بصحة جيدة وسعيدا، وهو أحد الناجين على المدى الطويل من السرطان المنتشر، ويبدو أنه في كل مرة يصاب فيها بالسرطان، فإن خلايا دمه البيضاء المعروفة باسم الخلايا التائية وجزءا أساسيا من جهاز المناعة تهاجم أورامه بقوة.

وتجاوزت قدرة جسمه على مواجهة الأورام ما يمكن للعلاج الطبي تحقيقه، لدرجة أن كلا من جيمس وأطبائه كانوا يريدون فهم الأمر برمته؛ بحيث تساعد هذه المعرفة الآخرين في علاج السرطان، وقال: ”إذا كان هناك شيء في داخلي يمكن أن يساعد الناس، فقد علمت أنني مضطر أخلاقيا لبذل كل ما في وسعي“.

وتعاون فريق من كبار أخصائيي السرطان والمناعة من ست جامعات بريطانية، في الدراسات المختبرية باستخدام خلايا الدم الخاصة بجيمس، واعتبرت النتائج الأولية التي توصلوا إليها بشرى بما قد يؤدي إلى أكبر انفراج في علاج السرطان منذ عقود.

وقال البروفيسور أندرو سيويل، مدير الأبحاث بمعهد العدوى والمناعة في كلية الطب بجامعة كارديف، والمشارك في الدراسة، إنه بالنسبة إلى ”الخلايا التائية المشحونة“ في جيمس، لم تقم فقط بالتعرف على خلايا السرطان ومهاجمتها وقتلها، ولكن أيضا في المختبر، تفعل الشيء نفسه مع الخلايا السرطانية المأخوذة من مرضى آخرين يعانون من البنكرياس والكبد والثدي وسرطان القولون وسرطان الجلد“، مضيفا: ”جيمس ليس طبيعيا. إنه ليس طبيعيا على الإطلاق“.

ويعتقد الباحثون أن تحديد سبب قدرة خلايا جيمس التائية على إحباط أفضل الجهود التي تبذلها الخلايا السرطانية، قد يؤدي إلى ظهور علاجات جديدة للسرطان، وقال دانييل م. ديفيس، أستاذ علم المناعة بجامعة مانشستر، وعضو آخر في فريق البحث: ”ليس من الضجيج أن توحي بأننا في بداية ثورة العلاج المناعي“.

الاخبار العاجلة