انتفاضة القدس في ذكراها السنوية الأولى

3 أكتوبر 2016آخر تحديث :
انتفاضة القدس في ذكراها السنوية الأولى

بقلم: حديث القدس – القدس

صادفت يوم أمس، الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة القدس والتي تعتبر الثالثة في سلسلة الانتفاضات الفلسطينية ردا على انتهاكات الاحتلال ورعاع المستوطنين بحق شعبنا الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، والتي تستهدف تيئيسه وإرغامه على الرحيل لكي يتسنى للاحتلال الاستيلاء على المزيد من الأرض وتوسيع الاستيطان السرطاني كخطوة في إطار تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة دولة إسرائيل من النيل الى الفرات.

وقد جاءت انتفاضة القدس ردا على الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى حيث الاقتحامات اليومية للمستوطنين وتقسيمه زمانيا في محاولة لتقسيمه مكانيا كما جرى في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل حيث تم تقسيمه زمانيا ومكانيا، وفي أحيان كثيرة يمنع المسلمون من الصلاة فيه واختصار ذلك على المستوطنين.

كما جاءت هذه الانتفاضة ردا على انتهاكات المستوطنين بحق المواطنين وممتلكاتهم، والتي وصلت ذروتها بإحراق عائلة دوابشة في قرية دوما والاعتداء على المواطنين واقتلاع الأشجار وحرق المزروعات ..الخ من انتهاكات تحت حراسة قوات الاحتلال مما أحدث ردة فعل من قبل الشبان الفلسطينيين والفتية على هذه الممارسات والاعتداءات المتواصلة وشبه اليومية.

أضف الى ذلك ممارسات قوات الاحتلال على الحواجز ضد المواطنين وبخاصة الشبان ومحاولة المس بكرامتهم والاعتداء عليهم وتوجيه الشتائم لهم، الى جانب الممارسات الأخرى من هدم للمنازل ومصادرة للأراضي والتوسع الاستيطاني.

وكما ذكرنا سابقا فإن الهدف من هذه الممارسات والانتهاكات هو النيل من عزيمة شعبنا وإصراره على إحقاق كامل حقوقه الوطنية، وجعله يتعايش مع الاحتلال والرضوخ لإرادة هذا الاحتلال الغاشم غير ان الرياح تجري بما لا تشتهي السفن.

فبدلا من ذلك خرج أبناء وبنات شعبنا ليقولوا للاحتلال إن هذه السياسة لن تجدي نفعا، وشعبنا الذي قدم مئات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، لا يمكن ان تهزه مثل هذه الانتهاكات او تثنيه عن إصراره على مواصلة النضال حتى رحيل الاحتلال عن أرضه وأرض آبائه وأجداده، وإنه سيبقى صامدا فوق هذه الأرض مهما طال أمد الاحتلال الذي في نهاية المطاف سيرحل عن هذه الأرض.

وعلى قادة الاحتلال أخذ العبر والدروس من الانتفاضتين الأولى والثانية، أي انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، ولن تهزمه لا سياسة تكسير العظام ووضع الشبان في حفر ونصفهم مغطى بالتراب، ولا الاعدامات الميدانية وإعطاء الأوامر للجنود وقادة الجيش بإطلاق النار على الشبان والفتية والفتيات لمجرد الاشتباه.

فسياسة الاحتلال لن تكسر إرادة شعبنا وتجعله يرضخ ويستسلم ويرفع الراية البيضاء ، بل على العكس من ذلك فإن مثل هذه السياسة والانتهاكات ستزيد من إصرار شعبنا على نيل كامل حقوقه الوطنية الثابتة غير المنقوصة، وفي المقابل ستعمق الكراهية وستزيد من حدة التوترات وأعمال العنف، وليس أمام الاحتلال سوى الرحيل قبل أن يرغمه شعبنا ومن خلفه الأمة العربية والاسلامية على الرحيل إن عاجلا أم آجلا، فالاحتلال بكل المقاييس والأعراف الى زوال، طال الزمن أم قَصُر.

الاخبار العاجلة