نزال: لدينا معلومات بأنه تم تضليل دول عربية بقضية (صفقة القرن)

6 فبراير 2020آخر تحديث :
نزال: لدينا معلومات بأنه تم تضليل دول عربية بقضية (صفقة القرن)

صدى الاعلام _ رام الله : أكد المتحدث باسم حركة (فتح)، جمال نزال، أنه جرى تضليل الدول العربية من قبل الإدارة الأمريكية بخصوص (صفقة القرن)، وأنه حتى وقت حديث الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الجامعة العربية، عن الصفقة، فإن تلك الدول لم تكن على علم ببنود الصفقة.

وقال نزال في حوار صحفي : إن القيادة الفلسطينية علمت بأنه جرى تضليل بعض الدول العربية بمعلومات خاطئة عن خطة ترامب، ونُقل إليهم معلومات غير حقيقية، وحتى في اللحظة التي سبقت هبوط طائرة الرئيس أبو مازن، في العاصمة المصرية القاهرة، بعض الدول العربية لم تكن قد فهمت ما هو المضمون الحقيقي لـ (صفقة القرن) ومعناها، وما تأثيرها على الفلسطينيين؛ إلا أن حضور الرئيس الفلسطيني، وإلقاءه الخطاب التاريخي، استطاع أن يُحوّل وجهة الأمور من إما الموافقة المُبطنة من قبل بعض العرب، أو عدم العلم بمفهوم الصفقة الحقيقي، أو الرفض الفاتر وغير الحاسم.

وأضاف: “لكن في النهاية رفض العرب الصفقة جملة وتفصيلًا، فقد كان من الممكن أن الأمور تكون عكس ذلك إن لم يذهب أبو مازن لهذا الاجتماع ويخاطبهم بهذا الشكل، ولربما بقيت بعض الدول العربية على موقفها، وعندئذ سنكون تحت الضغط، والعالم كله سيقول (الفلسطينيون خسروا الجبهة العربية، ولكن نحن أصلحنا كل ذلك، ومستمرون حتى النهاية)”.

وأوضح نزال أن لقاء رئيس المجلس الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرفوض، والتبريرات التي تقول إن السودان معنيّ بالحصول على فرصة لرفع اسمه من قوائم الدول المساندة للارهاب، وفق وزارة الخارجية الأمريكية، نعتبره عذراً أقبح من ذنب، خصوصًا وأن وزير الخارجية الأمريكي، اتصل بالبرهان، وقال له: إنه مُرحب به في الولايات المتحدة.

وفي سياق حديثه عن التطبيق العربي مع إسرائيل، قال نزال: “لا نفهم ولا نتفهم ولا نقبل أن يُمارس إخواننا العرب علاقة طبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يهضم حقوقنا، ويحتقر الإسلام والعروبة، ولا نفهم كيف يلتقي هؤلاء مع الاحتلال، ويضعون أيديهم بأيدي القاتل من باب التحالف والصداقة أو المهادنة.

وأضاف: “من المُعيب أن أمريكا تُسخّر نفسها لتكون أداة في يد إسرائيل، وهذا يتطلب بفضح الدور الأمريكي وإسرائيل، في مجلس الأمن مثيلًا بـ “الشرحشة” و”التعرية” التي تعرضوا لها بلسان الرئيس أبو مازن سابقًا، متابعًا: “إسرائيل تعرف موقف العالم كله ضدها، ونتطلع إلى فرصة لتذكير إسرائيل والولايات المتحدة بعزلتهما الدولية، إذاء هذه الطروحات المُعلنة”.

وذكر نزال، أنه لا يستبعد أن تقبل بعض الدول (صفقة القرن) ولكن لا أحد يقبلها كما هي، لأنها مُخالفة للقانون الدولي، والشرعية الدولية، وتُخالف الاتفاقيات الموقعة، ودورنا فضح هذه الأفكار الاستعلائية التي تحتقر الشعب الفلسطيني وتُذله، وتريده شعباً بدون هوية وبلا تاريخ ولا حضارة وبدون تطلعات أو مستقبل.

وعن الاتحاد الأوروبي ونظرته إلى (صفقة القرن) أكد نزال أن الأوروبيين لم يُعلنوا صراحة رفضهم لـ (صفقة القرن)، ولكنهم يؤكدون ويؤيدون دائمًا أنهم مع إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفًا: “أيضًا نقول إنه حتى في مخاطبات الاتحاد الأوروبي واتفاقياته مع إسرائيل، يتم عقد الاتفاقية في مناطق الـ 48 ولا تشمل مناطق 67.

وحول اعادة أبو مازن تذكير العالم بأهمية المفاوضات للتوصل إلى حل، أكد نزال أنهم يؤيدون المفاوضات، ولكن على أساس المبادرة العربية وعلى حدود الرابع من حزيران، ولا نقبل بخريطة شكلها مرآة محطمة، وهم عمدوا على تحطيم النفس الفلسطينية بعد طرح هذه الخريطة.

وفي سياق الملف الداخلي الفلسطيني، قال نزال: إن حركته ليست بحاجة إلى دعوة للقدوم إلى قطاع غزة، ولكن إنطلاقًا أن المسألة تتعلق بعقد لقاء مع حركة حماس، فإنه من المفترض أن يتم تنسيق الموضوع، وتحديد موعد واضح.

وأكد أن العوائق الحالية ذات طبيعة تقنية وفنية ليس أكثر من ذلك، ولكن يمكن التغلب عليها في غضون أيام، ولا داعي أن يكون هنالك جدل في قضية التوقيت، وحركة فتح تعي جيدًا بأنه يوجد فرصة للالتئام الوطني، ولا يجوز تضييعها خاصة في ظل التحديات الخطيرة التي تعصف بالقضية الوطنية.

وأشار إلى أن الأوضاع بين القوى والفصائل، وتحديدًا ما بين فتح وحماس، أفضل مما كانت عليه قبل 6 شهور، لسببين: وهما أن حماس كانت ترفض الانتخابات، ولكن اليوم حماس مع إجراء انتخابات، والأمر الآن متوقف عند إصدار المرسوم، خشية استثناء القدس من العملية الانتخابية، وثبت أن مخاوف حركة فتح والرئيس محمود عباس، مُحقة، اذا ما نظرنا إلى مركبات (صفقة القرن) التي تبتلع القدس.

وأوضح نزال أن السبب الآخر، هو أن الكل في مواجهة (صفقة القرن) وحركة فتح الآن تستبعد أن تكون الصفقة جيدة في ذهن أي فلسطيني، مبينًا أنه أمام الأفق المُتلبد بالكوارث الذي يُصيب القضية، لا مجال للتراجع أو التردد أو التلكؤ.

ولفت عضو المجلس الثوري، إلى أنه أمام ذلك لا بد من تفعيل المظلة التي يستظل بها الفلسطينيون، وهي منظمة التحرير، وهي القادرة على أن تجمع الكل الفلسطيني تحت برنامج موحد، ضد ما يروّج له من خطط تصفوية.

الاخبار العاجلة