أصوات لحماية الشنار الفلسطيني

9 فبراير 2020آخر تحديث :
أصوات لحماية الشنار الفلسطيني

صدى الاعلام _ رام الله
يامن نوباني

 قبل عام أطلقت لجان العمل الزراعي صرخة بعدم مصادرة بيوض أو فراخ الشنار وعدم اصطياد الأمهات خلال موسم التكاثر، وهي الصرخة التي لم تلق بالاً عند الكثيرين من الذين اعتادوا السطو على هذا الطائر الجميل واصطياده، والهواة الذين يستمتعون باختطاف صغاره أو بيضه من الأعشاش.

النقص الحاد في أعداد الشنار في السنوات الأخيرة، والخوف الكبير من اختفائه من البرية الفلسطينية، دفع العديد من مناصري البيئة والتنوع الحيوي إلى اطلاق صرخة لحماية هذا الطائر الفلسطيني الفريد بجماله وحُسن صوته وعذوبته وبراءته.

يعتبر الشنار طائرا غير مصنف بشكل رسمي بأنه مهدد بالانقراض، لكن اختفاءه في أماكن مختلفة وندرته في أماكن أخرى، بسبب صيده في موسم التكاثر، دفعت إلى إطلاق مبادرات وحملات توعوية على المستويين الشعبي والرسمي، من أجل حمايته وإبعاده عن خطر التهديد بالانقراض.

الحملة الكبرى كانت عبر صفحة حكي القرايا، والتي نشرت لأعضائها الذين يصل عددهم إلى ـ105 آلاف، النص التالي، طالبة منهم مشاركته على أوسع نطاق: أليس من الأولى ترك هذا الطائر (الشنار أو الحجل، ملكة جمال جبال فلسطين) تزين براري فلسطين، بدلا من سرقة بيوضها، وأكل لحمها الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟ اتركوها بسلام، نرجو من الجميع التفاعل مع “حملة حكي القرايا للتوعية بأهمية الحفاظ على طائر الشنار“.

وبين فريد طعم الله، أحد أعضاء المبادرة  ، نحاول أن نخفف من الصيد الجائر ضد هذا الطير، ونأمل أن يكون صوتنا مسموعا، حماية للتنوع البيئي والحيوي، عدا عن أهمية طائر الشنار في موروثنا الثقافي والتراثي والشعبي، وله ذكره في القصص والأغاني والأمثال الشعبية، وهناك مواسم زراعية مرتبطة بالشنار، من تلك الأمثال: آذار ساعة شميسة وساعة أمطار وساعة مقاقاة الشنار... مثل شعبي آخر يقول: لما يبيض الشنار افتح شبابيك الدار… بمعنى أن موسم الصيف بدأ.

وعن التحرك على الصعيد الرسمي، قال طعم الله: سلمنا سلطة جودة البيئة، ممثلة برئيسها، عدالة الأتيرة، عريضة تدعو لحماية الشنار، وتشديد العقوبة على اصطياده وسرقة بيضه في موسم التكاثر، وأبلغتنا الأتيرة أنه ستتم ملاحقة أي شخص ينشر صورة على مواقع التواصل تحوي اعتداء على الطيور والحيوانات المعرضة للخطر، كالشنار والغزلان والثعالب والضباع، وأنه بإمكان المواطنين الاتصال بالشرطة في حال مشاهدته لتلك المخالفات، والتي بدورها ستتخذ الإجراء القانوني ضد مرتكبيها.

وأضاف: هناك جهد لكنه غير كافٍ، وعلينا توعية المواطنين من أن هذه الممارسة ستؤدي إلى أن يصبح الشنار مهددا بالانقراض، فلماذا لا نقوم من الآن بالتوعية والتحرك الرسمي، لوضع خط مجاني للإبلاغ عن المخالفات بحق هذا الطائر ووضع غرامات على المخالفين، قبل أن يأتي جيل يسمع بالشنار منا ويحلم برؤيته.

ولفت طعم الله إلى أن أسباب تهديد الشنار عديدة، أبرزها: الاستيطان والزحف العمراني ورش المبيدات والصيد الجائر في موسم التكاثر، وأكل الخنازير البرية للبيض.

بدوره، مدير مركز الباشا العلمي للدراسات والأبحاث، وليد الباشا، نشر على صفحاته المهتمة بالتنوع البيئي: مع بدايات الربيع الفلسطيني المبكر لنعلن معا عهدا بأن نحارب كل معتدٍ عليها. لنقوم بالإبلاغ عن كل من يقتني هذه الطيور الجميلة بالأقفاص أو يتاجر بها أو ببيضها.

 مواطنون غيورون على ما يتعرض له الشنار وغيره من الطيور والحيوانات التي تُكسب بريتنا وفضاءنا حلية ووداعة وهدوءا، المواطن سعيد فياض يقول: لنحافظ على هذه الأصناف من الطيور والحيوانات البرية، ونستخدم البدائل الموجودة في الأسواق من لحوم وبيض ولنتأمل في أصوات هذه الطيور وجمالها في جبال وسهول بلادنا.

أما أحمد  شقور، فكتب خلال مشاركته تغريدة الحملة: تشكل هذه الطيور وتلك الأزهار والنباتات البرية تميزًا مبهجًا لجبالنا وبيئتنا، فهي كالكحل للعين والشامة على خد الحسناء دعوا جبالنا وهضابنا تبتسم لنا، دعوها تُسَكِّن أوجاعنا، وتنسينا أسى الظرف والزمان.

بينما علّقت نورا الحمدان: اتركوها تتكاثر وتطربنا بصوتها الجميل.

ورأى شريف أبو شما: واجبنا الوطني والإنساني الحفاظ على طيور بلادنا الجميلة من الانقراض، بسبب الهجمه الشرسة على أعشاشها، وأخذ بيضها، أو صيد أمهاتها.

وبحسب بيان لجان الاتحاد الزراعي، فإن الحجل طائر مقيم في فلسطين وليس من الطيور المهاجرة، يضع بيوضه في شهر آذار، بداخل أعشاش على الأرض وخاصة بين الأحراش والشجيرات وداخل الأعشاب والنباتات البرية، ويطلق على عشه “المدحاه”.

وهو طائر من ينتمي إلى فصيلة التدرجية، من رتبة الدجاجيات، يشبه الدجاجة الصغيرة، ممتلئ الجسم والريش، زينت جوانب جسمه بخطوط  سوداء وبيضاء وإطار أسود حول الوجه والصدر.

كما يعتبر الحجل صديقا للبيئة، فهو يتغذى على النباتات والحبوب، ويخلص بيئة تواجده من الحشرات الضارة بالمزروعات، ويعيش غالبا في أزواج، ويكوّن أسراباً قبل موسم التكاثر وأثناء الموسم، وفي فصل الربيع خلال شهري آذار ونيسان من كل عام تضع أنثى الحجل نحو 15 – 20 بيضة في عش هو عبارة عن حفرة في الأرض تحت الشجيرات والأعشاب أو بالقرب منها. إضافة إلى أنه عرضة لمخاطر تتهدده من الأعداء الطبيعيين، كالثعالب، والقطط البرية، والطيور الجارحة.

كما يتميز بقلة طيرانه، ويتراوح طول هذا الطائر حسب نوع السلالة ما بين 24-34سم، وهو من الطيور المقيمة في آسيا، وافريقيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، ودول شرق المتوسط. يعيش في جماعات صغيرة يجري على الأرض بسرعة كبيرة نسبيا، وعندما يطير يصدر بأجنحته أصواتاً كالصفير، ويتغذى على الحشرات والبذور، والزهور البرية، والأعشاب.

الذكور فيه أجمل من الإناث، لوجود خطوط سود تمتد على الرأس فوق العينين، وتوجد عدة أنواع من الحجل منها: الحجل الرملي، والصخري، والمغربي، والنوبي، والتهامي، أو الفلسطيني، والمصري.

وهو يفضل الجري على الطيران لكنه عند الشعور بالخطر يطير بعيداً، وله قدرة كبيرة على التخفي والتمويه بين الصخور والأحراش، يساعد في ذلك لونه الرمادي والبني الذي لا يختلف عن لون البيئة المحيطة وعند الشعور بالخطر يصدر أصوات تحذير مميزة.

وبسبب موسمية التكاثر لهذا الطير التي تبدأ في شهر آذار، وذلك عند ارتفاع درجات الحرارة، وتوفر الأعشاب، والبذور، ونشاط الحشرات، فإن الصيادين خلال هذه الفترة يبدأون في البحث عن أعشاش هذا الطير، ومصادرة البيض، وصيد الأمهات، إما للأكل أو للبيع، وهذا سبب على مدار الأعوام الماضية نقص حاد في أعداد طيور الحجل في مختلف المناطق الفلسطينية، وانخفاض أعداد هذا الطير ضمن منظومة البيئة الفلسطينية يشكل عائقا في التوازن البيئي، حيث أن هذا الطير يساهم في خفض العديد من الحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية.

الاخبار العاجلة