دعوة بينت “للتضحيات” تحريض جديد على طريق ضم الضفة

8 أكتوبر 2016آخر تحديث :
دعوة بينت “للتضحيات” تحريض جديد على طريق ضم الضفة

في الوقت الذي ترتفع فيه حدة الادانة الدولية للحركة الاستيطانية الاسرائيلية  في الضفة الغربية ترفع اسرائيل من وتيرة اعمالها وتصريحاتها المتطرفة الامر والتي كان آخرها ما ادلى به نفتالي بينت وزير التعليم في حديثه عن ” التضحية” الامر الذي يدفع باتجاه ازمات دولية جديدة ستواجها اسرائيل نتيجة لتعنتها وتطرفها .

تقديم “التضحيات” لضم ” يهودا والسامرة”

 نهاية الاسبوع الماضي – يوم الخميس-  حض وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت (البيت اليهودي) على تقديم “تضحيات” لتوسيع سيادت اسرائيل على الضفة الغربية. وقال بينيت في مراسم لإحياء ذكرى قيادي المستوطنين حنان بورات، بحسب تقارير في الإعلام العبري: “إن الحلم هو أن تكون يهودا والسامرة جزءا من إسرائيل السيادية، علينا العمل اليوم لجعل ذلك حقيقة، وعلينا تقديم التضحيات”.

وأضاف بينيت: “كما قال حنان، ليس لدينا الحق في تقسيم الدولة. ليس بالكلمات، وليس بالأفعال، وليس بإتفاقيات هادئة وأعذار هادئة. ليس من قبل السياسيين، وليس من قبل المحامين. طريق التسويات والتقسيمات قد خسر” . وفي تصريحاته، إستخدم وزير التعليم العبارة الدينية العبرية “مسيروت نيفش” للتعبير عن التضحية. وتُستخدم هذه العبارة أيضا في سياق الشهادة اليهودية، ما دفع بعض الترجمات إلى الإدعاء بأن الوزير دعا الإسرائيليين إلى “التضحية بحياتهم” لضم الضفة الغربية.

معارضة

تصريحات بينت لقيت معارضة من قبل البعض ، حيث انتقدت النائبة في الكنيست تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني) تصريحات الوزير، وقالت: “إن حلم بينيت والأقلية التي يمثلها هو كابوس إسرائيل”، وأضافت: “علينا جميعا محاربة هذا الكابوس. لقد سقطت كل الأقنعة أخيرا”. ومن جانبه  حذر رئيس المعارضة يتسحاق هرتصوغ من أقوال بينيت مشيرا إلى أنها قد تؤدي إلى حرب أهلية وعزل إسرائيل دوليا.

استراتيجية غير قابلة للتبديل

وعلى اثر الانتقاد من جهة وادراك الاخير لخورة مكاشفته لنوايا حكومته المتطرفة باتجاه الضفة الغربية اما العالم ؛ أصدر وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت رئيس البيت اليهودي توضيحا لما صرح به بإنه يجب التضحية بالنفس من أجل تطبيق السيادة الإسرائيلية على منطقة يهودا والسامرة. وقال إنه ما قصده ليس التضحية بالنفس وإنما بذل جهود كبيرة لتحقيق هدف معين. وعلى الرغم من ان الانتقاد أو المعارضة  اقتصرت على استخدام بينت  ” للتضحيات” غير ان مواصلة  الاستيطان – المشكلة الاساسية – يجمع على ضرورة استمراره  الجميع في اسرائيل  كاستراتيجة  غير قابلة للتبديل ،  في سبيل الوصول إلى ” الحلم” السيطرة الكاملة على الضفة الغربية ” يهودا والسامرة” وضمها إلى ” اسرائيل اليهودية” .

خطط استيطانية

وفي سياق قريب جاءت تصريحات بينيت بعد يوم واحد من قيام مسؤولين في إدارة أوباما بتوجيه إنتقادات لإسرائيل لخططها في بناء حوالي 100 وحدة سكنية في مستوطنة شيلو في الضفة الغربية، لتعويض أصحاب منازل في بؤرة عامونا الإستيطانية قبيل هدمها في شهر ديسمبر بأمر من المحكمة.وذكر موقع واللاه الإخباري يوم الخميس، بأن وزارة السياحة تدفع بخطط تطوير إضافية في مستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية.وفي غضون ذلك، ذكر موقع “واللا” الإخباري، يوم الخميس، بأن وزارة السياحة الإسرائيلية تعمل على الدفع بخطة لبناء متنزه في مستوطنة بيت إيل. وقال التقرير إن الإدارة المدنية غير مدركة لهذه الخطة. وكانت محكمة قد ألغت أعمال البناء الأخيرة في المنطقة المخصصة للمتنزه، بحسب التقرير.

خلاف

في وقت سابق من يوم الخميس، قام مسؤول إسرائيلي بتعميق الخلاف الأخير مع إدارة أوباما حول البناء في المستوطنات بعد أن قال: “إن الإنتقاد غير المتكافئ من واشنطن على أعمال البناء التي تم الإعلان عنها مؤخرا هو “ذريعة” لتغطية خطط الرئيس أوباما لإتخاذ خطوات ضد إسرائيل في أسابيعه الأخيرة في الرئاسة”. متحدثا إلى القناة الثانية،أكد المصدر السياسي الرفيع الذي لم يتم ذكر اسمه على أن الخطط التي تم الإعلان عنها مؤخرا لبناء منازل في الضفة الغربية للمستوطنين الذين سيتم إخلائهم من عامونا ليست بمستوطنة جديدة، ولا تشكل إنتهاكا للإلتزامات الإسرائيلية للولايات المتحدة.وأكد التقرير على أن هذه التصريحات لا تشكل ردا رسميا من الحكومة، وأشارت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يعلق على الإنتقادات الأمريكية.

انتقاد شديد اللهجة

وكان قد اتهم البيت الأبيض يوم الأربعاء إسرائيل بعدم الوفاء بوعودها، في انتقاد شديد اللهجة الى الدولة العبرية بسبب موافقتها على بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة بالضفة الغربية. وقال المتحدث بإسم الرئاسة الأمريكية جوش ارنست: “لقد تلقينا ضمانات من جانب الحكومة الإسرائيلية وهي تتناقض مع هذا الإعلان الإسرائيلي عن بناء وحدات سكنية استيطانية جديدة”. وأضاف: “إذا تكلمنا عن الطريقة التي يتعامل بها الأصدقاء في ما بينهم فإن هذا الأمر يشكل مصدر قلق حقيقي”.وبدورها قالت الخارجية الأمريكية في بيان شديد اللهجة: “إن موافقة اسرائيل على بناء 300 وحدة سكنية في الضفة الغربية هي خطوة أخرى نحو ترسيخ واقع الدولة الواحدة والإحتلال الدائم”. وقال المتحدث بإسم الخارجية مارك تونر: “إن خطة بناء المستوطنة تقوض آفاق السلام مع الفلسطينيين، كما أنها لا تنسجم مطلقا مع مستقبل دولة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.

انتقاد غير متكافيء

من جانبها ردت وزيرة العدل الإسرائيلية أييليت شاكيد في وقت سابق الخميس بالقول : “إن الإنتقادات الأمريكية شديدة اللهجة التي تم توجيهها لخطط البناء الإسرائيلية في الضفة الغربية غير متكافئة”، ودعت إلى زيادة البناء الإسيتطاني.وأوضحت شاكيد، من حزب (البيت اليهودي) المؤيد للإستيطان، بأن على الولايات المتحدة تركيز إداناتها على سوريا بدلا من إنتقاد إين تبني إسرائيل بيوتا، وقالت لإذاعة الجيش: “في الوقت الذي يشتعل فيه الشرق الأوسط، في الوقت الذي يُذبح فيه على حدود الأردن وسوريا عشرات الرجال والنساء والأطفال، فإن الخروج بتصريح كهذا على قرار لوزارة الدفاع ببناء بضع عشرات من المنازل لسكان عامونا هو أمر غير متكافئ”، وأضافت: “أعتقد أن علينا البناء في يهودا والسامرة”، مستخدمة الإسم التوراتي للضفة الغربية.

المستوطنات ليست مشكلة

وفي رد على الإنتقادات الأمريكية ايضا قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية: “إن الوحدات السكنية البالغ عددها 98 التي تمت الموافقة عليها في شيلو ليست مستوطة جديدة”، مؤكدة أن هذه المساكن ستبنى على أراض اميرية في مستوطنة شيلو ولن تغير الحدود البلدية للمستوطنة.وكررت وزارة الخارجية الموقف الإسرائيلي بأن المستوطنات لا تشكل العقبة الرئيسية أمام عملية السلام المتعثرة مع الفلسطينيين. وقالت في بيانها: “إن العقبة الحقيقية أمام السلام ليست المستوطنات – وهي مسألة وضع نهائي يمكن وينبغي حلها في مفاوضات بين الطرفين – ولكن الرفض الفلسطيني المستمر للدولة اليهودية في أي حدود”.

يذكر أن سلطة التخطيط في الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع في دولة الاحتلال  صادقت الأسبوع الماضي، على بناء 98 وحدة سكنية لتعويض سكان بؤرة عامونا الإستيطانية التي من المقرر هدمها، بحسب تقرير في القناة الثانية. ومرت المصادقة على بناء الوحدات السكنية مرور الكرام بسبب وفاة رئيس الدولة السابق شمعون بيريس في وقت سابق من اليوم نفسه، ومن المخطط أن تتم المصادقة على 200 وحدة سكنية إضافية من قبل السلطة في وقت لاحق، وفقا للتقرير.

 

الاخبار العاجلة