الاستيطان والإدارة الأميركية

9 أكتوبر 2016آخر تحديث :
الاستيطان والإدارة الأميركية

بقلم: محمد سويدان عن الغد الأردنية

من المؤكد، أن لا تلتفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي للانتقادات الأميركية لقرارها بإنشاء 300 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة. ومن المؤكد أن تواصل هذه السلطات العنصرية والعدوانية تنفيذ قرارها حتى النهاية، مهما كانت حدة الانتقادات الأميركية لها.

فهذه السلطات تعرف تماما النقطة التي ستصل اليها الانتقادات الأميركية التي لن تتجاوزها أبعد من ذلك. فهي تعرف أن الإدارة الأميركية، مهما ارتفع صوتها، واحتجت على قرارات الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، فلن تصل إلى النهاية، ولن تقطع علاقتها معها، أو تقلل من شأن التمثيل الدبلوماسي بينهما، ولن تتخذ أي خطوات جدية لإظهار الامتعاض الأميركي سوى الامتعاض اللفظي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. فتاريخيًا، تجد اسرائيل دائما الرعاية الأميركية، مهما اتخذت من قرارات “لا تعجب” الإدارة الأميركية، بل إن هذه الرعاية تزداد، بذريعة أنه لا يجوز لأميركا إضعاف اسرائيل، وعليها دائما ضمان أمن هذه القوة الاحتلالية التي تتحدى العالم، ولا تلتفت أبدا لأي انتقادات أو احتجاجات تبديها دول عالمية على قراراتها وتوجهاتها وخصوصا في تعزيز الاستيطان بالضفة الغربية، التي تؤكد الإدارة الأميركية ودول أوروبية وغربية وعربية وإسلامية، وكذلك الفلسطينيون أنه (الاستيطان) العقبة الأساسية بوجه استمرار مفاوضات السلام بين الكيان الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية.

ولذلك، فإن إسرائيل التي أعلنت أنها ستقيم 300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وقبلها، أعلنت ونفّذت مئات المشاريع الاستيطانية في المناطق المحتلة، “عوقبت” أميركيا على ذلك، بمنحها حزمة مساعدات عسكرية غير مسبوقة بقيمة 38 مليار دولار.

ومن المؤكد ايضا أن الإدارة الأميركية لن تفكر مجرد تفكير، بوقف هذه المساعدات، أو تعليقها وتجميدها بالحد الأدنى، بل ستواصل تنفيذها، لحماية أمن هذا الكيان، الذي هو وسياساته سبب التوتر في المنطقة، والسبب الذي يزيد من حدة التوتر والاستقطاب بسياسته الاستيطانية، وعدوانيته، وخصوصا فيما يتعلق بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك ومحاولته تهويده بالقوة من خلال خطوات استفزازية مستمرة بالرغم من كل الانتقادات والاحتجاجات التي توجَّه لهذا الكيان.

الاحتلال الإسرائيلي يعرف حدود الإدارة الأميركية والدول الغربية بانتقاده، ويعرف أنها ستتراجع ولن تستمر، وستقبل بالأمر الواقع، بل ستقبل بدعمه عسكريا وسياسيا واقتصاديا، مع أنها تحمّله مسؤولية فشل مفاوضات السلام وعدم حدوث أي تقدم بهذا المسار. كما أنه يعرف، أن الفلسطينيين والدول العربية لن يتمكنوا لعوامل ذاتية وموضوعية من وقف مشاريعه الاستيطانية. ومع كل هذه السوداوية، إلا أن الأمل ما يزال معقودا على التحركات الشعبية الفلسطينية والعربية لمواجهة المخططات الاستيطانية والتهويدية العدوانية الاسرائيلية.

الاخبار العاجلة