هجوم الاحتلال على “فتح” محاولة لتحييدها عن مواجهة “صفقة القرن”

24 فبراير 2020آخر تحديث :
هجوم الاحتلال على “فتح” محاولة لتحييدها عن مواجهة “صفقة القرن”

صدى الاعلام _ رام الله :  اعتقال أمين سر حركة فتح في أريحا نائل أبو العسل، فجر اليوم الاثنين، حلقة جديدة في سلسلة اعتقالات واجراءات يشنها الاحتلال الإسرائيلي، ضد كوادر الحركة، شملت حتى الآن اعتقال أمين سرها في شمال الخليل هاني جعارة مطلع كانون الثاني الماضي، وقبله أمين سر الحركة في يطا نبيل أبو قبيطة، إضافة الى استدعاءات شبه يومية لمحافظ القدس عدنان غيث، وأمين سر فتح في المحافظة شادي مطور، وإبعادهما بين فترة وأخرى عن المدينة المقدسة.

الحملة الاسرائيلية ضد كوادر فتح تترافق مع تصعيد على مختلف الجبهات، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو تصعيد تزامن مع إعلان خطة الرئيس الاميركي دونالد ترمب ورئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المعروفة بـ”صفقة الفرن” من جهة، وتستبق الانتخابات العامة الاسرائيلية في الثاني من آذار المقبل من جهة أخرى.

واستنكر عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، مفوض التعبئة والتنظيم جمال محيسن “التنكيل والاعتقال الممنهج لكوادر فتح وأمناء سرها في الاقاليم، معتبرا ان “اعتقال كوادر الحركة من قبل قوات الاحتلال يهدف إلى تقويض العمل الفتحاوي ضد سياسات الاحتلال والتصدي لمخططاته”.

من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف: “هناك تصعيد اسرائيلي على كل الجبهات. هم (الاسرائيليون) يعتقدون انه كلما زاد القمع والقتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني، فإن ذلك يستقطب أصواتا اكثر لليمين الاسرائيلي في الانتخابات القادمة”.

وأضاف: من الواضح ان الشعب الفلسطيني سيكون موضوعا بازارا في الانتخابات الاسرائيلية، إضافة إلى أن الاعتقالات اليومية، بما فيها كوادر “فتح”، تهدف الى فرض وقائع على الأرض تمهيدا لضم أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية تنفيذا لصفقة القرن”.

ورأى أبو يوسف ان مواجهة هذه الهجمة عبر ثلاثة مسارات، الأول: بالمتابعة السياسية والدبلوماسية والقانونية على المستوى الدولي ومنظمات الأمم المتحدة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والثاني: ترتيب الوضع الداخلي وحرمان الاحتلال من المكاسب التي يحققها من التشرذم الداخلي، والمسار الثالث: وقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، ودعم مقاطعة اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال.

فيما يرى مدير البحوث في المركز الفلسطيني للأبحاث والدراسات الاستراتيجية “مسارات” خليل شاهين، في حملة التنكيل التي يشنها الاحتلال بحق كوادر حركة “فتح” بعدا أساسيا، يرتبط بتهيئة الأجواء لتنفيذ “صفقة القرن”.

وقال شاهين: “الانتقال الى مراحل الضم بموجب رؤية ترمب – نتنياهو يدفع قطاعات متزايدة من الشعب الفلسطيني الى ميدان المواجهة المباشرة مع الاحتلال، خاصة في المناطق الأكثر استهدافا بمشاريع الضم كالقدس والأغوار، وهذا دفع القوة الأكبر في المشهد الفلسطيني، حركة فتح، إلى تصدر هذه المواجهة من خلال ما نشاهده من مقاومة شعبية، واستنفار طاقات الحركة في هذا الاتجاه”.

وأضاف: تستهدف سلطات الاحتلال كوادر “فتح” لابعادها عن المشهد، في إطار خطتها الهادفة لتهيئة الأجواء لما هو قادم من ضم لاجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية، وترك معازل، لهذا اعتقد ان اسرائيل تدفع باتجاه إبعاد الكوادر عن مواجهة صفقة القرن.

وأكدت حركة “فتح”، ان الهجمة المتصاعدة التي تشنها سلطة الاحتلال الإسرائيلي، على أمناء سر “فتح” وقياداتها وكوادرها، انما هي محاولة يائسة لكسر إرادة الحركة ومواقفها الصلبة التي افشلت وتفشل صفقة ترمب-نتنياهو.

وشددت في بيان صادر عن مفوضية الاعلام والثقافة، اليوم الإثنين، على أن هذه الهجمة الهستيرية تستهدف الموقف الصلب للرئيس محمود عباس، وموقف قيادة الحركة، وهذا الموقف العريض الذي شمل كل المواقع والمناطق، وشمل الشعب الفلسطيني في كل مكان.

وأكدت أن هذه الهجمة المتصاعدة، لن تزيد الحركة الا اصراراً على مواصلة الكفاح والالتفاف حول الموقف الصلب للرئيس محمود عباس، حتى يتحقق هدف افشال صفقة القرن تماماً، وحتى ينال الشعب الفلسطيني أهدافه في الحرية والاستقلال الوطني وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.

الاخبار العاجلة