وادي الناطوف.. أرض حيوية تغيرت معالمها بفعل جرائم الاحتلال

24 فبراير 2020آخر تحديث :
وادي الناطوف.. أرض حيوية تغيرت معالمها بفعل جرائم الاحتلال

صدى الاعلام _ رام الله :

معن الريماوي

مطلع العام 2004، سيطرت قوات الاحتلال الاسرائيلي على منطقة وادي الناطوف التابعة لقرية شقبا شمال رام الله، بحجة أنها أملاك دولة وأعلنتها منطقة صناعية، وباشرت الكسارات عمليات الحفر على مساحة تتجاوز 3 آلاف دونم.

هذا الوادي غني بالمواد الخام والصخور، ويعتبر من الأراضي الزراعية الخصبة، كما المنطقة تاريخية تعود للحضارة النطوفية في العصر الحديث الوسيط، وهي الفترة التي انتقل الانسان فيها من مرحلة الصيد وجمع الطعام الى مرحلة الزراعة.

اليوم وبعد 16 عاما، تغيرت المعالم وتبدلت، جبال تبددت بفعل التفجيرات المتكررة لها، وشقت طرق يمينا وشمالا، وأقيم مصنعان للباطون والحجارة بفعل استخراج الكسارات للمواد الخام، وأنشئ برج عسكري للمراقبة، واختفت بذلك كل آثار تلك المنطقة الحيوية.

تشققت عشرات المنازل القريبة من الوادي وتصدعت بفعل تلك التفجيرات اليومية، وباءت كل محاولات المواطنين بتقديم اعتراض لمحكمة الاحتلال ضد هذه الاجراءات بالفشل، فيما منع الجميع من الوصول لأراضيهم أو استصلاحها، أو حتى البناء بالقرب من المنطقة، وأي مواطن يقوم بالبناء يهدم فورًا.

“سلطات الاحتلال تستهدف هذه المنطقة الواقعة غرب البلدة كونها قريبة من الشارع الاستيطاني، وقبل فترة هدمت بعض البيوت قيد الإنشاء والبركسات رغم استصدار أصحابها رخص بناء قانونية” قال رئيس مجلس قروي شقبا عدنان شلش.

وأضاف شلش “قرية شقبا تختلف عن باقي المناطق، حيث تربع الاحتلال على أكثر من 3 آلاف دونم، وأحدثت الأعمال التي تقوم بها قوات الاحتلال تشويهًا وتدميرًا للموقع، وأقامت جدرانا حجرية ضخمة على منحدر الوادي، ومصانع، ما أدى الى تخريب الكثير من اجزائه”.

وتابع: “هذه المصانع تنتج الاسمنت الذي يتم استخراجه من الصخور، ويتم إدخال هذه المواد الى اسرائيل من أجل استغلالها في بناء المستوطنات وتوسيعها، خاصة أن المنطقة تشهد انتشارًا كبيرًا للمستوطنات وعمليات توسع فيها”.

وأردف شلش “انعكست التفجيرات المتكررة للجبال والتي يشرف عليها مهندسون اسرائيليون بشكل سلبي على المواطنين، حيث تصدعت وتشققت جدران المنازل القريبة، فضلا عن الازعاج اليومي لتلك الأصوات، وما تخلفه من آثار على البيئة والصحة بفعل انبعاث الأتربة والغبار، وكل ذلك بهدف إفزاع السكان وترحيلهم من بيوتهم”.

باتت تلك المنطقة خطيرة جدا على المواطنين حسبما يقول شلش، حيث بلغ عمق الحفر لأكثر من 15 مترًا، ولا أحد يستطيع الوصول للمنطقة لأنها أصبحت عالية جدًا، ومصير كل شخص يقع هو الموت.

“في السابق، كان وادي الناطوف منطقة زراعية خصبة مليئة بالأشجار ومنطقة رعوية، وكانت المتنفس الوحيد لأهالي القرية، وكان ينقل الماء من قرية شقبا باتجاه القرى الغربية، فمنع الاحتلال المياه من الوصول الى القرى المجاورة، عدا عن تلويث مناطق الرعي بفعل التفجيرات”، قال شلش.

ويخشى المواطنون أن يتم ربط المستوطنات المحيطة بالقرية (نيلي، ونعاليه، وعوفاريم) مع وادي الناطوف.

ويبلغ عدد سكان قرية شقبا أكثر من 5 آلاف نسمة. يعانون من مضايقات جمة بحقهم من قبل جنود الاحتلال، ويغلق الاحتلال مداخل القرية، وسط تشديدات عليهم، ما يضطر المواطنين إلى سلوك طرق ترابية وعرة للوصول الى أماكن عملهم.

الاخبار العاجلة