أسدل الستار في العاصمة البحرينية المنامة، عن اسبوع “أيام القدس الثقافية” الذي نظمته وزارة الثقافة، وهيئة البحرين للثقافة والآثار، بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، بعرض فيلمين وثائقيين عن واقع ومعاناة مدينة القدس المحتلة.
وعرض، مساء أمس، فيلم “الوحيدة” الذي أنتجه تلفزيون فلسطين والذي تناول واقع مدينة القدس المحتلة، ما بعد الاحتلال الاسرائيلي للمدينة المقدسة في العام 1967.
وعلى مدار أكثر من ثلاثين دقيقة من الفيلم الذي أخرجه زعل أبو رقطي، ودعمت تمويله “الايسيسكو”، شاهد الحضور عرض مقاطع للمدينة المقدسة ومعالمها التاريخية والأنفاق أسفل المسجد الاقصى، كما أبرز الفيلم قسوة الحياة بسبب ظروف وممارسات الاحتلال، وسياساته العنصرية الإجرامية بحق المقدسيين، بهدف تهجيرهم ومحاولة الاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم التي ورثوها عن أجدادهم، كما عرضت خلال الفيلم عدة لقاءات مع مقدسيين بينها مقابلة في بيت أم مصطفى الكرد.
وتناول فيلم “أرض الحكاية” للمخرج رشيد المشهراوي جريمة احتلال المدينة في العام 1967 ولكن من زاوية أخرى، وجولة في الصور التاريخية القديمة للمدينة من تصوير الفنان المصور المقدسي المعروف (غارو) ومقارنة بين الماضي والحاضر، كما أبرز “أرض الحكاية” الذي انتجه تلفزيون فلسطين، برعاية دائرة شؤون القدس، في منظمة التحريرالفلسطينية، المعالم التاريخية والدينية والسياحية في القدس، متناولا خطورة الأنفاق التي تحفرها سلطات الاحتلال الاسرائيلي أسفل المسجد الاقصى كونها تهدد أساسات المسجد وتجعلة عرضة للانهيار في اي لحظة.
وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف: إن الثقافة الفلسطينية تعد جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العربية، مؤكداً عمق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والبحريني وأهمية التفاعل الثقافي بين البلدين.
وأشار إلى أن عقد الأسابيع الثقافية الفلسطينية في العديد من العواصم العربية والإسلامية يساهم في تطوير الثقافة الفلسطينية وتعزيزها، مبينا أن الأسبوع الثقافي الفلسطيني في البحرين كان متنوعاً وزاخراً بالفعاليات الثقافية التي تؤكد أهمية الهوية الثقافية الفلسطينية، وحمايتها من الطمس والتزوير والتشويه.
بدوره، ثمن سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف، استضافة هيئة البحرين للثقافة والآثار، للفعالية، معبرا عن شكره لرئيسة الهيئة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على هذه اللفتة في هذه الظروف الدقيقة والحساسة التي تتعرض لها القدس المحتلة والثقافة الفلسطينية بشكل عام من محاولات طمس وسرقة وتهويد.
ولفت إلى أن الفعاليات وضعت المتابعين والحضور والزوار في صورة الثقافة المقدسية بشكل خاص والفلسطينية بشكل عام وقدمت صورة ومعلومات تاريخية ومشاهد مصورة تبين جماليات الجغرافيا والثقافة وعراقة التاريخ الوطني الفلسطيني في القدس المحتلة، كما أبرزت مدى التفاف الشعب البحريني حول قضية القدس، القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، لما تشكلة من رمز وطني وهوية ثقافية سياسية وتاريخية هامة.
وتناولت أيام القدس الثقافية التي افتتحتها الشيخة مي والسفير عارف، ووفد وزارة الثقافة عدة فعاليات ثقافية ابرزها معرض “تحية للقدس”، وعقد ندوة تاريخية حول المخطوطات المقدسية والأرشيف الوطني الفلسطيني، وأمسية شعرية بعنوان “عبق مقدسي” للشاعرين عبد الله محمود عيسى، ويوسف عبد العزيز، واختتمت بعرض الفيلمين الوثائقيين “الوحيدة”، و”أرض الحكاية”.
وكانت وزارة الثقافة شددت على أهمية عقد الأسابيع الثقافية الفلسطينية في العديد من العواصم العربية والإسلامية، ضمن فعاليات القدس العاصمة الثقافية الاسلامية، للتأكيد على حضارة ومكانة القدس وعروبتها، في ظل ما تتعرض له المدينة المقدسة من انتهاكات وتهويد وتزوير للهوية الفلسطينية.
وأكدت ضرورة تعريف العالم بممارسات الاحتلال في محاربته للفعل الثقافي الوطني ضمن سياسة ممنهجة ضد الرواية الفلسطينية، وأهمية الدعم العربي والدولي، من أجل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وصون التراث المادي وغير المادي في فلسطين، الذي يعمل الاحتلال على طمسه وسرقته وتزييفه.
