خطوة عملية ضد اسرائيل أفضل من مليون إدانة لانتهاكاتها

10 أكتوبر 2016آخر تحديث :
خطوة عملية ضد اسرائيل أفضل من مليون إدانة لانتهاكاتها

بقلم: حديث القدس  – القدس

التصعيد الاسرائيلي اليومي سواء من خلال الاقتحامات للمدن والقرى والبلدات والمخيمات والخرب او من خلال تهويد القدس والاعتداء على المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك او من خلال الاعتقالات واستفزازات المواطنين وإطلاق النار عليهم وقتلهم بدم بارد او الاستيطان السرطاني واعتداءات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على المواطنين وعلى ممتلكاتهم واقتلاع الأشجار وحرق المزروعات ..الخ من انتهاكات واعتداءات ترقى الى مستوى جرائم الحرب، هذا التصعيد الذي تمارسه اسرائيل على مرأى ومسمع العالم بأسره غير مكترثة لا للإدانات الدولية ولا لانتقادات المجتمع الدولي وتحديها للقانون والأعراف الدولية باتت تستوجب اتخاذ قرارات وخطوات عملية من قبل المجتمع الدولي لإرغام اسرائيل على الرضوخ للإرادة الدولية بشأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فانتقاد الانتهاكات الاسرائيلية والتنديد بها لم تعد تجدي نفعا امام التعنت الاسرائيلي وصلف القيادة الاكثر يمينية في تاريخ الحكومات الاسرائيلية منذ اقامة اسرائيل عام ٤٨ بقرار من الامم المتحدة. لان اسرائيل ترى في هذه الانتقادات مهما بلغت حدتها مجرد كلام في الهواء لا يغني ولا يسمن من جوع خاصة وان الولايات المتحدة الاميركية ليس فقط تدعم اسرائيل اقتصاديا وعسكريا بل وتدافع عنها في المحافل الدولية وتحول دون اتخاذ اي قرار دولي يرغمها على وقف الاستيطان او الانصياع للارادة الدولية بانهاء احتلالها للارض الفلسطينية كمقدمة لاقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام ٦٧م.

فالولايات المتحدة التي وجهت انتقادا حادا لقرار اسرائيل باقامة مستوطنة جديدة في الضفة والتوسع الاستيطاني في القدس هي نفسها التي وقعت قبل ايام على اتفاقية تفاهم مع اسرائيل تمنحها بموجبها ٣٨ مليار دولار على مدى ١٠ سنوات اضافة الى ما تحتاجه من مساعدات طارئة اخرى بمعنى آخر فان الولايات المتحدة الاميركية هي التي تستطيع الضغط على اسرائيل من اجل وقف انتهاكاتها وتجسيد الرؤية الدولية بحل الدولتين لشعبين، إلا انها ترفض ذلك وتكتفي بالانتقاد والتنديد دون اتخاذ اية خطوات عملية ولا حتى خطوة عملية واحدة تدعم الحق الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ومن هذا المنطلق تعرف وتعي اسرائيل جيدا ان انتقادات وادانات الولايات المتحدة ليست سوى هباء ومنثورا، وهذا بشجعها على التمادي في ممارساتها وانتهاكاتها اليومية والتي وصلت الى حد تهدد بانفجار الاوضاع في المنطقة في اية لحظة وهو يؤدي بالتالي الى انفجار الوضع في العالم قاطبة.

فاسرائيل تضع المنطقة على حافة الهاوية السحيقة واذا لم يتدارك العالم ما تقوم به الحكومة الاكثر يمينية وتطرفا، فان الاوضاع في حال انفجارها لا يمكن لاحد ان يوقفها او التنبؤ بنتائجها التي ستكون مدمرة ليس على المنطقة تحسب بل وعلى العالم باسره.

وعلى العالم انيدرك جيدا بانشعبنا لن يتخلى عن حقوقه الوطنية الثابتة وان ما تقوم به اسرائيل من محاولات لضم الضفة او على الاقل الكتل الاستيطانية وباقي الانتهاكات والممارسات والاعتداءات لا يمكنها ان تثني شعبنا على مواصلة مسيرته الوطنية حتى تحقيق كامل اهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين.

وليس امام اسرائيل والعامل سوى الاعتراف بهذه الحقوق واتاحة المجال امام شعبنا لتجسيدها على ارض الواقع لان المماطلة في ذلك ليست سوى مضيعة للوقت فاجلا ام عاجلا سيحقق شعبنا كامل اهدافه الوطنية.

وخطوة عملية دولية ضد اسرائيل افضل من ملايين الادانات والانتقادات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

الاخبار العاجلة