أحمد الطيبي: لن ندعم غانتس أو نتنياهو وكلاهما لن يستطيع تشكيل حكومة إسرائيلية

1 مارس 2020آخر تحديث :
أحمد الطيبي: لن ندعم غانتس أو نتنياهو وكلاهما لن يستطيع تشكيل حكومة إسرائيلية

صدى الاعلام _ رام الله : أكد رئيس كتلة القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي أن القائمة العربية المشتركة لن تدخل في أي حكومة إسرائيلية مقبلة.

وقال الطيبي في حوار شامل إن القائمة ”لا يمكن أن تدخل الحكومة بتاتا، ولن ندعم قرارات ضد شعبنا (الفلسطينيين)، مثل قصف غزة أو بناء مستوطنات أو هدم بيوت. ولكننا نريد أن نكون عنصرا فاعلا ومؤثرا في العمل البرلماني حتى من خارج الحكومة وهناك آليات لتحقيق ذلك“.

وأضاف أنه ”لا يمكن أن نكون جزءا من حكومة تحتل شعبنا وحزب العمل – جيشر ميرتس -يعرض وزارة على شخصية عربية من خارج القائمة المشتركة، نحن لسنا هناك“.

انتخابات مصيرية

واعتبر الطيبي ”أن الانتخابات الإسرائيلية المقبلة مهمة ومصيرية بالنسبة لإسرائيل عامة، وبالنسبة للمواطنين العرب خاصة، في ظل فترة مليئة بالتحريض ونزع شرعيتنا“.

وشدد على أنها ”تأكيد لقوتنا كمواطنين في هذه البلاد، وستكون صفعة بوجه هذه الحكومة الأسوأ والأكثر تحريضا ضد العرب من قِبل رئيس حكومة فاسد ومتهم بقضايا رشوة وغش وإساءة الائتمان“.

وأضاف ”من المفروض أن تشكل هذه الانتخابات نهاية لوجود بنيامين نتنياهو في الحلبة السياسية في ظل لوائح الاتهام ضده، وهي سابقة في تاريخ دولة إسرائيل“، منوها إلى أنه حتى اللحظة يبدو ان أيا من الطرفين (نتنياهو وغانتس) لن يتمكن من تشكيل حكومة.

ورجح الطيبي التوجه إلى حكومة وحدة وطنية ”مع أن إقامتها بوجود نتنياهو -المتهم بقضايا فساد- صعبة“، مؤكدا أنه من الصعب تقبل انتخابات رابعة، ولذلك قد تحدُث مفاجآت من الكتل وكيفية سلوكها، والاستطلاعات الأخيرة تشير إلى فارق قليل بين ”الليكود“ و“أزرق أبيض“ ولا يمكن تنبؤ نتيجتها النهائية، ولكن ما هو مؤكد أن القائمة المشتركة، كلما كانت أكبر، سيكون لها تأثير كبير في منع اليمين من تشكيل الحكومة الجديدة وهذا ما يرعِب نتنياهو وزمرته“.

ارتفاع نسبة التصويت

وحسب توقعات رئيس القائمة المشتركة، فإن نسبة التصويت للقائمة سوف ترتفع، وذلك من خلال الشارع العربي والفعاليات المقامة، مضيفا ”شعبنا مدرك لأهمية الموقف وضرورة تثبيت صموده، وإحدى وسائل ذلك هي الانتخابات“.

وأردف: ”هناك عدة عوامل (لارتفاع نسبة التصويت للقائمة العربية)، أولا، إن ثقة الجمهور بنا عالية، والقائمة المشتركة موحدة، لديها إستراتيجية عمل وأهداف واضحة لمصلحة مجتمعنا العربي، والعرب في الأحزاب الصهيونية تلقوا صفعة إذ لا يوجد مرشحون لا في حزب العمل ولا في ميرتس وبالتالي تركيبتهما معا في مواقع واقعية“.

وبين الطيبي أن ”تصريحات قيادات ”أزرق أبيض“ العنصرية والرافضة للعرب كشفت وجههم ولذلك لا مكان للتصويت لهم وإنما فقط لنا، وحزب الليكود الذي شرّع قانون القومية العنصري وقانون كامينتس لن يحظى بدعم من العرب، ونحن الممثل الوحيد للمواطنين العرب الذي يحمل هموم الناس“.

وشدد الطيبي على أن نتنياهو أكثر رئيس حكومة إسرائيلي عنصري حرض ضد الجمهور العربي وقياداته، وعليّ شخصيا، ويقلقه نجاحنا في المجتمع العربي، لافتا إلى أنه ”خائف من أن يكون مصيره في السجن، ويفعل كل شيء ليحمي نفسه من عقوبة السجن بما في ذلك مهاجمة العرب حتى يحظى بأصوات من الشارع اليهودي العنصري“.

وتابع: ”عندما يقول أحمد الطيبي فهو يعني أحمد العربي أي العرب وهكذا يحفز جمهور الليكود اليميني للخروج للتصويت عبر التخويف والتحريض“.

لا ندعم أحدا

وعن دعم القائمة المشتركة لنتنياهو أم غانتس؟، أجاب الطيبي ”نحن لا ندعم أحدا، نحن ندعم شعبنا وقضاياه، ونريد استبعاد اليمين ونتنياهو ومستعدون لعمل الكثير لذلك، ولكن الأساس هو تحقيق إنجازات لأهلنا وشعبنا عبر إنجازنا الانتخابي“.

وتابع الطيبي ”الوثيقة التي عرضناها ضمن الانتخابات الماضية الأخيرة، تشمل عدة بنود سياسية واقتصادية واجتماعية، وسنضع هذه المطالب على طاولة كل حكومة، وسنكون ضد صفقة القرن وضد الضم وتعميق الاحتلال البغيض“.

وعبّر الطيبي عن رفضه لصفقة القرن، قائلا: ”عمليا صفقة القرن تقتل القضية الفلسطينية، وكل ما فيها من بنود تكرس الاحتلال وتنافي القانون الدولي، وأيضا تأتي ضد المواطنين العرب في منطقة المثلث ووادي عارة“.

وأكد أن القائمة العربية ستفعل كل ما بوسعها لمواجهة الصفقة، مضيفا ”لكننا غير قادرين على إفشالها وحدنا، مطلوب مجهود من الدول العربية والمجتمع الدولي، ومن كل مَن يهمه القدس والأقصى، ومن كل مَن لا يرضى بأنْ يرى الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وهو آخر احتلال والوحيد الذي بقي في القرن الحادي والعشرين، وهذه خطة تعمق الأبرتهايد وتلغي حل الدولتين وتمرس الاحتلال والهيمنة، وبند القدس هو الأخطر فيها“.

مواجهة صفقة القرن

وشدد على أن لدى الشعب الفلسطيني مسؤولية كبيرة في مواجهة صفقة ترامب، منوها إلى أن كل خطوة تُتخذ سياسيا يجب أن تكون مدروسة وبدعم عربي ودولي، مؤكدا أن الاحتلال -عمليا- لم يُبق من الاتفاقات شيئا.

وعن الحل الأمثل لمجابهة صفقة القرن، قال الطيبي ”نحن نريد الخير لشعبنا الفلسطيني، نريد أن ينال حقوقه الشرعية ودولته المستقلة وعاصمتها القدس، ومن أجل ذلك مطلوب مجهود دولي وحقوقي عالمي بالتوجه إلى المؤسسات والهيئات، بموازاة النضال الشعبي المدني، لشعبنا الحق الكامل بتقرير المصير وكنس الاحتلال، وهذا الشعب سيناضل من أجل حريته حتى لو بقي وحيدا دون إسناد“.

ووفق الطيبي، فإن رؤية نتنياهو هي تقوية الاحتلال وشرعنته، وهذا ما يفعله من خلال مساعيه السياسية والدولية، ومواصلة حصار غزة وتصفية القيادات الفلسطينية، مشيرا إلى أن بيني غانتس لا يختلف عنه (نتنياهو) في هذه النقطة، فهو رجل عسكري اولا، ولا نرى حاليا أي أفق للسلام مع قيادات إسرائيلية كهذه غير قادرة على الخروج من قالب الاحتلال وعنجهيته.

وبخصوص قطاع غزة، يرى الطيبي أن حربا عسكرية شاملة على قطاع غزة غير متوقعة؛ لأن إسرائيل تدرك أن الشعب الفلسطيني ليس سهلا وهو شعب يقاوم، ولا يستسلم، ويدافع عن أرضه. لافتا إلى أن إسرائيل نفّذت بضع حملات عسكرية ضد غزة لم تنفعها ولم تجلب الأمان لأحد، ولا بد لهم أن يدركوا أن الحل الوحيد هو سياسي تفاوضي يقبل به الشعب الفلسطيني.

الاخبار العاجلة