ترامب وكلينتون يتراشقان بفضائح متبادلة في المواجهة الثانية

10 أكتوبر 2016آخر تحديث :
Republican U.S. presidential nominee Donald Trump listens as Democratic nominee Hillary Clinton answers a question from the audience during their presidential town hall debate at Washington University in St. Louis, Missouri, U.S., October 9, 2016. REUTERS/Rick Wilking TPX IMAGES OF THE DAY
Republican U.S. presidential nominee Donald Trump listens as Democratic nominee Hillary Clinton answers a question from the audience during their presidential town hall debate at Washington University in St. Louis, Missouri, U.S., October 9, 2016. REUTERS/Rick Wilking TPX IMAGES OF THE DAY

شن المرشح الجمهوري دونالد ترامب هجوماً على كل الأصعدة ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في محاولة لإنقاذ حملته الرئاسية متوعداً بزجها في السجن ومتهماً زوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بالاعتداء على نساء.

ولجأ ترامب الذي بات في وضع حرج بعد كشف تصريحاته المهينة للنساء وتخلي عدد من كبار المسؤولين في الحزب الجمهوري عنه قبل أقل من شهر على موعد الاستحقاق الرئاسي في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلى الاتهامات الشخصية في المناظرة الرئاسية الثانية.

وبادر ترامب إلى القول في مستهل المناظرة: “لست فخوراً بذلك، وقد اعتذرت لأسرتي وللأميركيين”، في إشارة إلى تسجيل الفيديو الذي يفاخر فيه بأسلوبه في التعامل مع النساء مستخدماً ألفاظاً بذيئة.

وتابع: “لكن بيل كلينتون أسوأ بكثير”، مضيفاً أن الرئيس الأسبق الذي كان حاضراً في القاعة “اعتدى على نساء”.

لكن كلينتون التي باتت في موقع قوة لتولي الرئاسة بعد باراك أوباما في يناير/كانون الثاني ردت بحزم لكن بهدوء أن منافسها يفتقد المزايا اللازمة ليصبح رئيساً.

وحول الفيديو علقت كلينتون بالقول: “هذا هو دونالد ترامب والسؤال الذي علينا وعلى بلادنا الرد عليه هو أننا لسنا كذلك”، مذكرة بأن قطب العقارات هاجم “المهاجرين والمتحدرين من أميركا اللاتينية والسود وذوي الاحتياجات الخاصة”.

واستنفد ترامب المتوتر والذي بدا عليه الامتعاض وكان عدائيا أحياناً كل حججه مستعرضاً قضية البريد الإلكتروني لكلينتون ومقتل السفير الأميركي في بنغازي وزلة لسان منافسته حول مؤيديه “المثيرين للشفقة”.

إلا أن العديد من الرياضيين المحترفين وجهوا انتقادات شديدة إلى ترامب عندما قلل من أهمية تصريحاته المشينة حول النساء، معتبراً أنها “حديث غرفة ملابس” وهو تعبير أميركي للإشارة إلى حديث خاص بين رجال.

وغرد سي جاي ماكولوم لاعب فريق بورتلاند بليزرز لكرة السلة “لم أسمع مثل هذه التعابير في غرفة الملابس أبداً”.

وكتب لاعب كرة السلة السابق لوفيل موتون المدرب الحالي لفريق جامعة كارولاينا الشمالية “أقصد غرف الملابس منذ سن الخامسة وما يقوله ترامب ليس حديث غرفة ملابس بل مضايقات جنسية”.

أما نجمة كرة المضرب السابقة مارتينا نافراتيلوفا التي تؤيد كلينتون فقالت: “هذا ترامب على حقيقته. مقيت ومجرم”.

خلال المناظرة، قال ترامب: “إذا فزت سأصدر الأمر لوزير العدل من أجل تعيين مدع خاص لإلقاء الضوء على وضعك لأنني لم أر مثل هذا الكم من الأكاذيب والأسرار”. وأضاف أنه لو كان رئيساً “لكنت في السجن!”.

وردت عليه وزيرة الخارجية السابقة: “أعرف أنك تحاول تحويل الانتباه”، منددة مرة أخرى برفض منافسها الكشف عن إقراره الضريبي.

ومضت تقول: “إنه يعيش في عالم آخر”، مضيفة أنه من “المسلي” الاستماع إلى “شخص لم يسدد ضرائب على عائداته منذ 20 عاماً يشرح برنامجه” المالي.

لكن هذا التهديد لم يلق تأييداً حتى بين جمهوريين فقد أعلن المتحدث السابق باسم جورج بوش الابن آري فلايشر في تغريدة: “المرشحون الفائزون لا يهددون بزج منافسيهم في السجن”.

وأضاف فلايشر: “الرئيس لا يهدد مواطن بالملاحقة. لقد أخطأ ترامب في هذه النقطة”.

وشكلت روسيا موضوع تبادل حام فقد نددت كلينتون بمحاولاتها من أجل التأثير على نتائج الانتخابات الأميركية لصالح ترامب.

وكانت الاستخبارات الأميركية اتهمت موسكو للمرة الأولى الجمعة بالتدخل في الحملة الرئاسية من خلال عمليات قرصنة معلوماتية، وهو ما رفضه الكرملين.

واعتبرت كلينتون أنه من الضروري فتح تحقيق حول روسيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا.

قبل ساعة ونصف الساعة على بدء المناظرة، دعا ترامب بعض الصحفيين إلى فندق في سانت لويس بولاية ميزوري، حيث أحاطت به 4 نساء 3 منهن اتهمن بيل كلينتون بالاعتداء عليهن في سبعينات وتسعينات القرن الماضي وبأن هيلاري ساعدت زوجها في التشهير بهن.

وقالت خوانيتا برودريك التي تتهم بيل كلينتون بالاعتداء عليها عام 1979: “ربما قال ترامب أموراً مسيئة لكن كلينتون اغتصبني وهيلاري هددتني”.

وكانت كلينتون استعادت التقدم على ترامب بفارق مريح في استطلاعات الرأي، حتى قبل فضيحة تسجيل الفيديو لترامب الجمعة.

كما حصلت على دعم أوباما الذي علق على القضية للمرة الأولى أمس الأحد.

وندد أوباما بتصريحات المرشح الجمهوري التي لا تليق بسيد البيت الأبيض والتي تهدف أيضاً الى “الحط من قدر النساء والأقليات والمهاجرين والمنتمين الى ديانات أخرى والسخرية من ذوي الاحتياجات الخاصة وإهانة جنودنا ومقاتلينا السابقين”.

وأظهر استطلاع أجرته “سي إن إن” و”أو آر سي” أن 57% من الأشخاص الذين تابعوا المناظرة اعتبروا أن كلينتون هي الفائزة فيها.

وإذا كانت المناظرة بدأت في أجواء من التوتر الشديد إذ لم يتصافح المرشحان عند دخولهما الى القاعة، إلا أنها انتهت بشكل أكثر ارتياحاً.

وقال ترامب إن كلينتون: “لا تتراجع ولا تتخاذل وأنا أحترم ذلك. أقولها بصراحة”.

وختم بالقول: “أنا أخالفها الرأي حول معظم النقاط التي تدافع عنها لكنها مناضلة”، وتوجه بعدها لمصافحتها.

من جهته، وبعد أن شجب مايك بنس تصريحات ترامب حول النساء ما أثار شكوكاً حول مستقبل ترشيحهما معاً، إلا أنه هنأ المرشح الجمهوري بعد المناظرة وقال إنه فخور بأنه الى جانبه.

أما كلينتون فعبرت على متن الطائرة التي أعادتها الى نيويورك عن “استغرابها” لهذا “السيل من الأكاذيب” التي أطلقها منافسها طيلة المناظرة التي لم يشهد التاريخ السياسي مثلها.

الاخبار العاجلة