الأغوار تمد يد العون لبيت لحم

9 مارس 2020آخر تحديث :
الأغوار تمد يد العون لبيت لحم

صدى الاعلام _ اريحا :

 الحارث الحصني

من قرى الأغوار الشمالية، بردلة وكردلة وعين البيضاء، انطلقت شاحنة محمّلة من خيرات الأرض، صوب مدينة بيت لحم، التي تعيش أوضاعا استثنائية جراء الإعلان عن تسجيل إصابات بفيروس كورونا “كوفيد 19″، وما رافق ذلك من إجراءات للحد من تفشي الفيروس.

تأتي المبادرة، ضمن سلسلة من المبادرات الفردية والجماعية لمد يد العون لأبناء شعبنا في محافظة بيت لحم، بعد تأثر كافة مناحي الحياة في المحافظة التي يعتمد اقتصادها بدرجة أساسية على السياحة.

وشارك في المبادرة 13 مزارعا، كل حسب ما يزرع في أراضيه من خضراوات، وبعض البقوليات، لكن توقعات المسؤولين في قرى الأغوار الشمالية تقول إنه في المرات القادمة سيزيد عدد المشاركين بعد الصدى الإيجابي عنها.

مبادرة الأغوار لمساندة بيت لحم، أطلقها إقليما حركة “فتح” في عين البيضاء وبردلة، بالتعاون مع إقليم “فتح” في طوباس.

أمين سر حركة “فتح” في عين البيضاء، أسامة فقها قال: “بعد التشاورات بين المناطق التنظيمية لعين البيضاء، وبردلة، مع إقليم فتح في طوباس، ارتأينا إرسال شاحنة مليئة بالخضراوات لأهلنا في بيت لحم”.

وأضاف: “هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لتعزيز صمود أبناء شعبنا في بيت لحم في مواجهة فيروس كورونا وتداعياته على حياتهم”.

وأكد فقها وهو أحد المبادرين للحملة: “هذه رسالتنا للجميع أننا يد واحدة، وما يصيب الآخرين يصيبنا، وبيت لحم لن تكون وحدها فيما حل بها”.

عندما انطلقت الشاحنة من عين البيضاء إلى بيت لحم، كان محمد العارف مرافقا للسائق حتى التسليم، وقال: “التقانا شبان من القرية قبل مغادرتنا يستفسرون عن وجهتنا، وعندما أخبرناهم بحقيقة الأمر عاتبونا لعدم إخبارهم”.

وتابع العارف: “كانت الحملة سريعة.. وفي المبادرات القادمة سنحشد عددا أكبر من المواطنين والمزارعين”.

وقال: “هناك أناس بحاجة فعليا للدعم، فالمحجور عليهم لا يستطيعون التحرك، والعمل، وواجبنا أن نساعدهم”.

عندما وصلت الشاحنة إلى بيت لحم، كان لفيف من إقليم حركة “فتح” هناك بانتظار العارف، وخلال مدة قصيرة تم إفراغ حمولتها في مستودع للجنة الإسناد في المحافظة.

محمد علي، أحد المزارعين المشاركين في الحملة، قال: إن هذه الحملات تثبت أن الفلسطينيين متماسكون في وجه كل شيء، مشددا على أنه رغم الوضع الحرج الذي تمرّ به الأغوار الفلسطينية في الفترة الأخيرة، فإن من واجبه كمزارع أن يقدم يد العون للآخرين.

وأضاف: “ما دامت الزراعة متواجدة، فيجب علينا مساعدة الآخرين. كلما أُعلن عن حملات مماثلة سنشارك فيها”.

يؤكد المواطنون في قرى بردلة وعين البيضاء على ضرورة الوقوف مع الآخرين في محنهم، ومشكلاتهم. ففي أقاويل متفرقة لعدد من الشبان من قرية عين البيضاء، أكدوا ضرورة فعل شيء يساعد الآخرين.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي تناقلوا صورا لصناديق وأكياس الخضراوات والبقوليات وهي بانتظار وضعها في الشاحنة لنقلها إلى بيت لحم، مع الكثير من التعليقات التي تثمن هذه المبادرات وتثني عليها.

وتأتي هذه الأصناف المقدمة كمساعدات لبيت لحم، تماشيا مع انتشار زراعة الخضروات في مناطق واسعة من الأغوار الشمالية.

وبحسب إحصاءات وزارة الصحة فإن عدد الإصابات بفيروس كورونا في فلسطين بلغ 20 حالة، جميعها في محافظة بيت لحم.

الاخبار العاجلة