احتجاجات ومخاوف.. غزة تشكو ضعف الإمكانيات في مواجهة “كورونا”

16 مارس 2020آخر تحديث :
احتجاجات ومخاوف.. غزة تشكو ضعف الإمكانيات في مواجهة “كورونا”

خضر الزعنون

يتخوف مواطنو قطاع غزة من تفشي وباء فيروس “كورونا” بينهم مع استمرار الحصار الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ ثلاثة عشر عاماً، مع عدم توفر الإمكانيات اللازمة لمواجهة الوباء.

وأُدخل واحد وخمسون مواطناً، إلى الحجر الصحي الإجباري شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، عقب عودتهم عبر معبر رفح البري الحدودي، كإجراء احترازي من فيروس “كورونا”، من خارج القطاع، وتم نقل هؤلاء الاشخاص للحجر الصحي لمدة 14 يوماً في مدرسة غسان كنفاني شرق المدينة، وتقدم الخدمة والرعاية اللازمة لهم طوال فترة الحجر، حفاظاً على سلامتهم، وتنفيذاً للإجراءات الوقائية المتخذة في مختلف المدن والقرى والمخيمات.

وعبر مواطنون عن استيائهم من مكان الحجر المقام في المعبر، إذ أنه يتكون من كرفانات مصنعة من الصفيح وغير مهيأة لوضع المواطنين وفقاً لشروط السلامة الصحية وإجراءات منظمة الصحة العالمية المتبعة في هذا الشأن.

وبعيد احتجاجات رافقت إقامة مكان الحجر شرق مدينة رفح من قبل أهالي منطقة النصر القريبة من مطار غزة الدولي المدمر في أقصى جنوب شرق المدينة خشية تفشي فيروس “كورونا” من قبل المعزولين، تم نقل المكان وتحويله إلى مدرسة غسان كنفاني في المنطقة.

وأشعل محتجون إطارات السيارات وأغلقوا الطرق المؤدية إلى مكان الحجر، تلاشيا لإنتقال عدوى الفيروس لهم ولأبنائهم.

وتناقل مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمكان الحجر، وبعضهم بث على المباشر من المكان الاحتجاجات واعتدى محتجون على أحد الصحفيين خلال نقله الأخبار من المكان.

وقال المواطن أبو أسامة (70عاماً) العائد إلى غزة من دولة الإمارات، لـ”وفا”: “تفاجأت بالإجراءات على المعبر، ألزموني بالتوقيع على تعهد من قبل منظمة الصحة العالمية بالحجر لمدة 14 يوماً، وأنا مريض وبالكاد أستطيع الحركة، ومعي زوجتي كبيرة في السن هي أيضاً، وتم فحص الحرارة بالجهاز على المعبر والحمد لله حرارتي طبيعية غير مرتفعة”.

وأضاف: “أطالب بتوفر شروط السلامة الصحية للمرضى وكبار السن، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة من سكر وقلب وضغط، ووضعهم في مكان لائق وليس في كرفان من الصفيح أو صفوف مدرسة غير مجهزة لتكون مكاناً للحجر الصحي، نحن بحاجة للعناية وبيوتنا أولى بنا من أماكن الحجر… جنب الله أهلنا ومجتمعنا من الوباء ومن أي مكروه”.

وعبر أطباء في غزة عن تفهمهم للملاحظات التي أبداها المواطنون على المكان الذي تم تخصيصه لاستقبال حالات الحجر الصحي للعائدين من مصر، مؤكدين أنه جرى تخصيص المدرسة (غسان كنفاني) ولم يتم استكمال ترتيب المكان وتوفير مستلزماته، حيث تأخر تجهيزه بسبب ما جرى من أحداث في محيطه.

ونوه الأطباء إلى أنه تم إشغال غرف الحجر الصحي بالمعبر للمرضى وأصحاب عمليات القلب وزراعة أطفال الأنابيب وهي مجهزة بالكامل، وسيتم استيفاء تجهيزات المكان بما يليق بأبناء شعبنا ويتناسب مع الشروط الصحية اللازمة، خاصة مع فتح معبر رفح استثناءً حتى لا تنقطع السبل بالعائدين الذين باتوا ليلتهم في العراء خلال رحلة العودة إلى غزة.

وبين الأطباء أن الحجر الصحي هو إجراء وقائي احترازي وشروطه ليست مثل العزل الطبي ولا يعني وجود حالات اشتباه، وقد تم أخذ عينات فحص إنتقائية من العائدين بإنتظار خروج نتائجها من المختبر المركزي.

ونقلت الناشطة منى خضر، رواية إحدى المحتجزات واقتبستها على موقعها فيسبوك: “هي إفادة أنقلها كما وصلتني عبر الهاتف من احدى النساء المقهورات في مقر الحجز الصحي، تم الاعتداء علينا وضربنا، وإجبارنا على الركوب في باص فوق بعضنا عددنا 70 شخصا، وتم كيل الشتائم إلينا، وعندما وصلنا المدرسة (غسان كنفاني) في منطقة الشوكة شرق رفح.. قال لنا عناصر أمن حماس دبروا حالكم كل 8-9 في غرفة تحت الإجبار، وفي المساء أحضروا لنا وجبه كوجبه المساجين بندوره وخيارة وجبنه وخبز غير صالح للأكل بحسب وصفها”.

وأضافت خضر “امتنع الجميع عن تناول الطعام وأعادوه، وحدثت حالات إغماء لإحدى النساء وطلبت دواء أنسولين لأنها مريضة سكر، أخبرها الطبيب المناوب بأن تدبر نفسها وتتناول حبه أكامول، لا مياه، الغرف غير نظيفة وبقايا الطباشير في الغرف والحمامات غير صالحة للاستخدام ولا فيها صابون ولا معقمات ولا كلور”.

وبحسب رواية المحتجزة، فإن “هناك أطفال دون عمر 9 سنوات، ومريض أجرى عملية جراحية وبحاجة إلى رعاية في منزله، بالإضافة إلى وجود امرأة تعرضت للإجهاض قبل شهرين”.

وقدمت منظمة الصحة العالمية قرابة مائتي جهاز فحص حرارة للجهات المعنية بفحص المواطنين في القطاع، خصوصاً الذين يتنقلون على المعابر الحدودية البرية.

يشار إلى أنه تم إغلاق معبر رفح البري الحدودي جنوب القطاع المخصص لتنقل المواطنين، إضافة إلى إغلاق معبر بيت حانون “إيريز” المخصص للتجار والأفراد والحالات المرضية الي تعالج في مستشفيات الضفة الغربية وأراضي عام 48، وذلك لمنع إنتقال عدوى فيروس “كورونا” لأهالي القطاع.

ــــــــ

الاخبار العاجلة