الإغلاق يطال ”كل شيء“ في لبنان بسبب فيروس كورونا(صور)

16 مارس 2020آخر تحديث :
الإغلاق يطال ”كل شيء“ في لبنان بسبب فيروس كورونا(صور)

أغلقت المؤسسات العامة والمطار الدولي والموانئ والبنوك والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي أبوابها في لبنان، يوم الاثنين، وتوقفت حركة الملاحة الجوية والبحرية تماما ضمن خطة تعبئة عامة غير مسبوقة، أعلنتها الحكومة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أصاب حوالي 100 شخص في لبنان.

واستثنت الخطة التي تستمر لمدة أسبوعين المخابز والصيدليات والمستشفيات والمراكز الصحية ومحطات الوقود، فيما جابت دوريات الشرطة والجيش اللبناني للتأكد من التزام جميع المؤسسات والشركات والمحلات بالخطة الإلزامية.

وتزامن قرار الإغلاق مع أسوأ أزمة مالية واقتصادية يشهدها لبنان في تاريخه الحديث، والتي أدت إلى موجة سحوبات مالية كبيرة، وخسائر فادحة للتجار بسبب تراجع الأعمال.

وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة أخيرا، خطة طوارئ لإنقاذ الاقتصاد، تشمل التعاون مع صندوق النقد الدولي، وعدد من المؤسسات الدولية الأخرى، بالإضافة إلى احتمالات الاقتراض لتخفيف الدين العام الذي وصل الى نحو 90 مليار دولار، أي أكثر من 160% من الناتج المحلي الإجمالي.

إلا أنه يبدو أن تلك الخطة تم تجميدها حاليا، بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي أدى إلى وفاة 4 أشخاص حتى أمس الأحد في لبنان، وفقا لمصادر رسمية أكدت أن رئيس الوزراء حسان دياب قرر تأجيل القيام بجولة خارجية، لبحث مساعدة لبنان، وذلك بسبب كورونا.

ومن المتوقع أن يؤدي قرار التعبئة العامة إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والمالي وزيادة معاناة اللبنانيين، خاصة الذين يعتمدون على أنشطة أعمال يومية، بمن فيهم أصحاب المحلات الصغيرة والبقالات والبائعون المتجولون ومحلات الفاكهة والخضار وغيرهم.

وقال محمد الديماسي، وهو صاحب محل حلويات في مدينة صيدا عاصمة جنوب لبنان: ”أبلغونا أن علينا أن نغلق المحل لمدة أسبوعين، واعتقد أن القرار صائب في هذه الظروف الصعبة، لكنه سيؤدي إلى خسارة كبيرة لنا، خاصة وأن أعمالنا تأثرت أصلا بالأزمة الاقتصادية.“

من جانبها، أشارت روزيت عساف، وهي صاحبة محل أقمشة وثياب، إلى أن الإغلاق لمدة أسبوعين، يعني خسارة آلاف الدولارات، فيما اعتبر محمود الكردي، وهو صاحب محل أحذية، أنه ينبغي على الجميع أن يلتزموا بخطة التعبئة، بصرف النظر عن الخسائر التي سيتكبدونها.

وقال مصرفيون إن ”عددا من البنوك فتحت أبوابها صباح اليوم لمدة ساعة تقريبا، ثم أغلقت، على أن تعاود أعمالها غدا لمدة مماثلة لتصريف الأعمال“.

وفي كلمة نشرتها وسائل الإعلام المحلية، الأحد، أكدت وزيرة الإعلام منال عبدالصمد، أن مجلس الوزراء قرر إعلان التعبئة العامة، للتأكيد على وجوب التزام المواطنين بمنازلهم وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى، إضافة إلى إقفال الإدارات والمؤسسات العامة والمدارس والجامعات والحضانات باستثناء ما تقتضيه ضرورات العمل“.

ولفتت الوزيرة إلى إقفال المطار وجميع المرافئ البحرية والبرية والجوية حتى الـ 29 من آذار/ مارس، ويستثنى من ذلك قوات اليونيفيل والبعثات الدبلوماسية وطائرات الشحن، إضافة إلى إقفال المؤسسات الخاصة باستثناء كل ما يرتبط بالأمن الغذائي.

وأعلن مسؤولون أن قرار الإقفال يستثني أيضًا مصرف لبنان والبنوك، وذلك بالحد الأدنى الواجب لتأمين سير العمل، مشيرين إلى أن وزير الخارجية والصحة سيتوليان إجراء الاتصالات اللازمة لتزويد لبنان بالمستلزمات الطبية والأدوية على شكل مساعدات.

وفي مدينة صيدا، أفاد شهود عيان بأن دوريات الشرطة والجيش والقوى الأمنية الأخرى بدأت تسيير دوريات مشتركة في الشوارع الرئيسة، للحد من تجول المواطنين، والتأكد من التزام المؤسسات التجارية والمطاعم ومراكز الترفيه بالأقفال، مشيرين إلى أن شرطة بلدية صيدا تعمل على اتخاذ إجراءات وقائية في الأحياء من حملات رش وتعقيم لتحصين كافة المنشآت والمرافق من فيروس كورونا.

وحذر وزير الصحة حمد حسن، أمس الأحد، من أن أول عامل من عوامل انتشار وباء كورونا، هو وسائل النقل العام، لافتا إلى أن التنقل بسيارة خاصة بالعائلة أسهل للحماية.

وأشار إلى أن قرار مجلس الوزراء اتُخذ بعد دراسة معمقة، وأن هذه المرحلة تحتاج لدعم دولي ومحلي، داعيا أصحاب الأيادي البيضاء إلى التعاون، للتمكن من حل هذه المشكلة الحساسة.

الاخبار العاجلة