حتى جاء ماجد فرج

15 أكتوبر 2016آخر تحديث :
حتى جاء ماجد فرج

كتب حمدي فراج:

نكبت محافظة بيت لحم بموت طبي آخر في مستشفى بيت جالا الحكومي هو الخامس خلال بضعة أشهر ، لسيدة من الدهيشة تبلغ من العمر اربعة واربعين عاما ، وبدت كل التفاعلات التي اعقبت هذا الحادث من ادارة المستشفى فالنيابة فالتشريح فوزارة الصحة فالحكومة تشي بخطوات وقرارات متناقضة مرتبكة ادت بالتالي الى زيادة التوتر بدلا من ايجاد المقدمات لتذليلها لدى العائلة المنكوبة ووصل الامر بوالد المتوفاة ان يقول أنه لا يريد لكريمته ان تقتل مرتين .

ادارة المستشفى اخطأت على لسان مديرها انها حاولت التقليل من اهمية القتل انها مريضة سكر وضغط تغسل كلى منذ ثلاث سنوات ، والصحيح انها ذهبت للغسيل لاول مرة ، والنيابة اخطأت باعتقال الطبيب مرتين المرة الاولى تحت ذريعة حمايته من ذوي المتوفاة ، ثم بعد ان مددت اعتقاله خمسة عشر يوما لاستنادها الى تقرير الترشيح الذي افاد بوقوع خطأ طبي قبيل الغسيل بادخال انبوب ثقب غشاء القلب في منطقة الاذين الايمن ،  والنقابة أخطأت في استمرار الاضراب في كافة المستشفيات رغم اطلاق سراح الطبيب الذي استعد شقيق المتوفاة ان يذهب للمساعدة في اطلاق سراحه بل وان يكون هو كفيله في ذلك ، مبرر النقابة في اضرابها كان صحيحا ، إذ لا يجوز تحت مبرر حماية الطبيب ان يتم اعتقاله فيما يبقى من يهددها طليقا ، لكن ان يستمر الاضراب بعد ان يتم الافراج عنه بدواعي اخرى كإصدار قانون يحرم اعتقال الاطباء بدون اذن قضائي ، فهذا يحتاج الى مكان آخر يتجاوز المحنة التي يعيشها المخيم والمحافظة عموما . دائرة التشريح اخطأت بأن اصدرت تقريرين متضاربين ، الوزارة اخطأت بتشكيل لجنة تحقيق بدون مراعاة ان يكون من ضمنها طبيب ثقة لدى العائلة ، الامر الذي دفع الحكومة الى تشكيل لجنة أخرى ، وكأن الوزارة ليست من قوام الحكومة .

حتى جاء ماجد فرج بصفته ابنا للمخيم لاداء واجب العزاء ، واستمع الى ذوي الفقيدة وبعض فعاليات المخيم ، ووافق فورا على طلبهم اعادة التشريح في معهد ابو كبير متصلا على مسمعنا مع النائب العام ومع وزير الصحة دون ان تتكفل العائلة بنفقات ذلك وهدأت النفوس في لحظة صمت سادت قاعة العزاء .

لم يعرف احد لماذا يقدم الطب التشريحي عندنا الى اصدار تقارير متضاربة الى هذا الحد ؟ وهل وزير الصحة معني بذلك ؟ الا اذا اعتبرنا ان الطب التشريحي عندنا لا يرقى الى هذه التسمية ويتم من خلاله اصدار النتائج وفق ما يمليه عليه كبار المتورطين ، رغم ان الخطأ الطبي ليس جريمة بحد ذاته ، وتحدث مثل هذه الاخطاء في اعرق المستشفيات .

 قبل بضع سنوات ، قلنا في هذا المكان ان محافظة بيت لحم تستحق مستشفى حكومي غير مستشفى بيت جالا “الحسين”  ، لكن امور المستشفى ذهبت اكثر نحو الاسوأ .

وطن للانباء

الاخبار العاجلة