“تنظيم داعش” يعمق معاناة مخيم “اليرموك” بفرض مناهج تعليمية “تكفيرية”

15 أكتوبر 2016آخر تحديث :
“تنظيم داعش” يعمق معاناة مخيم “اليرموك” بفرض مناهج تعليمية “تكفيرية”

لم يكف سكان مخيم اليرموك المحاصر جنوب العاصمة السورية دمشق، ما لحق بهم بسبب سيطرة تنظيم الدولة على المخيم من الهجرة بحثاً عن الأمان وهرباً من الموت ، ليقوم التنظيم بإتمام حلقات المعاناة التي يفرضها على من تبقى داخل المخيم، وذلك عبر فرض مناهج دراسة توصف بـ”التكفيرية”.

هذه المرة جسد تنظيم الدولة أفكاره “المتطرفة” بمس المسيرة التعليمية وقلبها رأساً على عقب، بإلغاء المنهاج التعليمي الأساسي واستبداله بكتب دراسية خاصة تصدر عن “داعش“، تحمل في مجملها “أفكاراً تكفيرية وشاذة” خطيرة للغاية، بحسب خبراء.

يجد الفلسطينيون ممّن بقوا داخل المخيم تحت رحمة تنظيم الدولة أنفسهم مجبرين أن يتجاوبوا مع مناهج التنظيم الجديدة ويجبروا على تعليم أبنائهم، وإلا تعرضوا للضرب والتعذيب وفي بعض الأحيان للقتل.

– مناهج تكفيرية خطيرة

وأكد عدد من أولياء أمور الطلبة الفلسطينيين داخل المخيم،  أنه منذ بداية العام الدراسي الجديد يُجبر تنظيم الدولة الطلاب على تعلم المنهاج التعليمي الجديد الذي أصدره، وعدم التعامل مع المنهاج الرسمي.

وأضافوا: “معظم المدارس ورياض الأطفال داخل مخيم اليرموك والتي تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة، تقوم بتدريس مناهج داعش الجديدة، وكل الطلبة وحتى الأساتذة مجبرون على تعلم المنهج الجديد، الذي يحتوي على أفكار شاذة وتكفيرية خطيرة”.

وحذروا خلال مناشداتهم ، من المخاطر الكبيرة المترتبة على “تغذية” عقول الطلبة الفلسطينيين بمصطلحات تكفيرية، قد تؤثر سلباً على سلوكهم وتوجهاتهم الدينية والاجتماعية خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن “داعش” يهدف من تلك الخطوة إلى “تغيير العقول” بما يتناسب مع أفكاره وعقيدته التكفيرية والتخوينية.

وبحسب مصادر من المخيم ، فإنه ومنذ بداية العام الدراسي منع التنظيم فتح أبواب المدارس للطلبة في المخيم، وحصر التنظيم التعليم بمدرسة واحدة للذكور قرب مسجد إبراهيم الخليل في حي العروبة جنوبي المخيم، ومدرسة واحدة للإناث في منطقة الحجر الأسود معقل التنظيم جنوبي المخيم، وأقرَّ مناهج جديدة من إعداده، رغم أن التنظيم أعطى وعوداً لهيئات تعليمية في اليرموك بعدم اتخاذ أي إجراء وعدم فرض مناهج جديدة إلا بالمشورة معها.

ويعاني الوضع التعليمي في مخيم اليرموك أزمة حقيقية في ظل ممارسات تنظيم الدولة، وفرض أجنداته الخاصة على الأهالي المحاصرين، إلا أن أبناءه أصروا على متابعة العملية التعليمية فيه من خلال إنشاء مراكز ومدارس تعليمية بديلة، حيث شهد اليرموك خروج ودخول العديد من الطلاب المحاصرين فيه لتقديم امتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية.

ونزح أكثر من 170 ألف لاجئ فلسطيني من مخيم اليرموك، منذ 17 ديسمبر/كانون الأول 2012، إلى المناطق المجاورة، بانتظار تأمين عودتهم إليه مجدداً، ومن بقي داخل المخيم لا يتجاوز عددهم الـ7 آلاف.

الجدير ذكره هنا أن كل الاتفاقات التي كانت تجري لحماية سكان مخيم اليرموك، وفتح ممرات آمنة لإخراج المصابين أو إدخال المساعدات للمحاصرين، بين النظام  والمسلحين داخل المخيم، تفشل ولا تصمد طويلاً، وبحسب آخر إحصاءات رسمية فقد قتل ما يقارب الـ1200 فلسطيني داخل المخيم، إما بالقتل أو الذبح أو الموت جوعاً.

وأصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بياناً حذرت فيه من المخاطر التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك، الذي يشهد موجة قتال عنيفة بين “فصائل متناحرة”.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا 620 ألف فلسطيني، موزعين على نحو 10 مخيمات، ويوجد داخل مخيم “اليرموك” الذي أنشئ عام 1957، على مساحة تقدر بـ2.11 كم، نحو 7 آلاف لاجئ فلسطيني من أصل 160 ألفاً غادروا في مرحلة سابقة، وكثيراً ما تعرضت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لهجمات دامية، منذ بدء الصراع هناك؛ وهو ما أدى إلى مقتل الآلاف منهم، وفرار أعداد كبيرة إلى دول الجوار في مخيمات للإيواء أقيمت في تركيا ولبنان والأردن، وتمكن عدد من هؤلاء اللاجئين من الوصول بطريقة صعبة إلى قطاع غزة، بعد وصولهم إلى مصر.

المصدر: alkhaleejonline

الاخبار العاجلة