حالة تعبئة في العالم للتصدي لكورونا وبارقة أمل في الصين

19 مارس 2020آخر تحديث :
حالة تعبئة في العالم للتصدي لكورونا وبارقة أمل في الصين
صدى الاعلام _ رام الله : أعلنت كل من أوروبا إلى استراليا مرورا بدول بقيت مشككة لفترة طويلة، بات العالم في حالة تأهب قصوى في مواجهة فيروس كورونا المستجد، على الرغم من بارقة أمل جاءت من الصين حيث لم تسجل أي إصابة جديدة من منشأ محلي.

ولمواجهة ما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “عدو للإنسانية” أصيب به أكثر من 220 ألف شخص وأودى بحياة أكثر من تسعة آلاف حتى الآن، ويهدد بإغراق العالم في الركود، أعلن عن مساعدات بمئات المليارات في أوروبا والولايات المتحدة.

ويبدو أن البورصات الأوروبية رحبت بهذه الخطوات وانتعشت قليلا، اليوم الخميس، بعد تدهور في الأيام الماضية.

وإيطاليا هي البلد الذي يدفع الثمن الأكبر في القارة العجوز، مع اقتراب حصيلة الوفيات فيه من ثلاثة آلاف شخص، بينما يبدو أن الوباء لم يبلغ بعد “ذروته”، حسبما افادت وكالة فرانس برس في تقرير لها.

وبعد أسبوع على بدء تطبيق إجراءات العزل العام، سجلت ايطاليا أمس الأربعاء، وفاة 475 شخصا خلال 24 ساعة، في أخطر حصيلة تسجل في بلد واحد وقد تجاوزت حتى الأرقام الصينية في أوج انتشار المرض في ووهان، بؤرته الأولى.

بهذه الوتيرة، يمكن أن تتقدم إيطاليا التي بلغ مجموع الوفيات فيها 2978 شخصا، الخميس، على الصين، 3245 وفاة، لتصبح البلد الذي سجل فيه أكبر عدد من الوفيات.

وأعلنت السلطات الإيطالية أن إجراءات العزل “ستمدد عند انهائها” في الثالث من نيسان/ابريل كما كان مقررا.

ولم تعلن الصين الخميس عن أي إصابة منشأها محلي، في سابقة منذ بدء الوباء الذي ظهر في هذا البلد في كانون الأول/ديسمبر. وتحدثت السلطات عن 34 إصابة إضافية قادمة من الخارج.

صمت مثير للقلق

 

وفي اسبانيا، أعلنت السلطات عن حصيلة جديدة تتحدث عن وفاة 767 شخصا يشكلون زيادة نسبتها 30% خلال 24 ساعة، مع تجاوز عدد الإصابات فيها 17 ألفا، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة.

وتسبب فيروس كورونا في أول وفاة في بوركينا فاسو. وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيربرييسوس إن على إفريقيا أن “تستيقظ” وأن “تستعد للأسوأ“.

ويتجاوز الفيروس الحدود المادية والاجتماعية. فقد أعلن كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي لبريكست ميشال بارنييه أن التحاليل أثبتت إصابته بالفيروس، لكنه بدا مطمئنا بشأن حالته الصحية.

من جهتها، أعلنت السلطات الإيرانية حصيلة جديد للوفيات بالفيروس بلغت 1284 شخصا، مسجلة بذلك 149 وفاة إضافية عن الأرقام السابقة. لكن الأرقام التي أعلنها نائب وزير الصحة الإيراني علي رضا رئيسي تشير أيضا إلى تباطؤ في زيادة عدد المصابين الذي يبلغ 18407 ألفاً في جميع أنحاء البلاد.

وتستعد إيران للإفراج عن “حوالي عشرة آلاف سجين” بموجب عفو بمناسبة رأس السنة الإيرانية التي تحل غداً الجمعة 20 آذار/مارس من أجل “خفض عدد السجناء نظرا للوضع الحساس في البلاد” التي تعد الثالثة في عدد الوفيات.

وأعلن عن أول وفاة في روسيا أيضا، وعن أول إصابة في فيجي.

من جهتها، أعلنت بريطانيا حيث وصل عدد الوفيات الـى 137 شخصاً، إغلاق المدارس اعتبارا من الجمعة. وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو” إن أكثر من 850 مليون شاب، أي نحو نصف التلاميذ والطلاب في العالم، أغلقت مدارسهم.

ولمحاولة الحد من انتشار الفيروس، تتضاعف إجراءات فرض قيود على حرية التنقل. حيث شددت استراليا ونيوزيلندا القيود المفروضة على الحدود. وتفيد حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس أن أكثر من نصف مليار شخص في العالم يلازمون منازلهم.

 

 

أما فرنسا فتبدأ يومها الثالث من العزل، بينما أصبح وسط باريس أشبه بمدينة أشباح بعد أن كان يزدحم بالمارة.

وفي ألمانيا، دعت المستشارة ألألمانية أنغيلا ميركل مواطنيها إلى تنفيذ توصيات الحد من التنقل، مؤكدة أنه “لا بد منها لإنقاذ أرواح“.

وفي أماكن أخرى في العالم، ستغلق الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، بعدما قامت بلدان أخرى بخطوة مماثلة.

كما يتوقف العالم الاقتصادي تدريجيا بفعل التأثر من انتشار الفيروس عالمياً، فقد أعلنت مجموعتا “جنرال موتورز” و”فورد” تعليق إنتاجهما من السيارات في أميركا الشمالية. وأوقفت الولايات المتحدة الهجرة عبر تعليق منح التأشيرات من “معظم دول العالم” باستثناء الحالات الضرورية.

مستقبل الطيران مهدد

وتنغلق أوروبا على نفسها لمكافحة فيروس كورونا المستجد الذي سبب عددا من الوفيات أكبر من تلك المسجلة في آسيا، ودفع البنك المركزي الأوروبي إلى تقديم رد سريع بخطة مساعدة تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، فيما أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نداءً من أجل “التضامن المالي”. كما حذرت منظمة العمل الدولية من أن الوباء يهدد 25 مليون وظيفة في العالم في غياب رد دولي منسق.

من جهته، حذر المدير التنفيذي لشركة الطيران الألماينة “لوفتهانزا” كارستن سبور، اليوم الخميس، من أن قطاع الطيران سيحتاج لمساعدات حكومية لضمان استمراريته في حال استمرت أزمة كورونا بعد أن أوقفت شركته أكثر من 90% من رحلاتها.

وقال في بيان فصل فيه النتائج السنوية لعام 2019 التي نشرت الأسبوع الماضي، إنه “كلما طالت الأزمة أصبح من الصعب ضمان مستقبل قطاع الطيران في غياب مساعدات حكومية“.

كما أدى الوباء إلى تراجع البورصات في العالم ما دفع السلطات إلى الإفراج عن مساعدات اقتصادية بالمليارات. وفي هذا الإطار أعلن البنك المركزي الأوروبي تخصيص 750 مليار يورو لإعادة شراء ديون عامة وخاصة.

ودعا الرئيس ماكرون دول الاتحاد الأوروبي إلى القيام ب”تدخلات” في الميزانيات. وقال “من واجبنا نحن الدول الأوروبية، أن نكون حاضرين عبر تدابير ميزانية وتضامن مالي أكبر في منطقة اليورو”، مؤكدا أن “شعوبنا واقتصاداتنا بحاجة لذلك“.

من جهته، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطة للمساعدة الاجتماعية بقيمة مئة مليار دولار للعاملين المتضررين بآثار انتشار الفيروس، بينما تستمر المفاوضات حول خطة إنعاش أكثر طموحا. وقد تبلغ قيمتها 1300 مليار دولار.

وكان رد البورصات الأوروبية إيجابيا على هذه التحركات، إذ فتحت بورصة باريس على ارتفاع نسبته 2,11 بالمئة وفرانكفورت على زيادة 0,74 بالمئة.

من جهة أخرى ألغيت نشاطات ثقافية عديدة آخرها مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” التي كانت مقررة في هولندا في أيار/مايو المقبل. لكن لم يتخذ أي قرار بشأن دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو.

الاخبار العاجلة