الرأي السديد غير مسار الأحداث

19 مارس 2020آخر تحديث :
الرأي السديد غير مسار الأحداث
صدى الاعلام _ رام الله :  ليس سهلا على رئيس دولة إعلان حالة الطوارئ، وعلى وجه الخصوص في دولة فلسطين المحتلة، التي تعيش حصارا وقرصنة على أموالها من قبل دولة الاحتلال، اسرائيل، وتقليص المساعدات الدولية والتي شملت القطاع الصحي، لكن الحكمة والرأي السديد والجرأة تغير مسار الأحداث والنتائج إذا جاءت في وقتها.

جنب مرسوم الرئيس محمود عباس إعلان حالة الطوارئ، واجراءات الحكومة على الأرض، ابناء شعبنا دفع اثمان باهظة، وحمى مدننا من كرة النار التي كانت لتحرق لولا هذا القرار كل واحد فينا، وأوجعته في قريب او عزيز، كما حدث في بعض الدول التي استهترت في مواجهة الوباء او لم يملك ساستها زمام المبادرة، ما جعل فلسطين يشار لها بالبنان .

قرار الرئيس وما تبعه من اجراءات وقائية على الأرض لاقت اشادات من منظمة الصحة العالمية ومؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بحقوق الانسان، وصولا الى المواطن الذي يقع على عاتقه ان يترجم هذه القرارات والاجراءات بوعيه وانضباطه والتزامه، وبما يطلب منه كسر دورة تفشي وانتشار الوباء .

شهادة منظمة الصحة العالمية في فلسطين على لسان مديرها د. جيرالد روكنشواب بأن الحكومة الفلسطينية اتخذت إجراءات متقدمة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، وأن الحكومة ووزارة الصحة تقومان بإجراءات تفوق ما هو موصى به دولياً، يطمئن المواطن ويحفزه ان يكون جنبا الى جنب معها في كل اجراءاتها.

من جهته، أكد مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان عمار دويك أن اجراءات الحكومة كان فيها حزم وسرعة تصرف، وكانت رغم أن البعض اعتبرها مبالغ فيها، لكنها صحيحة، خاصة أن استراتيجية العالم في مواجهة الوباء تقوم على الوقاية، وان الوقاية من هذا الفيروس تعتمد بالدرجة الاولى على سلوك المواطن ووعيه، اضافة الى الاجراءات والجهود الرسمية، ولذلك على المواطنين الالتزام بالاجراءات الوقائية.

وأوضح ان الهيئة تراقب حالة الطوارئ، وان كل الاجراءات والتدابير تهدف الى تحقيق الهدف المعلن وهو محاصرة الوباء ومنع انتشاره، وبالتالي “نحن نقدر ذلك وعلى تواصل مع الجهات القضائية والداخلية للتخفيف من الاكتظاظ في مراكز الحجز، ونرى انه هناك تفهم كبير ومرونة عالية والجميع يعمل ضمن هدف وطني واحد هو منع انتشار الوباء وحماية ابناء شعبنا، وهذا يتطلب تضافر الجهود الرسمية والاهلية والقطاع الخاص للتكافل للتخفيف الاعباء عن الفئات الافقر في شعبنا”.

عضو مجلس بلدي كفر ثلث ايمن ابو ظاهر، قال: “كان قرار الرئيس مستنيرا وسبق وتفوق على الواقع الموجود، وإعلانه حالة الطوارئ نابع من مسؤولية عالية مربوطة بتقييم حقيقي للإمكانيات المتاحة”.

 

وأضاف: “لو انتظر تفشي الوباء لخرجت الامور عن السيطرة ودفعنا اثمانا باهظة، غير المعاناة لسنوات، فكان رغم صعوبة اتخاذ القرار جريئا وحاسما وحازما ويدل على رؤية عميقة وليس عاطفيا، وكان قراره مبني على الاستفادة من تجارب الدول وهو من اجرأ القرارات على مدى تاريخ السلطة الوطنية، وجنبنا الكثير من الخسائر وحمى الشعب الفلسطيني“.

 وتساءل ابو ظاهر: “ماذا لو لم يتم اتخاذ الاجراءات الوقائية في بيت لحم كبؤرة لانتشار الوباء، وتهاونت كما هو الحال في ايطايا وبعض الدول؟، من المؤكد انها كانت لتحدث كارثة فلذلك على السلطة اتخاذ مزيد من الاجراءات والنظر لتجربة الصين وايطاليا، وعدم التهاون .”

ولفت الى أن استهتار الاحتلال وتأجيل اجراءاته لاسباب سياسية يشكل خطرا داهما على شعبنا، واعداد الاصابات في اسرائيل تؤكد ذلك.

بدوره، ثمن نقيب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينيين إياد عثمان القرارات الجريئة غير المسبوقة التي اتخذتها الحكومة، والدور المميز والمشرف للكوادر الطبية والأجهزة الأمنية والإعلاميين والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وفرق الدعم النفسي والاجتماعي. كما طالبت النقابة بمزيد من الاجراءات والقرارات الحاسمة والسريعة في سبيل حماية شعبنا.

الإشادة بالجهود الفلسطينية من قبل المؤسسات الدولية التي تتابع الجهود للقضاء على الوباء، تؤكد ان فلسطين ورغم امكانياتها المحدودة، تبذل جهدا استثنائيا فاقت فيه غيرها من الدول.

وبهذا الخصوص قال رئيس خلية الأزمة الخاصة بوباء (كوفيد 19) في الأمم المتحدة، منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة جيمي ماكغولدريك إن “ما قام به الفلسطينيون يستحق التصفيق.

الاخبار العاجلة