صحف عالمية: أوروبا تواجه صعوبة في تطبيق الحجر الصحي.. وانقسامات بين مستشاري ترامب بشأن التعامل مع إيران

22 مارس 2020آخر تحديث :
صحف عالمية: أوروبا تواجه صعوبة في تطبيق الحجر الصحي.. وانقسامات بين مستشاري ترامب بشأن التعامل مع إيران

تناولت صحف عالمية الصعوبات التي تواجهها أوروبا في تطبيق الحجر الصحي، مع عدم أخذ السكان لفيروس كورونا على محمل الجد، وخروجهم للتسوق والتنزه وكأن شيئا لم يكن.

وركزت الصحف الصادرة اليوم الأحد على توقعات الخبراء لشكل العالم ما بعد زوال الفيروس، مشيرة إلى الجدل المحتدم في البيت الأبيض حول أفضل طريقة للتعامل مع إيران في الوقت الحالي وما يمكن فعله لدفعها للتفاوض المباشر.

الحجر الصحي في أوروبا

ركزت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية على التساؤلات حول إمكانية تطبيق السلطات الأوروبية قواعد الحجر الصحي على شعوبها التي اعتادت على حرية الحركة، ففي يوم الجمعة الماضي، خرج الفرنسيون للتسوق ككل أسبوع مضى في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من مرور 3 أيام على الحجر الصحي الذي فرضته الحكومة بهدف وقف انتشار فيروس كورونا.

وفي الوقت الذي طالبت فيه بممارسة ”التباعد الاجتماعي“ والبقاء في المنازل، استمر الناس في الخروج في فرنسا وأوروبا، وكانوا يتسوقون على مقربة من أكشاك السوق الصاخبة، ويتجولون بأعداد كبيرة في المتنزهات العامة، وفي بعض الحالات يسخرون من القيود الحكومية المختلفة المصممة للحفاظ على سلامتهم.

وخلال الأسبوع الماضي، حثت بعض الحكومات الأوروبية مواطنيها على أخذ الفيروس التاجي على محمل الجد من خلال فرض قيود صارمة على الحركة خارج المنزل، وبات السؤال الآن هو كيف يمكن للحكومات فعلاً تطبيق تلك القواعد، مع وجود الكثير من الناس على ما يبدو على استعداد لكسرها؟

الاستخبارات الإسرائيلية تواجه كورونا

سلطت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية الضوء على جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحشد وكالات المخابرات الإسرائيلية للمساعدة في احتواء الفيروس التاجي المستجد، وهو جهد يضمن شراء سريا لمجموعات اختبار من الخارج واستخدام تكنولوجيا تتبع الهاتف المخصصة لمكافحة الإرهاب لرسم خرائط انتشار العدوى.

وقال رئيس الوزراء في خطاب مساء الخميس، إن عددا غير معروف من مجموعات الاختبار التي حصلت عليها وكالة المخابرات الإسرائيلية ”الموساد“ سيتم استخدامها في مواقع إجراء الاختبار على الصعيد الوطني في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لإجراء آلاف الاختبارات يوميا.

ووصف مكتب نتنياهو المعدات بأنها ”ضرورية وحيوية“، لكنه رفض الكشف عن عدد المجموعات التي تم طلبها ومن أي البلدان، وقال مكتبه: ”نستغل كل قدرات الدولة بشكل كامل للمساعدة في التعامل مع الفيروس التاجي بما في ذلك الموساد والهيئات الأخرى“.

العالم بعد كورونا

أشارت مجلة ”فورين بوليسي“ إلى أن العالم سيتغير بعد زوال فيروس كورونا، فمثل سقوط جدار برلين أو انهيار بنك ”ليمان براذرز“، من شأن جائحة فيروس كورونا التي تعتبر حدثا مدمرا على مستوى العالم، أن يكون لها تداعيات بعيدة المدى.

مثلما أدى هذا الوباء إلى تعليق الحياة اليومية لمئات الملايين، وتعطيل الأسواق، وكشف كفاءة الحكومات أو انعدامها، فإنه بالتأكيد سيؤدي إلى تحولات دائمة في القوة السياسية والاقتصادية بطرق لن تظهر إلا لاحقا.

يشير الخبراء إلى أن هذا الوباء سيقوي الدولة ويعزز النزعة القومية، حيث ستتبنى الحكومات بجميع أنواعها إجراءات طارئة لإدارة الأزمة، وسيسعى الكثير منها للتمسك بتلك السلطات الجديدة عند انتهاء الأزمة.

سوف يسرع كوفيد-19 من تحول السلطة والنفوذ من الغرب إلى الشرق، وقد استجابت كوريا الجنوبية وسنغافورة بشكل أفضل، وكان رد فعل الصين جيدا بعد أخطائها المبكرة، بينما كانت الاستجابة في أوروبا وأمريكا بطيئة وعشوائية بالمقارنة.

ويعتقد أنه ما لم تتغير الطبيعة المتضاربة للسياسة العالمية، فإن الأوبئة السابقة، بما في ذلك وباء الإنفلونزا في 1918-1919، لم تنهِ تنافس القوى العظمى ولم تبشر بعصر جديد من التعاون العالمي، ولا يُتوقع أن هذا سيحدث مع كورونا.

ومع ذلك، من الممكن أن يشهد العالم تراجعاً إضافياً للعولمة، بينما يتطلع المواطنون إلى الحكومات الوطنية لحمايتهم، وتسعى الدول والشركات للحد من نقاط الضعف في سلاسل التوريد في المستقبل، وباختصار، سيخلق كورونا عالما أقل انفتاحا وأقل ازدهارا وأقل حرية.

أمريكا وإيران

تحدثت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية عن ظهور انقسامات ومناقشات متوترة بين مستشاري الرئيس ترامب فيما يتعلق بكيفية التعامل مع إيران وميليشياتها في العراق.

واندلع نقاش حاد بين الرئيس وكبار مستشاريه في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي، حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة تصعيد العمل العسكري ضد إيران التي يعيث فيها وباء كورونا خرابا.

وحثت إحدى المجموعات، بما في ذلك وزير الخارجية ”مايك بومبيو“ و“روبرت سي أوبراين“، مستشار الأمن القومي، على الرد الصارم على الهجمات الصاروخية التي أسفرت عن مقتل جنديين أمريكيين في قاعدة بشمال بغداد، مشيرين إلى أن الرد الصارم من شأنه أن يدفع قادة إيران المضغوطين لمحاربة كورونا، أخيرا إلى طاولة المفاوضات.

إلا أن وزير الدفاع ”مارك إسبر“ والجنرال ”مارك ميلي“، رئيس هيئة الأركان المشتركة، جادلا بأن البنتاغون ووكالات الاستخبارات ليس لديهم دليل واضح على أن الهجمات التي شنتها الميليشيات الشيعية ”كتائب حزب الله“، كانت بأمر من إيران، وحذرا من أن الرد على نطاق واسع يمكن أن يجر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع مع إيران وتمزق العلاقات المتوترة بالفعل مع العراق.

ويبدو أن الرأي السائد كان للجيش، حيث أذن ترامب بشن غارات جوية ضد 5 مستودعات لأسلحة الميليشيات داخل العراق، نفذت ليلاً للحد من الخسائر البشرية المحتملة.

الاخبار العاجلة