”فورين أفيرز“: للمرة الأولى في التاريخ الحديث ..“كورونا“ يجمع باحثي العالم على هدف واحد

22 مارس 2020آخر تحديث :
”فورين أفيرز“: للمرة الأولى في التاريخ الحديث ..“كورونا“ يجمع باحثي العالم على هدف واحد

ربما للمرة الأولى في التاريخ الحديث، تتركز جهود العالم بأسره على حل مشكلة واحدة وهي فيروس كورونا، الذي أصاب المجتمع الدولي بأكمله بالشلل، إذ يجاهد القادة والمواطنون من أجل الرد على هذا التهديد، الذي لا أحد يعرف بالتحديد إلى أين ستصل آثاره، وما إذا كانت تلك العواقب مؤكدة أم هي مجرد تخمينات.

وقالت مجلة ”فورين أفيرز“، في تقرير نشرته اليوم الأحد، إن علماء العالم يكثفون جهودهم من أجل الوصول إلى إجابات عن الأسئلة العديدة التي يثيرها كورونا، ويعمل الخبراء داخل وخارج المعامل، من أجل تقديم أفضل المعلومات للمواطنين، وتنسيق أولويات البحث العالمي، وأمور أخرى.

ففي ظل السرعة الهائلة التي انتشر بها المرض خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فإن العلماء اكتشفوا بعض المعلومات الأساسية حول فيروس كورونا، وأفضل الطرق للتصدي إلى مسببات المرض، ونشر علماء صينيون في كانون الأول/ديسمبر الماضي بحثا عن التسلسل الجيني للفيروس الجدي؛ ما سمح للمهتمين بالبحث العلمي على الصعيد الدولي في تطوير اختبارات التشخيص، واستكشاف وسائل العلاج.

وأضافت ”فورين أفيرز“ أنه ”رغم هذا الجهد الرائع، فإن هناك حاجة ماسّة لمزيد من العمل الذي يحتاجه العالم على وجه السرعة. هناك الكثير من الأمور التي لم يصل العلماء إلى معرفتها بشكل كامل حول الفيروس، ومن بينها آليات العدوى، إضافة إلى إمكانية ظهوره مرة أخرى على طريقة الموجات التي حدثت في عام 1918 إبان الأنفلونزا الإسبانية، وما إذا كان الفيروس الجديد يستطيع التحوّر، وكيف يمكن للعوامل البيئية ودرجات الحرارة أن تؤثر على انتشاره“.

وأكدت أن هناك أسئلة كثيرة لم يتم التوصل إلى إجابات واضحة عنها، من بينها لماذا تختلف ردود الفعل للعدوى من شخص إلى آخر، وما إذا كان هؤلاء الذين أصيبوا بالعدوى لديهم مناعة سواء أكانت قصيرة الأجل أم طويلة الأجل، في حين يسابق الباحثون الزمن من أجل الوصول إلى خيارات لتطوير العلاج، واختبارات اكتشاف الفيروسات، والتي يتعين أن تكون دقيقة وسريعة ويمكن أن تكون متاحة محليا.

لا تعرف الأمراض المعدية الحدود، ولا يمكن الوصول إلى معلومات دقيقة لمحاربتها، لكن كورونا أدى إلى توحيد جهود العلماء والباحثين في العالم، من خلال تبادل المعلومات والخبرات المشتركة.

وحذّر التقرير من عواقب الخلافات السياسية بين الدول على إمكانية الوصول إلى حلول عاجلة لوقف تفشي فيروس كورونا، رغم التعاون العالمي الظاهر حاليا بين جميع المؤسسات العلمية الدولية، منوها إلى أن ”التوترات بين الولايات المتحدة والصين تهدد بعرقلة التقدم في مجالات البحث العلمي في مكافحة كورونا، فخلال السنوات الماضية أعربت الولايات المتحدة عن قلقها المستمر من تجسس الصين عليها، إضافة إلى عمليات نقل التكنولوجيا، وهو ما أدى إلى التأثير سلبا على التعاون العلمي بين الدولتين“.

ورصد التقرير أسباب تفوق كوريا الجنوبية في مكافحة انتشار فيروس كورونا المطور، وقال إن ”كوريا الجنوبية استفادت تماما من دروس تفشي فيروس سارس 2003، وكانت مستعدة تماما لمواجهة كورونا، بناء على الدروس المستفادة من تجربتها قبل 17 عاما، ونجحت سول في التصدي للمنحنى التصاعدي الخاص بانتشار الفيروس المطور، من خلال نظم الرعاية الصحية المطور لديها، الذي نجح حتى الآن في استيعاب الحالات المرضية والتعامل معها بكفاءة، التجربة الكورية تثبت أهمية الاستفادة من دروس الماضي، وحقيقة أن الأسس التي يتم وضعها في الأوقات الجيدة تكون شديدة الأهمية في مثل هذه التوقيتات الحرجة“.

الاخبار العاجلة