صدى الاعلام _ رام الله : واصلت الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء تغطية انتشار فيروس كورونا، إذ شككت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية بالإحصاءات الروسية المعلنة عن عدد مرضى الفيروس القاتل، فيما تحدثت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية عن معاناة أمريكيين آسيويين من العنصرية بعد انتشار الوباء.
وركزت ”واشنطن بوست“ على هدوء الأوضاع في روسيا على الرغم من اضطراب العالم بأكمله بسبب فيروس كورونا، حيث لا تزال المطاعم مفتوحة، ولا يوجد تهافت على ورق التواليت، وتبدو شوارع موسكو دون تغيير تقريبا وسط الوباء.
ومع ذلك لا تزال روسيا، الممتدة عبر قارتين دمرهما فيروس كورونا، حالة استثنائية، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 145 مليون نسمة، ولكنها لم تشهد سوى 495 حالة مؤكدة بالمرض وحالة وفاة واحدة فقط.
وأثارت الإحصائيات شكوكا حول كل من طريقة الاختبار وما إذا كان الارتفاع على مستوى الدولة في حالات الالتهاب الرئوي يمكن أن يكون مرتبطا بكورونا، كما يعتقد بعض الأطباء ومنتقدي الحكومة.
وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن ”الوضع في بلادنا يبدو أفضل بكثير“ من أوروبا وإنه ”تحت السيطرة“، إلا أن التلفزيون الحكومي أظهر أن بوتين كان يرتدي بدلة واقية كاملة أثناء زيارته لأحد مستشفيات كورونا في موسكو أمس الثلاثاء.
وشكك عمدة موسكو في أن عدد الحالات ربما يكون أعلى بكثير مما تم تأكيده بسبب قيود الاختبار. وقال العمدة سيرجي سوبيانين ”حجم الاختبار منخفض للغاية، ولا أحد يعرف الحجم الحقيقي للانتشار“.
”الفيروس الصيني“
وسلطت ”الإندبندنت“ الضوء على ادعاء النشطاء الحقوقيين أن مئات من الأمريكيين الآسيويين تعرضوا لاعتداءات عنيفة الشهر الماضي بسبب عنصرية ”الفيروس الصيني“ الذي أشار إليه الرئيس دونالد ترامب وآخرون.
ووسط الانتقادات التي تشير إلى أن الاستخدام المتكرر لعبارة ”الفيروس الصيني“ من قبل ترامب وبعض كبار مسؤوليه كان عنصريا، قال نشطاء حقوقيون إن هناك زيادة ملحوظة في الهجمات العنيفة على الأمريكيين الآسيويين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إضافة إلى الإساءة اللفظية والخطابات العنصرية الأخرى التي عانى منها أفراد المجتمع.
ورحب النشطاء بالدعوة العامة للرئيس هذا الأسبوع لحماية الجالية الأمريكية الآسيوية في البلاد، إلا أنهم انتقدوا تأخره.
وقال جون يانغ، رئيس منظمة الآسيويين الأمريكيين الذين يطورون العدالة ”منذ يناير، ونحن نعرب عن القلق بشأن المشاعر المعادية لآسيا والأشخاص الذين يستخدمون مصطلحات غير معترف بها من قبل الخبراء الطبيين لـ كوفيد-19، ولتجنب المصطلحات التي تلقي باللوم على المجتمعات مثل كونغ فلو أو الفيروس الصيني، ولسوء الحظ، شهدنا زيادة كبيرة في عدد الحوادث وحدوث عنف جسدي ضد الأمريكيين الآسيويين، إذ تظهر السجلات 400 حادثة عنف في واشنطن فقط خلال الـ 21 يوما الماضية.
ضوابط إسبانية صارمة
تحدثت صحيفة ”فايننشال تايمز“ البريطانية عن تأكيد مسؤولة إسبانية في مدريد في مركز استجابة البلاد لانتشار وباء كورونا، أنه من المتوقع أن تشهد البلاد في الأيام القادمة تقدما في السيطرة على انتشار الفيروس نتيجة اعتماد الضوابط الاجتماعية الصارمة.
وبعد أن سجلت مدريد 272 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية، أي أكثر من أي مدينة في إيطاليا خلال نفس الفترة، قالت عمدة مدريد إيزابيل دياز أيوسو إن الإغلاق السريع والتعبئة السريعة للموارد والتنسيق الوثيق مع القطاع الخاص كانت ضرورية لمحاربة الفيروس.
وقالت دياز للصحيفة من غرفة فندق منعزلة، حيث تبقى منذ أسبوع بعد إصابتها بفيروس كورونا ”نحن الآن في الوقت الذي لا تزال فيه موجة الوباء في ارتفاع ولا يزال هناك العديد من الحالات القادمة، لكننا سنرى في غضون أيام قليلة تأثير التدابير التي اتخذناها، ما سيخفض الضغط عن النظام الصحي وبعد ذلك يمكننا مساعدة مناطق أخرى في إسبانيا“.
تحويل ”إكسل لندن“ إلى مستشفى
وأشارت صحيفة ”التايمز“ البريطانية إلى تحول أرض المعارض في لندن إلى مستشفى في ظل انتشار فيروس كورونا، إذ أعلن وزير الصحة البريطاني أن مركز مؤتمرات إكسل لندن سيتم تحويله إلى مستشفى ميداني تابع لهيئة الصحة وقادر على استيعاب 4 آلاف مريض بالفيروس التاجي.
وقال البرلماني البريطاني، مات هانكوك، إن المنشأة الطبية المؤقتة، التي تم إنشاؤها بمساعدة القوات المسلحة البريطانية، ستسمى مستشفى ”إن إتش إس نايتنغال“، وسيفتتح المستشفى في شرق العاصمة البريطانية الأسبوع المقبل مبدئيا بسعة 500 سرير، وجميعها مزودة بأجهزة تنفس صناعي وأكسجين، ومن المقرر أن يتم بناء جناحين بسعة 4000 سرير في المجموع.
