راشد الغنوشي – داعش حالة تعبر عن الاسلام الغاضب

18 أكتوبر 2016آخر تحديث :
راشد الغنوشي – داعش حالة تعبر عن الاسلام الغاضب

صدى الاعلام – 18-10-2016

تناقلت مواقع تونسية تسجيلاً صوتياً لرئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي يقول فيه لإذاعة «موزاييك» الخاصة إنه لا يمكن تكفير “الدواعش”، مضيفاً أنّه لا يمكن أن نكفّر أحداً يقول “لا إله إلاّ الله”.
ورأى الغنوشي على هامش أشغال اجتماع مجلس شورى حركة النهضة أن واقع تنظيم داعش هو ”حالة متوترة وغاضبة”. وأوضح ”أنا لا أبحث لهم عن مبرر هم صور من صور الإسلام الغاضب “.

ونقلت صحيفة القدس العربي عن الغنوشي  تفسيره لظاهرة تنظيم «الدولة الإسلامية» حيث اعتبر الغنوشي  «أن الإسلام الآن في حالة غضب والغاضب أحياناً يخرج عن طوره، ويعبر تعبيرات غير معقولة حتى تخاله مجنوناً، ما حصل وما تعرض له السنة في العراق والسنة في سوريا يخل العقل». و»عندما يفهم الناس انه ليس بالإمكان تشييع سوريا والعراق. عندما تفهم إيران هذا ويفهم الآخرون عندئذ المجانين لن يبقى لهم مكان».

هذا التصريح استحضر ردودا مستنكرة وتحديدا من قبل المفكرين الذين يرون ان التطرف والارهاب لا يمكن تبريره او ربطه باي شكل بالاسلام وتعليقا على ذلك كتب الدكتور جميل عبد النبي على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك :

“بالنسبة لي كان تصريح الشيخ راشد الغنوشي صادما ومحبطا !! فلقد كنت أرى في الرجل صورة مختلفة لا تشبه تلك الصور الغارقة في الرجعية والتشدد ، وفيما يبدو فلقد كنت قصير النظر حيث عجزت عن اكتشاف مواطن الشبه بينه وبين الآخرين !! يقول الشيخ راشد الغنوشي عن التطرف والإرهاب الذي تمارسه داعش وأخواتها : أنه تعبير عن صورة الإسلام في حالة الغضب ، بسبب ما يتعرض له أهل السنة في كل من العراق وسوريا !!!
وبغض النظر عن استحضار الشيخ راشد الخاطئ للبعد الطائفي ، حيث أن إرهاب داعش وأخواتها موجه للكل الإنساني ، وليس لطائفة بعينها ، فإن أخطر ما في قوله يكمن في محاولة تبرير تلك الوحشية التي لا تمت للإسلام ولا للإنسانية بأي صلة ،،، ما يعني أن داعش هي بنت الإسلام نفسه ، وصورة من صوره التي يمكن أن يكشف عنها ساعة اللزوم .
وباختصار .. فإنني أرى في هذا التصريح أسوأ ما صدر عن الرجل طوال مسيرته الفكرية والثقافية ، فالإسلام يا سماحة الشيخ لا يمكنه ان يكون بكل هذا القبح ، لا وهو في حالة غضب ولا وهو في حالة رضا ، لا مع الخصوم ولا مع الأصدقاء ، حتى وهو يحث على قتال المعتدين ، إنما يفعل ذلك وقفا لاعتدائهم وإرهابهم اما إن انتهوا ” فلا عدوان إلا على الظالمين “
الإسلام الذي بطالبنا بالعدل مع من نحب ومن نكره ، مع من يحسن إلينا ومن يسيء إلينا ” ولا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ” لا يمكنه ان يقر تلك الصور التي شوهت الوعي الإنساني كله ، وأحدثت للضمير الإسلامي بل والإنساني صدمة ، من الصعب تجاوزها ولو بعد عشرات وربما مئات السنين !!
الإسلام لا يعرف الغضب بهذه الطريقة الجنونية ، حتى بدعوى الثأر ” ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل ” ولا يطلق وحوشا كاسرة تأكل الأخضر واليابس هكذا دون اي ضابط .
من قال ان للإسلام غضبة تجعل منه وحشا يتفنن في اختيار ابشع وسائل القتل ؟! الإسلام ليس وحشا ، إنما نحن المتوحشون لأننا لا ننتمي إليه حقيقة ، وإنما لتلك المقولات التراثية التي غيبت دين الله عز وجل وحلت مكانها ..
أرجوك سماحة الشيخ .. أعد نسبة هذا التصريح لنفسك انت ولفهمك انت ، ولا تلصق بالإسلام ما يسيء إليه ويعزز من قبح الصورة التي رسمها أعداؤه له ، فأنت كمن يقدم لهم هدية على طبق من ذهب ، لطالما ارهقوا أنفسهم في محاولة إثباتها ، وهي ان الإسلام والإرهاب شيء واحد ، وإني اراهم الآن يبتسمون ويشيرون إليك بالبنان ويقولون : ها قد شهد شاهد من اهلها .. وأي شاهد .. إنه الشيخ راشد الغنوشي .”

3

من جانبه كتب حمدي فراج :

“زعيم تونس الديني الوسطي “اخوان مسلمين” راشد الغنوشي ادلى بتصريح نوعي من ان داعش حالة تعبر عن الاسلام الغاضب ، ولا يمكن تكفيرها لطالما انها تشهد بأن لا اله الا الله . وحين حاول التفسير والاستزادة قال للقدس العربي ” أنّ الإسلام الآن في حالة غضب، والغاضب أحيانا يخرج عن طوره، ويعبر تعبيرات غير معقولة حتى تخاله مجنونا ” .

 “كأن الغنوشي الذي جاء على صهوة ثورة الفقراء من منفاه الباريسي ، اراد ان يقول ممنوع اخراج داعش ولا النصرة ولا امهما القاعدة من صفوف الاسلام ، وممنوع على اي كان اعتبار الاسلام بريء من هؤلاء ، بل انهم جزء منه لا يجوز حتى تكفيره ، فما بالكم بمحاربته ، ولا حتى بمحاولة تخليص الموصل من براثنه ، التي ابتدأها الجيش العراقي والحشد الشعبي اليوم .”

بدورها أكدت حركة «النهضة» التونسية في تعقيبها على التصريح : أنها حزب سياسي وليست مؤسسة دينية كي تصدر فتاوى، مشيرة إلى أن التصريحات المنسوبة لرئيسها حول عدم تكفير عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» أخرجت من سياقها حسب بيان رسمي للحركة .

 

الاخبار العاجلة