ببساطة، الحمل الفيروسي هو الكمية الإجمالية للفيروس الموجودة داخل جسم الإنسان. وعادة ما يشير هذا المصطلح إلى كمية الفيروس القابلة للقياس في مادة معينة، مثل الدم أو البلازما.

ويستخدم هذا الاسم بشكل شائع لتحديد كيفية استجابة مريض فيروس نقص المناعة البشرية للعقاقير المضادة للفيروسات.

فعلى سبيل المثال، المريض الذي يستجيب بشكل جيد لبعض أنواع الأدوية قد يرى انخفاضًا في حمله لكم الفيروسات داخل جسمه.

الحِمل الفيروسي وفيروس كورونا

شاع استخدام مصطلح كوفيد 19 في فترة انتشار وباء كورونا، وهو المرض الذي يصاب به الشخص حال انتقال عدوى فيروس كورونا له.

وفقًا للدكتور إدوارد باركر، وهو زميل باحث في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فإن التقارير الأولية للمصابين بمرض كوفيد 19 جراء عدوى فيروس كورونا في الصين، أشارت إلى أن الحِمل الفيروسي كان أعلى لدى المرضى الذين يعانون أمراضا أخرى أكثر حدة، مقارنة بمرضى كوفيد 19 ممن لا يعانون أي أمراض خطيرة.

وهذا هو الحال أيضًا بالنسبة للفيروسات الأخرى مثل السارس أو الأنفلونزا الموسمية. فعندما يصاب شخص بفيروس ما، فإن الفيروس يتكاثر في خلايا جسم الإنسان من خلال إيجاد بيئة خصبة للتكاثر والانقسام.

وتؤكد إحدى الدراسات التحليلية التي نشرتها مجلة لانسيت الطبية أن الحِمل الفيروسي لدى مرضى كوفيد 19 يكون في ذروته في بداية الإصابة بالمرض، مما يفسر السبب في سرعة الانتشار للوباء.

لذا، يتبادر في الأذهان لدى العديد السؤال في كيف السبيل للحد والتخلص من الحِمل الفيروسي في الجسم؟

حتى الوقت الحالي، لم يتم اكتشاف أي دواء أو لقاح لمرض كوفيد 19، كما هو الأمر لتأثير العقاقير التي يتم تناولها حال الإصابة بالفيروسات الأخرى مثل الانفلونزا.

لذلك، حتى يتم تطوير العلاج أو اللقاح، تفرض البلدان في جميع أنحاء العالم شروطًا صارمة على سكانها لمحاولة الحد من انتشار فيروس كورونا.

وفقاً للدكتور باركر، فإن من الأهمية بمكان أن يحاول الناس الحد من تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا.

ويشير الدكتور باركر إلى أن كمية الفيروس التي يتعرض لها الشخص في بداية العدوى تدعى بـ”الجرعة المعدية”.

وبالنسبة للإنفلونزا فإن التعرض الأولي للمزيد من الفيروسات -أو الحصول على الجرعة الأعلى من العدوى- تزيد من فرصة المرض ونقل العدوى للآخرين.

ويضيف باركر أن الدراسات التي أجريت على الفئران أيضا أظهرت أن التعرض المتكرر لجرعات منخفضة من الفيروس قد يكون معديا مثل التعرض لجرعة واحدة عالية.

يقول باركر: “بشكل عام، من المهم أن نحد من أي تعرض محتمل للإصابة بفيروس كورونا، سواء كان هذا للأشخاص الذين يعانون أعراضا شديدة، كالسعال الشديد، أو حتى للأشخاص الذين يعانون أعراضا بسيطة كالعطس أو السعال البسيط. وإذا شعر شخص ما بتوعك، فيتوجب الالتزام بإجراءات العزل الذاتي الصارمة للحد من فرص تعرض الآخرين للإصابة بالفيروس.

لكن ماذا يعني ذلك فعليا؟
إذا كانت كمية الفيروس في دم الشخص عند الإصابة الأولى تتعلق بشكل مباشر بخطورة المرض الذي يعاني منه، فمن الأفضل تقليل خطر التعرض للإصابة بالفيروس بجرعات أعلى.

على سبيل المثال، إذا كنت في مقهى أو في مكان مزدحم وكان هناك عدد كبير من الناس ممن هم مصابون بفيروس كورونا في ذلك المكان، ولكن لا تظهر عليك أعراض المرض، فإنك سوف تستنشق الجزيئات الناقلة للفيروس عبر الجهاز التنفسي وستصاب حتما بالمرض.

وهذا يعني أنك ستمتص حمولة فيروسية عالية، والتي يمكن أن تكون كبيرة لدرجة أنها تتجاوز نظام المناعة لديك وتسبب لك مرضًا خطيرًا ومضاعفات أخطر.

وعلى النقيض من ذلك، إذا جلست مع شخص واحد يعاني الإصابة بالفيروس، فستحصل على حمل فيروسي أقل، وسيكون لجهاز المناعة عندك فرصة أكبر لمحاربة الفيروس، ومضاعفاته.

ولهذا يعزى سبب انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع في المدن الكبرى، حيث من المرجح أن يتجمع الناس في مجموعات كبيرة وفي أماكن ضيقة -كوسائل المواصلات والنقل العام على سبيل المثال- ويحصلوا على حمولة أولية كبيرة من الفيروس.

وبالتالي؛ سيقوموا بنقل العدوى بجرعات متفاوتة في منازلهم وإلى أسرهم وأصدقائهم، فيما إذا لم يتبعوا النصائح المتعلقة بالعزل الذاتي والابتعاد الاجتماعي.

ماذا عن الأمر داخل المنزل؟

إذا كنت تعيش في منزل كبير وكنت مصابًا بالعدوى، ينصح بالابتعاد عن الآخرين- خاصة إذا كانوا من بين الأشخاص المصنفين على أن مناعتهم ضعيفة وعرضة للتعرض للمرض بشكل أكبر.

فإذا كان جميع المصابين يجلسون في غرفة واحدة معًا، يمكن لذلك الأمر زيادة الحِمل الفيروسي لجميع الأفراد وزيادة المرض ومضاعفاته؛ وكذلك إصابة الأصحاء ممن لم يصابوا بعد بفيروس كورونا.