اسرائيل وتمردها على القرارات الدولية

18 أكتوبر 2016آخر تحديث :
اسرائيل وتمردها على القرارات الدولية

بقلم: حديث القدس – القدس

مواصلة اسرائيل تمردها على القرارات الدولية التي تؤكد على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني يحتاج الى وقفة جادة من المجتمع الدولي، لأن من شأن عدم وضع حد لها التمرد، أن يؤدي بدولة الاحتلال الى التمادي وبالتالي فقدان المنظمة الدولية، أي الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها، الهيبة المنقوصة أصلا بسبب كيلها بمكيالين في العديد من القضايا الدولية.

ففي بعض القضايا ترى الأمم المتحدة وأجهزتها التنفيذية تتخذ القرارات بصورة سريعة وتقوم بتنفيذها، كما حصل في التدخل الدولي في ليبيا، حيث جرى تنفيذ القرار الدولي بالسرعة القصوى في حين ترى هذه الهيئة الدولية بل الهيئة الأعلى على المستوى العالمي تتخذ القرارات التي تدين الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية على شعبنا ومقدساته وممتلكاته، إلا أنها لا ترغم اسرائيل على الانصياع لهذه القرارات وتنفيذها.

صحيح ان اسرائيل في تمردها وتحديها للقرارات الدولية تستمد ذلك من دعم الولايات المتحدة الأميركية لها، التي تمنع صدور أي قرار دولي يرغم اسرائيل على تنفيذ القرارات الصادرة بحقها، وصحيح ايضا ان الولايات المتحدة تهيمن على العديد من منظمات الأمم المتحدة وتسيرها وفق مصالحها ومصالح حلفائها، إلا أن ذلك لا يمنع هذه الهيئة الدولية من العمل بجد من أجل تنفيذ قراراتها وحمايتها من التحدي الاسرائيلي لها.

فعلى سبيل المثال تحدت اسرائيل قرار منظمة اليونسكو الذي أكد أن المسجد الأقصى هو إسلامي ولا حق لاسرائيل واليهود فيه، وكذلك الأمر بالنسبة لحائط البراق، وصعدت من انتهاكاتها واقتحاماتها للمسجد لدرجة ان أحد وزراء حكومة نتنياهو الأكثر تطرفا وعنصرية دعا للاعتصام أمام حائط البراق احتجاجا على قرار منظمة اليونسكو. ان المنظمة الدولية التي تعتبر أعلى هيئة عالمية للحفاظ على الأمن والاستقرار في العالم وحماية الدول الضعيفة من غطرسة القوة التي تملكها الدول الكبرى وتحديدا الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، يجب عليها القيام بالمهام الموكلة اليها في إحقاق الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا وتنفيذ قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية وعدم الكيل بمكيالين وعدم الرضوخ للدول الكبرى، وإلا فإنها في الطريق الى فقدان مصداقيتها أمام كافة شعوب العالم وبالتالي فإن وجودها من عدمه يصبح واحدا.

كما أن التغاضي عن التمرد الاسرائيلي وتحديها للقرارات والقوانين والأعراف الدولية واستهتارها واستخفافها بإرادة المجتمع الدولي يعني ان العالم ينزلق نحو سيادة شريعة الغاب التي يأكل فيها القوي حق الضعيف، وهذا سيؤدي الى عودة الحروب العالمية وتدمير الحضارة العالمية ومنجزات الشعوب وحضاراتها كما هو حاصل الآن في بعض دول المنطقة.

ان الحل الوحيد للحيلولة دون وصول الأمور الى هذا الدرك الأسفل، هو أن تقوم هيئة الأمم المتحدة بأخذ دورها الذي وجدت من أجله وهو إحلال السلام في العالم ومنع عودة الحروب والدمار، وهذا الأمر لا يتأتى إلا من خلال منعها لأي قوة دولية من التدخل في شؤونها وعدم الكيل بمكيالين في القضايا الدولية وخاصة المتعلقة بحقوق الشعوب. فلا يعقل ان يتواصل الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية عدة قرون والذي يعد آخر وأطول احتلال في العالم دون ان تتخذ أية خطوة عملية ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي.

ان المنظمة الدولية على المحك في هذه المرحلة وعلى الأمين العام الجديد لها العمل على إعادة الاعتبار لها ولقراراتها من خلال تنفيذ هذه القرارات وفي مقدمتها قرار إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية تمهيدا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

الاخبار العاجلة