إلى متى يستطيع الأوروبيون تحمل عزلة ”كورونا“؟

29 مارس 2020آخر تحديث :
إلى متى يستطيع الأوروبيون تحمل عزلة ”كورونا“؟

يلجأ المواطنون الأوروبيون في القارة الأوروبية العجوز، التي اعتبرتها منظمة الصحة العالمية منطقة موبوءة، إلى طرق مبتكرة لمواجهة الملل الناتج عن تطبيق إجراءات الحجر الصحي في ظل انتشار فيروس كورونا.

وقالت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، في تقرير نشرته اليوم الأحد، إن مواطني أوروبا يسعون إلى إيجاد وسائل ترفيهية خارج الصندوق، من أجل مواجهة الآثار النفسية السيئة لعزلهم في المنازل.

وحول ما اعتبرته الصحيفة ”طرق تجنب الجنون والانهيار العصبي“، أضافت، ”في إيطاليا يلجأون إلى الغناء ويتبادلون وصفات الطهي، أما في فرنسا فيقضون أوقاتهم بالدعابة، وفي إسبانيا أصبحت السلالم بمثابة أجهزة لممارسة رياضة الجري“.

في الوقت الذي يقبع فيه مئات الملايين من الأوروبيين في منازلهم وفقا لإجراءات العزل الصحي، فإنهم يحاولون الوصول إلى طرق مبتكرة للاستمتاع بأوقاتهم، حتى لا يكونوا عرضة للآثار السلبية النفسية الخطيرة الناتجة عن هذا الحصار الذاتي.

ففي إيطاليا التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة، حيث يعيشون في العزل منذ التاسع من آذار/مارس الجاري، فإن هناك تضحيات مطلوبة من هذا الشعب، كما تقول سارة راغينيلي، الطبيبة النفسية، التي أشارت إلى أن الإيطاليين يعيشون في دراما مأساوية، تفرض تحديات على الحالة الصحية العقلية لديهم.

فقد لجأ الإيطاليون إلى الاستشارات الطبية عبر الإنترنت من وزارة الصحة، التي حذرتهم من مخاطر الإفراط في الخوف من هذا الوباء، في ظل منع المعانقة أو الاقتراب من الآخرين.

وشارك أكثر من 9 آلاف طبيب نفسي في جهود محاربة الجانب السلبي للعزل الصحي بالنسبة للإيطاليين، من خلال تقديم استشارات هاتفية أو مصورة عبر الفيديو لمواجهة الآثار المدمرة نتيجة ارتفاع عدد الوفيات في البلاد.

الرياضة والدعابة

في فرنسا، يختلف الوضع نسبيا عن العزل الشامل في إيطاليا، حيث تم فرض العزل الجزئي، مع السماح للمواطنين بالخروج إلى الأسواق في حالة الضرورة، إضافة إلى ممارسة الرياضة والترويح عن الكلاب المنزلية.

وانتشرت فيديوهات للطرق التي استخدمها المواطنون هناك في الخروج من الحالة النفسية السيئة نتيجة تفشي فيروس ”كورونا“، ومن بينها ممارسة رياضة ركوب الدراجات أو كرة القدم على الطاولة، إضافة إلى استخدام الفكاهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أما في بلجيكا، التي دخلت في العزل الصحي الجزئي أيضا، فإنهم يحصلون على نصائح يومية من مركز إدارة الأزمة، التي تنصح الجميع بممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، مثل: الطهي، القراءة، والعناية بالحدائق.

نشاط إلكتروني

وسيطر النشاط الإلكتروني على ألمانيا، حيث تجمع ما يقرب من 42 ألف مبرمج ومصمم برمجيات لإطلاق حملة لملاحقة فيروس ”كورونا“، وتقديم المعلومات الخاصة بكيفية الوقاية، وتحسين وسائل الاتصال مع المستشفيات، وتوزيع الأطعمة على المشردين، ومساعدة المزارعين في توزيع المحاصيل.

وأشارت ”الغارديان“ في تقريرها إلى أن شرفات المنازل والأسطح أصبحت موقعا مهماً لممارسة التدريبات الرياضية، كما يستغل المواطنون الأوروبيون السلالم في نفس التدريبات وممارسة رياضة الجري، بينما قال أحد الآباء إن ابنته التي تعشق الكرة الطائرة تستخدم حاليا بكرة المناديل الفارغة بدلا من الكرة في ممارسة رياضتها المفضلة داخل المنزل لتجنب الخسائر في الأثاث المنزلي.

تفاؤل كاذب

ورغم كل هذه الأساليب المبتكرة في التخلص من الكآبة والآثار السلبية للعزل الصحي المنزلي، فإن هناك آراء رصدت أيضا مخاطر الإفراط في تلك السلوكيات على المدى البعيد.

وقال الطبيب النفسي الإسباني ألبيرت سولير إن هناك مخاطر كبيرة لما وصفه ”التفاؤل الكاذب“، مضيفا ”عندما تكون الأوضاع سيئة بالفعل، فإن الضغط على الإنسان كي يتظاهر بإيجابية الوضع يمكن أن يمثل خطورة عليه. الخداع النفسي على مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام خطير بالفعل، ويمكن أن يكون أخطر في الوقت الحالي“.

الاخبار العاجلة