كيف تسببت شركة ”ماهان“ للطيران في تفشي ”كورونا“ في إيران؟‎

31 مارس 2020آخر تحديث :
كيف تسببت شركة ”ماهان“ للطيران في تفشي ”كورونا“ في إيران؟‎

قالت مجلة ”فورين بوليسي“ إن هناك العديد من الأسباب التي جعلت إيران بمثابة ”البؤرة المشتعلة“ لفيروس كورونا المستجد، في منطقة الشرق الأوسط، من بينها محاولة الحكومة الإيرانية إخفاء تفشي الوباء، ونقص أجهزة الاختبار، وعدم فرض العزل الصحي على المدن والمزارات الشيعية، إضافة إلى الخرافات والتسييس، والدعاية التي تلقي باللوم على أعداء إيران، وافتقاد الجدية في التعامل مع الأزمة.

وأضافت في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء أنه ”من دون شك، فإن جميع هذه العوامل لعبت دوراً، ولكن هناك عنصر آخر غير معروف، ومشتبه به في جلب الوباء إلى إيران، وتسبب في تفاقم الوضع وانتشار الفيروس بشكل كبير وسط الشعب الإيراني، وهو شركة طيران إيرانية خاصة، على صلة بالجيش الإيراني، وتخضع لعقوبات من جانب الولايات المتحدة، واصلت رحلاتها الجوية من وإلى الصين، وإقليم ”ووهان“، بعد أسابيع من تفشي الوباء“.

شكوك واسعة حول دور ”ماهان للطيران“

بهرام بارساي، عضو البرلمان الإيراني، أشار مؤخرا إلى شركة ”ماهان للطيران“، وهيئة الطيران المدني الإيرانية، بوصفهما المشتبه بهما بشكل كبير في التفشي المدمر لفيروس ”كورونا“ في إيران، و الأمر الذي جعل تلك الشكوك تسير نحو الأسوأ هو البيانات المتناقضة والمعلومات المضللة التي صدرت عن مسئولي ومديري الشركة.

وأعلنت الحكومة الإيرانية، يوم 31 يناير الماضي، تعليق جميع الرحلات من وإلى الصين، ولكن معلومات الوصول والإقلاع الواردة من ”مطار الإمام الخوميني“ في طهران إضافة إلى المطارات الصينية، أظهرت أن رحلات ”ماهان للطيران“ بين الدولتين استمرت أسبوعا كاملا بعد الإعلان الإيراني عن وقف الرحلات، ومن بينها رحلة مباشرة إلى ”ووهان“ مصدر انتشار الوباء، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات أخرى استمرار الرحلات حتى شهر  مارس.

ورغم أن ”ماهان للطيران“ شركة خاصة، إلا أن لها علاقات مع ”الحرس الثوري“ الإيراني، و“فيلق القدس“، و“وحدة الاستخبارات والعمليات الخاصة“ التي صنفتها الولايات المتحدة إضافة إلى حكومات أخرى بوصفها منظمة إرهابية.

وتعرضت ”ماهان للطيران“ لعقوبات من واشنطن على خلفية نقل أسلحة وأفراد من الحرس الثوري الإيراني لمساعدة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية الوحشية المندلعة في سوريا.

تصريحات ورحلات مثيرة للجدل

في تغريدة على موقع ”تويتر“ يوم 2 فبراير، قال السفير الصيني لدى إيران ”تشانغ هوا“ إن الرئيس التنفيذي لشركة ”ماهان للطيران“ حميد أربانيغاد قال إنه يأمل في استمرار التعاون مع الصين.

بعد ذلك بيومين، انتقدت وكالة الطلاب الإيرانية شبه الرسمية استمرار تلك الرحلات الجوية، ولم تكن تلك هي المرة الأولى، ففي بيان صحفي زعمت ”ماهان“ أنها أنهت جميع رحلات الإجلاء الطارئة من ”ووهان“ ومناطق أخرى يوم 5 فبراير.

ولكن بعد هذا التاريخ، فإن ”ماهان“ استمرت في تشغيل الرحلات الجوية بين طهران و4 مدن صينية كبرى، وهي بكين، شنغهاي، غوانزو، وشينزين، حيث كانت هناك 55 رحلة على الأقل، وفقا للمعلومات الواردة من ”راديو فاردا“ المعارض.

وفي يوم 4 مارس، وبعد أسبوعين على إعلان أول حالتي وفاة في إيران نتيجة فيروس ”كورونا“، استمرت ”ماهان للطيران“ في رحلاتها إلى بكين وشنغهاي، إضافة إلى رحلاتها المباشرة إلى غوانزو وشينزين.

ثقة مفقودة

وأشارت ”فورين بوليسي“ إلى أن ”ماهان للطيران“ استمرت في تقديم معلومات مضللة حول رحلاتها الجوية إلى الصين، حيث زعمت يوم 20 فبراير أنها قامت بتسيير رحلات شحن لتقديم مساعدات إنسانية إلى الصين،  وأكدت توقف جميع رحلات الركاب، ولكن معلومات التتبع أشارت إلى أن هذه الرحلات كانت عبر طائرات تحمل ركابا ولم تكن طائرات شحن.

وتبدو هذه المعلومات أكثر مصداقية، لأن إيران تعاني أساسا نقص الأقنعة والأدوية والمطهرات والمعدات الطبية، نتيجة للعقوبات الأمريكية، وبالتالي فإنه من الصعب تخيل أن إيران سارعت إلى تسيير عشرات الرحلات المحملة بالمساعدات الصحية إلى الصين، في الوقت الذي تفشى فيه الوباء سريعا في الداخل.

وطالب الرئيس الإيراني حسن روحاني الإيرانيين بالثقة في الحكومة وجهودها لاحتواء الوباء، ولكن الثقة بين الشعب والقيادة أصبحت هشة بصورة خطيرة، في ظل رفض الحكومة الكشف عن البيانات الحقيقية الخاصة برحلات ”ماهان للطيران“.

كما أن التكهنات المتصاعدة في إيران حول المصدر الرئيس لتفشي وباء ”كورونا“ تهدد بإطلاق موجة من مشاعر العداء تجاه كل ما هو صيني في إيران، ومن ضمن ذلك الآلاف من العمال والتجار والطلاب الصينيين في إيران، بحسب ”فورين بوليسي“.

ويمكن أن تضع هذه المشاعر طهران في موقف أكثر صعوبة مع بكين، ويمكن أن تقوّض قبضة النظام على الحكم، خاصة بعد أن شهدت إيران مظاهرات عنيفة غير مسبوقة ضد النظام في الأشهر الأخيرة، إضافة إلى تسجيل أقل نسبة مشاركة في الانتخابات البرلمانية الإيرانية منذ اندلاع الثورة الإسلامية.

الاخبار العاجلة