”الأوبزرفر“ تحذر من ”مجزرة“ في الدول النامية بسبب موجات متتالية لـ“كورونا“

6 أبريل 2020آخر تحديث :
”الأوبزرفر“ تحذر من ”مجزرة“ في الدول النامية بسبب موجات متتالية لـ“كورونا“

تحت عنوان ”دراما دون نهاية للدول الفقيرة في أزمة كورونا“، تساءلت صحيفة ”الأوبزرفر“ البريطانية في مقالة افتتاحية أنه ”إذا كانت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والصين تجاهد من أجل احتواء فيروس كورونا، فما هي فرص ملايين البشر في الدول الأقل تطورا؟“.

تقول الصحيفة إنه ”أمر مروع أن ترى الكارثة وهي مقبلة، دون أن تكون قادرا على منعها. هذا ما سنراه إذا كانت لدينا الجرأة على النظر خلف الجدران والحواجز المحيطة ببريطانيا، المحاصرة نتيجة غزو فيروس كورونا، عشرات الملايين من الفقراء في الدول الأقل نموا، وهي تواجه كارثة تلوح في الأفق، يبدو أنه لن يكون من الممكن إيقافها، وتحمل آثارا قاتلة“.

تهديد وشيك

تشير الصحيفة إلى أنه ”لم نصل إلى تلك المرحلة حتى الآن، ولكن الفأس توشك أن تهوي على رؤوس أعداد كبيرة من البشر لا تلقى أي حماية، هناك مجزرة مروعة ستحدث لا محالة“.

ففي الوقت الذي تجاهد فيه الدول الواقعة شمال الكرة الأرضية في صراع صاخب لمكافحة انتشار ”كوفيد-19″، فإن أجراس الخطر تدق من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، معظمها حتى الآن لم ينل أي انتباه.

وأضافت ”الأوبزرفر“، ”أي شخص تابع عن قرب الموقف في المناطق المكدسة بالسكان في مومباي، وبورت أو برانس، يعلم أنه من المستحيل تطبيق إجراءات الفصل الاجتماعي، أو العزل الذاتي للعديد من المقيمين هناك، هؤلاء الذين رأوا الظروف في معسكرات اللاجئين في أو حول سوريا، والصومال، يعلم جيدا القدرات الصحية المحدودة في تلك المناطق، وذلك في أفضل الأحوال“.

تقول منظمة الصحة العالمية إن ”نصف سكان العالم لا يحصلون على الرعاية الصحية الضرورية، حتى قبل تفشي الوباء. حذرت المؤسسة الخيرية العالمية للمساواة بشدة من أن هذه المجتمعات، وخاصة الأطفال، تعاني ظروفا صحية مروعة، مع انتشار الملاريا والسل وسوء التغذية، الناس الذين يعيشون في مناطق الصراع سيكونون في خطر مضاعف“.

أوضاع مأساوية

إذا كنت أحد سكان إدلب السورية على سبيل المثال، فإن أي نصيحة باتباع التوجيهات الخاصة بالبقاء في المنزل ستكون عرضة للخطر، مع غارات القصف التي يشنها النظامان الروسي والسوري، يقول المقال.

ويضيف ”لذلك جاءت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أجل هدنة عالمية لمواجهة العدو المشترك، لا يوجد دليل قوي حتى الآن بأن هذا النداء كان له صدى إيجابي“.

كانت الأمم المتحدة حذرت -أيضا- من أن المواطنين في الدول الواقعة تحت وطأة العقوبات أحادية الجانب، مثل: فنزويلا، زيمبابوي، وكوبا، يمكن أن تعاني بشدة من انتشار الفيروس، كذلك إيران.

يشير مقال الصحيفة البريطانية إلى أن ”انعدام الأمن الغذائي يمثل قلقا متصاعدا في جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، خاصة منطقة الساحل، إذا انتشر المرض بتلك الصورة هناك، إذ يقول برنامج الغذاء العالمي إن سلاسل الإمدادات البشرية في بوركينا فاسو، مالي، والنيجر يمكن أن تتعطل، في الوقت الذي يواجه فيه الملايين هناك نقصا في الغذاء نتيجة الجفاف وعنف المتطرفين“.

”من أفغانستان التي تمزقها الحرب إلى جمهورية وسط أفريقيا الفقيرة، إذ يقول المجلس النرويغي للاجئين إن هناك 3 مراوح فقط تخدم 5 ملايين شخص، فإن هناك مخاوف من كارثة وشيكة يمكن أن تتضاعف نتيجة النقص الحاد في الموارد. أي استجابة لمواجهة ”كوفيد-19″ ستتعرض لعراقيل نتيجة القضايا السياسية والأمنية العالقة هناك لسنوات دون الوصول إلى حلول“.

وعرج المقال على قطاع غزة، ”حيث يوجد مليونا شخص في مساحة لا تزيد على 365 كيلو مترا مربعا، وفقا لمجموعة الأزمات الدولية فإنه تم اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا، والآن فإن غزة تستعد للسيناريو الأسوأ، تفش واسع للوباء سيضرب نظام الرعاية الصحية هناك، والذي تعرض للدمار نتيجة سنوات من الحرب والحصار الإسرائيلي، يمكن أن تكون معدلات الوفاة مروعة، بحسب ما قالته مجموعة الأزمات الدولية“.

اضطرابات اجتماعية

التأثير الاقتصادي المحتمل بالنسبة للعالم النامي يمثل أيضا مصدرا رئيسا للقلق، بحسب المقال الذي أكد أن ”الدول ذات الدخول المتوسطة والضئيلة تعرضت لأضرار نتيجة نقص الطلب على التصدير، وهبوط أسعار النفط، وانهيار السياحة. طلبت ما يقرب من 80 حكومة إعانة طارئة من صندوق النقد الدولي، حيث تشير التقديرات إلى أن إجمالي عمليات الإنقاذ الضرورية ربما تصل إلى تريليوني جنيه إسترليني“.

وذكر أن ”قدرة الدول الضعيفة على تحمل الصدمات المحتملة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي تبدو محدودة للغاية، عند مقارنتها على سبيل المثال بالدول الأغنى، مثل بريطانيا، التي لا يوجد لديها حدود في الإقراض، الضرر المحتمل لاستمرار الوباء يضاعف مخاطر الاضطرابات الاجتماعية، والعنف داخل الدولة، كما يحدث في جنوب أفريقيا“.

جهود مطلوبة

إن انتشار ”كوفيد-19“ في مساحات واسعة من أفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية لا يزال محدودا حتى الآن، ولكن هناك أسباب قوية تدعو إلى القلق من أن الفيروس ضرب وألحق أضرارا كبيرة بأكبر نظامين اقتصاديين في العالم، وهما الصين والولايات المتحدة، سينشر العدوى في نهاية المطاف في كل أرجاء العالم.

ووفق ”الأوبزرفر“فإنه ”ليس صحيحا على الإطلاق أن نقول إنه ليس لدينا ما نستطيع فعله سوى المشاهدة. يجب على الأشخاص والحكومات أن يدعموا الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها في تعزيز ميزانيات المساعدات الخارجية، التبرع إلى المؤسسات الخيرية الدولية، تبادل الخبرات، توفير الملاذ والعون، والأهم من ذلك تقديم معدات الرعاية الطبية. هذه أمور يمكن ويجب أن تتم“.

وختمت الصحيفة مقالها ”كوفيد 19 بمثابة كابوس عالمي، كل ضحاياه، دون استثناء، يستحقون المساعدة أيا كانوا، إذا فشلت محاولات السيطرة على الفيروس في العالم النامي، فإن الضحايا من البشر سيكونون فوق مستوى التصور. ويمكن أن يتحول المرض إلى وباء، ينتعش وينتشر مرارا عبر المهاجرين والاتصال البشري، ويمكن أن تكون هناك موجات ثانية وثالثة من الوباء، الأمر لا يتحمل التفكير مرتين“.

الاخبار العاجلة