دعت مجلة أمريكية الاثنين، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى نبذ شعاره المعروف بـ“أمريكا أولا“ والتركيز على تنسيق دولي لدعم الحرب على وباء كورونا، مؤكدة أن ذلك الشعار لن يفيد الولايات المتحدة.
وقالت مجلة ”فورين افيرز“ إن ”أمريكا أولا لم يعد شعارا واقعيا في الظروف الحالية وإنه ينبغي على واشنطن ان تقود جهدا دوليا لمحاربة وباء كورونا“ لافتة إلى أنها ”لن تكون سابقة لأن الولايات المتحدة قادت جهودا عالمية مماثلة من قبل في الحرب على مرض الإيدز عام 2003 ووباء ابولا عام 2014“.
وأضافت ”للأسف فإن الولايات المتحدة لم تمارس هذا الدور في الأزمة الحالية ولا يزال الرئيس دونالد ترامب يردد شعار أمريكا اولا فيما أضاع فرصة حشد جهد دولي من خلال مجموعة الـ 7 التي ترأسها حاليا السعودية بعد أن فشلت جهودها في حشد هذا الدعم وظل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يطلق عليه الفيروس الصيني.“
واعتبرت أن ”فشل ترامب في تحقيق رد دولي جماعي لتفشي وباء كورونا وسياسته المتجاهلة لخطورة الأزمة وانتقاداته المتكررة لحلفائه دفعت بدول عديدة للاعتراف بالصين كبديل للولايات المتحدة لقيادة العالم في الظروف الحالية“، منوهة إلى أن ”سياسة ترامب في فرض العقوبات على بضع دول وخفض المساعدات المالية على دول أخرى بما فيها فلسطين ستؤدي إلى تسارع تفشي كورونا في تلك الدول“، مشددة على ”ضرورة تعليق بعض هذه العقوبات وتجميد الحروب التجارية وتقديم المعونات المالية للدول الفقيرة غير القادرة على التعامل مع وباء كورونا“.
وأعربت عن اعتقادها بأن ”وباء كورونا يمثٌل خطرا كبيرا على أمن الولايات المتحدة وأن على إدارة ترامب أن تبادر إلى زيادة مساعداتها المالية للدول الفقيرة ورفع العقوبات وتسهيل وصول المعدات الطبية واللقاحات لأي منطقة في العالم ومساعدة اللاجئين خاصة في المخيمات المكتظة نظرا لصعوبة تنفيذ العزل والتباعد الاجتماعي فيها.“
وختمت المجلة قائلة إن ”التجارب السابقة علمتنا أنه يمكن مكافحة الأوبئة والانتصار عليها لكن علينا نحن الامريكيين أن ندرك أننا سنكون بمأمن فقط عندما يكون بقية العالم آمنا، ونشير هنا إلى إعلان ترامب العام الماضي بأن المستقبل ليس للعولمة بل للدول المستقلة القادرة على حماية مواطنيها واحترام حدود الآخرين، والآن وبعد 6 أشهر نرى أن آلاف الأمريكيين لقوا حتفهم وهذا يعني أن كارثة كورونا لا تعرف حدودا ويمكن قهرها فقط من خلال رد عالمي منسق وموحد.“
