فورين بوليسي: الاقتصاد التركى يتجه لكارثة بسبب كورونا وأخطاء أردوغان

8 أبريل 2020آخر تحديث :
فورين بوليسي: الاقتصاد التركى يتجه لكارثة بسبب كورونا وأخطاء أردوغان

رأت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الاقتصاد التركي يتجه نحو ”كارثة منظورة“ نتيجة ترادف الانكشاف على مديونية خارجية عالية، مع شلل في الخدمات الصحية، وفوق ذلك كله رئيس جمهورية يعطي الأهمية لحماية سمعته الشخصية قبل مصالح شعبه.

وفي تحليل نشرته اليوم الأربعاء تحت عنوان ”فيروس كورونا سيدمر الاقتصاد التركي“، عرض الكاتب أيكان إردمير، وهو مدير برنامج تركيا في منظمة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، كيف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إذا ما استمر في المراهنة على أخطائه السابقة، فإنه سيحقق المزيد من الدمار الاقتصادي لتركيا، مع عواقب مالية وجيوسياسية تدوم إلى ما بعد نهاية الوباء.

فقبل تفشي فيروس كورونا المستجد، كانت تركيا ترزح تحت مديونية خارجية تترافق مع تراجع مخيف في قيمة العملة المحلية، والآن مع ترجيح أن يتوسع انتشار الوباء بشكل أكبر، فإن الرؤية تبدو كارثية على مدى طويل، كما يذهب التقرير، خاصة مع استمرار النظام في سياساته القمعية.

 واذا كان وباء كورونا قد وضع الحكومات والقطاع الخاص في معظم بلدان العالم في حالة استنفار، إلا أن إدارة أردوغان على مدى السنوات الماضية مارست سوء الإدارة السياسية والاقتصادية، على نحو أطاح تركيا إلى مرتبة ربما هي الأضعف بين جميع الأسواق الناشئة الرئيسة حول العالم، كما يقول التقرير.

المتضرر التاسع عالميا

وقد سجلت تركيا 34 الوفا و209 إصابات و725 وفاة بكوفيد-19 وفق أرقام رسمية صدرت الثلاثاء، لتحتل بذلك المرتبة التاسعة بين الدول الأكثر تأثرا بالجائحة.

وما يضاعف القلق  في تركيا  التي سجلت أول إصابة رسميا في 11 مارس، هو سرعة انتشار المرض، حيث يتضاعف عدد الإصابات كل عدة أيام، فبعدما كان عدد الإصابات 7400 في 28 مارس، بلغ 15 ألفا في الأول من أبريل، ليتجاوز الآن 30 ألفا، وفق الأرقام الرسمية. علما أن هذه الأرقام هي أقل بكثير من العدد الحقيقي لحجم انتشار الوباء في تركيا، حيث يتوقع الخبراء أن عدد الوفيات قد يتجاوز خمسة آلاف بحلول منتصف هذا الشهر، حسب تقرير فورين بوليسي.

الأزمة أخرجت أسوأ ما في داخل أردوغان

ويرى الكاتب أن الأزمة المالية والصحية العامة المزدوجة في تركيا قد أخرجت أسوأ ما في داخل أردوغان، فيما يتعلق بمحاولات التشبث بالسلطة، فقد اختفى شخصيا من المشهد تاركا مهمة التواصل مع الجمهور لوزير الصحة فخر الدين قوجة، الذي قد يتحول إلى كبش فداء.

 ويلاحظ التقرير أن أردوغان وجد في جائحة الفيروس فرصة أخرى لمزيد من إجراءات توطيد سلطته عن طريق إدخال تدابير قاسية، بعد أن تم اعتقال المئات لمجرد مشاركتهم معلومات عن الفيروس في وسائل التواصل الاجتماعي، كما تم استجواب ثمانية صحفيين بعد نشرهم تقارير عن الوباء، بينما قام هو نفسه بتقديم شكوى ضد صحفية تعمل في قناة ”فوكس“ بتهمة ”نشر الأكاذيب والتلاعب بالجمهور على السوشيال ميديا“.

 وبنفس نهجه التقليدي في استغلال الأزمات السياسية والاقتصادية لتنفيذ حملات القمع، فقد أدار أردوغان حملة ملاحقة استهدفت معارضيه في أنقرة وإسطنبول وباقي المدن التركية الرئيسية، كما سجل التقرير.

الاخبار العاجلة