هل يمكن أن ينتقل (الكورونا) عن طريق الأذن؟

12 أبريل 2020آخر تحديث :
هل يمكن أن ينتقل (الكورونا) عن طريق الأذن؟

صدى الإعلام – رام الله: اتفق العلماء بعد فترة من مهاجمة (كورونا) للعالم، وبعد عدة تجارب، أن الفيروس يدخل لجسم الإنسان عن طريق الجهاز التنفسي كباقي الفيروسات التنفسية، ولكن خطورته تكمن بأنه سريع العدوى ولا يقتصر انتقاله عن الرذاذ من شخص لآخر، بل ويعيش على الأسطح لساعات، وخلال ذلك الوقت من الممكن أن ينتقل من الأسطح للإنسان عبر لمسه لها، ومن ثم وضع اليد على الوجه.

ويعيش (كورونا) لـ 72 ساعة على البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ، ولـ 4 ساعات على النحاس، وحوالي 24 ساعة، بعد وضعه على الكرتون، ويعتقد بعض العلماء، أن الفيروس قد يظل على قيد الحياة في الهواء لـ 3 ساعات.

والسؤال هنا، بما أن فيروس (كورونا) يتسلل للجهاز التنفسي عن طريق الفم والأنف، وتلك الأعضاء تلتقي مع بعضها في تجويف في الرأس، هل يمكن أن ينتقل الوباء عن طريق الأذن؟

ثقب طبلة الأذن

أكد الدكتور معتز الكركي، اخصائي أمراض وجراحة وتجميل أنف أذن وحنجرة، أن الأذن السليمة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسمح بتسلل فيروس (كورونا) أو أي شيء إلى داخل جسم الإنسان.

وأوضح خلال حديثه مع أن (طبلة الأذن) هي التي تمنع دخول أي شيء إلى التجويف، لأن بينها وبين الأذن الوسطى “وصلة”، وبينها وبين الحلق “وصلة”، وبينها وبين الأنف “وصلة”، وما يمنع انتقال أي شيء لهم عبر الوصلة، هي طبلة الأذن، فإذا كانت سليمة، فلا يقع أي ضرر على الإنسان.

وأردف الكركي: أما إن كان هناك ثقب في (طبلة الأذن)، وخاصة إن كان كبير،اً فتزيد نسبة احتمالية دخول الفيروس لجسم الإنسان ووصوله إلى الأنف والحلق.

وأضاف أخصائي أمراض وجراحة الأذن “من الصعب أن تنتقل (كورونا) عبر الأذن، ليس بالأمر السهل، ولكن موضوع (الكوفيد 19) جديد، لا أحد يستطيع أن يُجزم بأن تلك المعلومات صحيحة أم لا، إلا بعد مجموعة من الدارسات والأبحاث والتجارب، ولكن مبدئياً الأذن ليست الفم والأنف”.

وتمزُّق طبلة الأذن (انثقاب الغشاء الطبلي) هو ثقب أو شَق في النسيج الرقيق، الذي يفصل قناة الأذن عن الأذن الوسطى (طبلة الأذن)، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان السمع، كما يمكنه جعل الاذن الوسطى عرضة للعدوى، وعادةً ما يُشفى تمزُّق طبلة الأذن في غضون أسابيع قليلة من دون علاج، ولكن في بعض الأحيان يتطلب الأمر تصحيحًا أو ترميمًا جراحيًّا للشفاء.

شمع الأذن يحمينا

واستبعد الدكتور اسماعيل صالح الجبريني، أخصائي أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة بالخليل، إمكانية تسلل فيروس (كورونا) للإنسان عبر (الأذن)، مشيراً إلى أن الخلايا الخاصة بالأذن وطبلة الأذن، تمنعان دخول الفيروسات إلى داخل الجسم، مرجحاً أن مصادر تسللها فقط (الفم والأنف).

وأوضح الجبريني أن المادة الصمغية في الأذن (الشمع) هي مادة وقائية تمنع دخول الحشرات إلى الجسم، لأن لها رائحة معينة منفرة للحشرات، كما أنها تحمي الأذن من الأوساخ والأتربة، ولها دور هام كخط دفاع، يحمي الإنسان من الالتهابات والعدوى.

وأشار إلى أن خلو الأذن من المادة الصمغية، يؤدي إلى التهاب الأذن الخارجية باستمرار، لذلك يفضل عدم التخلص منه بطرق خاطئة لأهمية في حماية الأذن والجسم، كاشفاً أنه لا يحتاج إلى التنظيف بل يميل الجسم للتخلص منه بشكل طبيعي دون أي تدخل خارجي، إذ تقوم الأذن وبشكل أوتوماتيكي بدفع شمع الأذن الأقدم إلى خارج الأذن.

قنوات النقل “الفم والانف”

أكد الخبير الفلسطيني في علم الأوبئة، البروفيسور يحيى عابد، أن المسار الرئيسي لنقل فيروس (كورونا) وهو مجرى التنفس (الفم والأنف)، حيث ينقلون الفيروس للبلعوم، ويقوم بدوره بنقله إما للجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي، متمماً: “احتمال دخول الفيروس عن طريق الأذن لا يتعدى الـ 1 بالمليون، لذلك يفضل التركيز على المسارات الرئيسية”.

وأضاف عابد: ” المدخلان الرئيسيان (الفم والأنف) ويمثلون وبنسبة 99.9% أن الانتقال يتم بشكل مباشر عبر الرذاذ، جزيئيات ثقيلة، انتقلت مباشرة للإنسان، أو الأمر الآخر أن تقع على جسم صلب، ثم يلمس الشخص ذات السطح، فتنتقل من اليد إلى الفم ثم إلى البلعوم، ومنه إلى الجهاز الهضمي، أو جهاز التنفس، تلك الطرق المعروفة للعالم حتى الآن”.

وفضل أن يتم التركيز الرئيسي على (الفم والانف) وحمايتهم باتباع الإرشادات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وكافة منظمات العالم، عبر تفادي خروج الرذاذ منا، وتجنب الاحتكاك بالأشخاص المصابين أو المخالطين بالمصابين، بالإضافة للمحافظة على النظافة الشخصية، وتكرار غسل اليدين بالماء والصابون.

الاخبار العاجلة